رسالة الترحيب



ومــا كـنـت مـمـن يـدخـل العـشـق قلـبـه -
و لـكــن مـــن يـبـصـر جـفـونـك يـعـشــق
.




بحث هذه المدونة الإلكترونية

09‏/12‏/2011

د.عبد الغني التميمي





اعيرونا مدافعكم ليوم لا مدامعكم

أعيرونا وظلوا في مواقعكم




بني الأسلام

ما زالت مواجعنا مواجعكم مصارعنا مصارعكم

أذا ما اغرق الطوفان شارعنا سيغرق منه شارعكم

ألسنا اخوة في الدين ؟؟




ألسنا اخوة في الدين قد كنا .... و ما زلنا

فهل هنتم وهل هنا ؟؟

ايعجبكم اذا ضعنا؟؟

ايسعدكم اذا جعنا؟



وما معنى بان قلوبكم معنا؟

السنا يا بني الاسلام اخوتكم ؟

أليس مظلة التوحيد تجمعنا !



أعيرونا مدافعكم

اعيرونا ولو شبر نمر عليه للاقصى



اتنتظرون ان يمحى وجود المسجد الأقصى!!

وأن نمحى !!

أعيرونا مدافعكم وخلوا الشجب و استحيوا

سئمنا الشجب و الردحا ....



أخي بالله اخبرني متى تغضب

أذا انتهكت محارمنا !! قد انتهكت

اذا نسفت معالمنا !!! لقد نسفت

اذا قتلت شهامتنا !!! لقد قتلت

اذا ديست كرامتنا ... لقد ديست

اذا هدمت مساجدنا ... لقد هدمت


وظلت قدسنا تغصب ...... ولم تغضب ؟؟

فأخبرني متى تغضب !!


اذا لله...... للحرمات..... للاسلام لم تغضب

فأخبرني متى تغضب ؟؟!!!



رأيت براءة الأطفال في الشاشات كيف يهزها الغضب

وربات الخدور رأيتها بالدم تختضب



رأيت سواري الأقصى كالأطفال تنتحب

وتهتك حولك الاعراض في صلف وتجلس انت ترتقب !!!


متى تغضب ؟؟


ألم تنظر الى الأطفال في الأقصى عمالقة قد انتفضوا

اتنهض طفلة العامين غاضبة....

وصناع القرار اليوم لا غضبوا و لا نهضوا !!!!


ألم يهززك منظر طفلة ملأت مواضع جسمها الحفر

ولا ابكاك ذاك الطفل في هلع بظهر ابيه يستتر

فما رحموا استغاثته ولا اكترثوا ولا شعروا

فخر لوجهه ميتا وخر ابوه يحتضر


رايت هناك في جنين أهولا رايت الدم شلالا

رأيت القهر الونا واشكالا ولم تغضب ؟؟

فصارحني بلا خجل ... لأي امة تنسب ؟



..............................


جابر قميحه


سـعـيـتُ إلـيـكِ كطيفٍ جريحٍ
كـسـيـرَ الـفـؤاد حـزينًا عليلا
سـعـيـت يمزق خطوي الضياعُ
ومـا غـيـرُ شـوقي إليك الدليلا
لـكـيـمـا أعـانـق فـيك الإباء
وأتـلـوَ سِـفْـر عُـلاك الـجليلا
وأسـتـنـشـقَ الـعَـبَق اليعْربيَّ
وعـزمـا عـنـيـدا ومجدًا أثيلا
فـيـنْـداح يـأسـي ويذوي أساي
ولـكـنـنـي لـم أجـدْكِ الخيولا
ولـكـن بـقـايـا نعاج .. عجافٍ
مـفـكـكـةِ الـعزم تحْكي الطلولا
وفـي مـقـلـتـيـك ذبـابٌ مقيمٌ
لـيـمـتـصَّ منك البريقَ الأصيلا
ومـضـمـارك الفذ أضحى حلالا
لـمـن يـبـتـغيه، وقد كان غِيلا
أشـاهـد كـلـبًـا عـقورًا .. به
وذئـبًـا حـقيرًا .. وضبعًا هزيلا
* * *

فـنـامـي ونـامي، فلا الفجرُ لاح
ولـيـلـك يـبدو طويلا .. طويلا
وفـي سـاحـة الهول لا النقْعُ ثار
ولا "خـالـد" جـاء يـحمي القبيلا
ولا "سـعـدُ" قـام يـشق الصفوفَ
لـيـجـعـل جيش الأعادي فلولا
ولا الـرمـحُ سُـدد نـحو النحور
ولا الـسـيـف عاد حساما صقيلا
فـلـن تـسـمعي قعقعاتِ الرماح
ولـن تـسـمـعي لسيوفٍ صليلا
ولا تـعـجـبـي فَهُمُو .. كفنوها
بــأغـمـادِ ذل أبَـى أن يـزولا
وأنَّـى لـك الـيـوم أن تـنهضي
وإنـي أراك كـثـيـبًـا مـهيلا؟
ولـو قـد نـهـضتِ فما مِن غَنَاءٍ
وسـعـيـك مـا عـاد يُجدي فتيلا
ومـا قـيـمـةُ السعي إن لم يحقق
إبـاءً وضـربـا يُـروِّي الـغليلا
* * *

فـنـامـي، فليس سوى أن تنامي
ومـا عـدْتِ تـمـتـلكين البديلا
ولا تـحـلـمـي بـانطلاق جليل
يَـرُودُ الـسـنـا والذُّرا والسهولا
تـعـيـشـيـن فيه ابتسامَ الصباح
وشـمـسُ الأصيلِ تناجي الخميلا
وعـشـبـا نـديّـا لـذيذَ المذاق
وريـحـا رخِـيّـا وظلاً .. ظليلا
ولـحـنـا يـجـود به في الربيع
خـريـرُ مـيـاهٍ جـرت سلسبيلا
يـجـاوب فـيـه حفيفَ الغصون
وتـغـريـدَ حـسّـونِـها والهديلا
* * *

وإيـاكِ أن تـصـهـلي فالصهيلُ
سـيـحرمُك العشبَ عرضا وطولا
ولا تـضْـبـحي، فالضّباحُ سيغْدو
إذا مـا ضـبحت .. دمًا أو عويلا
هـو الـصمتُ: أصبح أعلى مقاما
وأجـدى مَـرامـا وأقْـومَ قـيـلا
وإيـاك أن تـحـلـمـي .. بالإباء
فـإن الإبـاء .. غـدا iiمـسـتحيلا
فـنـامـي وشُـدّي عـليك الغطاء
كـثـيـفًا .. كثيفًا .. ثقيلاً .. ثقيلاً
فـمَـنْ لـم يـنـم تاه منه الطريقُ
ونـال مـن الـكـرب حظًا وبيلاً
ولا تـسـألـيـنـيَ: أين الدليل؟
فـقـد خـدع الـقـومُ عنك الدليلا
ولا تـسـألـيـنـيَ أين السبيل؟
فـإنـيَ أيـضـا ضـللتُ السبيلا
فــهـذا زمـان الـدعـيِّ الـذي
بـه حَـرَمـوا الحرَّ حتى الرحيلا
وفـيـه اخـتفت مكرُماتُ الرجال
وأنـكـر كـلُّ خـلـيـلٍ خـليلا
وعـاش بـه الـحر يخشى الحياةَ
ويـخـشى المماتَ ويخشى المقِيلا
ويـخـشـى أنـامـلَـه إنْ سـها
فـتُـرديـهِ غـدْرا بـخـنقٍ قتيلا
* * *

حـنـانـيـك نامي وشدي الغطاء
ولـو كـان نـسج الغطاء الوحولا
فـإنـي رأيـت الـخـزايا تسود
وشـاهـدت "عـنـتر" عبدًا ذليلاً
وقـد مـات فـي شـفتيه القصيد
عـلـى جـلده السوط يهوى مهولا
يـنـادَى عـلـيـه "أمن يشتريه
"؟ ويـدفـع فـيـه الـبخيس القليلا
و"طـارق شـد عـلـيـه الـوثاق
يـعـذب فـي الـسجن حتى يميلا
ويـنـكـرَ مـا صـاغه من فتوح
وحـقـق فـيـهـا انتصارًا جليلا
ويـحـنـيَ قـامـتَـه .. للدعيِّ
ويـتـركَ "لُـذْريـقَ" كيما يصولا
* * *

وشـاهـدتُ "حـاتـم" عند القمامةِ
يـنـشـد فـيـهـا فـتاتًا هزيلا
يـغـمِّـسُـه فـي دمـوع الهوان
وقـد كـان بـالفضل بَرًّا وَصولا
فـمِـنْ قـبْـلُ شُدَّتْ إليه الرحالُ
لـيُـقْـرِي الـجياعَ، ويأسو العليلا
فـواحـسـرتـا لأمـير الكرام
وقـد بـات يـسـأل نـذلاً بخيلاً
* * *

فـنـامي، ونامي , ونامي الغَداةَ
.. ونـامـي الـليالي، ونامي الأصيلا
فـسُـوَّاسـك الـيوم غرقى المنام
رأيـتُ الـمـخـازي عليهم سُدولا
ذريـهـم نـيـامـا، ففي نومهمْ
.. تـنـام الـمـظالم .. عنا .. قليلاً
فهم إن صحَوا ـ لحظة ـ يُـرْكبوا
ويُـبـدُوا لـمن يَركبون .. القبولا
ولا يـكـتـفـون بـهذا القبول
.. فـيـهدونه ـ بعدُ ـ شكرًا جزيلا
ولـيـس لـهم غيرُ أن يُـرْكبوا.
. فـقـد سُـلِـبُوا عِرضَهم والعقولا
وراكـبـهـم .. كان في أرضِنا.
. ـ وما زال ـ لصًا .. بغيًا .. دخيلاً
وسـارَ بِـهـم يـستبيحُ الحرام
.. مُـذِلاً بـهـم نـجْدَنا .. والسهولا
يـمـيـلـون فـي ذلـةٍ وانكسارٍ
إذا شـاء ـ في صَلَفٍ ـ أن يميلا
ولـو شـاء وجَّـهـهـم .. لليمين
كـذا لـلـيـسار .. عقورا iiصئولا
تُــبـارك كـفَّـاهُ أقـفـاءَهـم
فـصـارتْ لـكفيه تَحكي الطبولا
ولـو شـاء داسـهـمـو بـالنعال
ولا يـسـتـحـي فوقهم أن يبولا
نـسـوا مشهدَ الرَّوْعِ في النازلاتِ
وكـيـف يَـسُـلّـون سيفًا صقيلا
يَـروْن الـتـنـازل طـبعَ الكرام
وخـوضَ الـمـعاركِ غدرًا وبيلا
* * *

خـيـولَ الـعـروبةِ، واحسرتاه
لـقـد أصـبـح العار خُلْـقا نبيلا
ولـو جُـمِـعَ الـعـارُ حتى يُقاسَ
بـعـارهـمـو كـان عارًا ضئيلا
أأبـكـي عـلـيكِ؟ أأبكي عليهم
؟ أأبـكـي عـلـيـنا البكاءَ العويلا؟
ولـو شـئـتُ.. لن أستطيعَ البكاء
فـحـتـى الـبـكاء غدا مستحيلا
فـقـد نـفـدَ الـدمـع من مقلتيَّ
ومـجـراهـما جَفَّ عن أن يسيلا
ومـن يـبْـكِ صـار عَدوَّ النظام
و "مـزدريـا".. لا يراعي الأصولا
وأمَّـا الـنـقـابـيّ ـ يا ويلَهُ
ـ فـعَـدُّوهُ "مـخـتـرِقًـا" أو عميلا
* * *







خـيـولَ الـعـروبةِ، واحسرتاه!
! أجـيـبـيـ: متى تملكين البديلا؟
بـعـهـدٍ.. يـغـايـر عهد الدعيِّ
نـعـيـش بـه الانـتصارَ الجليلا
ونـهـتـفُ "يـا خيلَ ربي اركبِي
" ويـرجـعُ خـالـدُ يـحمي القبيلا
و"سـعـد" يـعـود يشقّ الصفوفَ
ويـجـعـل جـيش الأعادي فلولا
ويـسـحـق سُـواسَـك الخائنين
ومـن عـاش نـذلاً جـبانًا جَهولا
متى ـ يا خيولُ ـ متى ـ ترجعينَ
كـما كنتِ - مِنْ قبلُ حقًا - خيولا؟

مانع سعيد العتيبه



فَرَضَ الحبيب ُ دَلالَهُ وتَمَنَّعـَا وَأَبَى
بغيرِ عذابِنَا أَنْ يَقْنعا
ما حيلتي وأنا المكبّلُ بالهوى
ناديته فأصَرَّ ألاّ يسمعا
وعجبتُ من قلبٍ يرقُّ لظالمٍ
ويُطيقُ رغمَ إبائِهِ أنْ يَخْضَعَا
فأجابَ قلبي لا تَلُمني فالهوى
قَدَرٌ وليس بأمرِنَا أَنْ يُرْفَعَا
والظلمُ في شَرْعِ الحبيبِ عدالةٌ
مهما جَفَا كنتَ المُحِبَّ المُُولَعَا
ولقد طربتُ لصوتِه ودلالِهِ
واحتلّتْ اللفتاتُ فيّ الأضلُعَا
البدرُ من وجهِ الحبيبِ ضياؤه
والعطرُ من وردِ الخدودِ تضوَّعَا
والفجرُ يبزغُ من بهاءِ جَبينِهِ
والشمسُ ذابَتْ في العيونِ لتسطعَا
يا ربّ هذا الكون أنتَ خلقتَهُ
وكسوتَهُ حُسْنَاً فكنتَ المُبْدِعَا
وجعلته ملكاً لقلبي سيّـداً
لمّا على عرشِ الجمالِ تربَّعَا
سارتْ سفينةُ حبِّنَا في بحـرِهِ
والقلبُ كانَ شراعها فتلوَّعَا
لعبتْ بها ريحُ الهوى فتمايلتْ
ميناؤها المنشودُ باتَ مُضّيَّعَا
يا صاحبي خُذْ للحبيبِ رسالةً
فعسى يرى بينَ السطورِ الأدمُعَا
بَلِّغْهُ أَنِّي في الغرامِ متيّمٌ
والقلبُ من حرِّ الفراقِ تَصَدَّعَا
ما في النوى خيرٌ لنرضى بالنوى
بل أنّ كلَّ الخيرِ أن نحيا مَعَا

شريفة السيد



وبعضُ النِّسـاء

إذا ما رمَيْنَ الشِّـبَاكَ وقَعَنْ

وبعضُ النِّسـاء

إذا ما رمينَ الشِّـبَاكَ سكَنّْ

ولكِنْ

حصـادي: شـرودٌ

وخـوفٌ

وضـربٌ مِنَ الشَّـوقِ ضَنْ

يضِلُّ اقتداري علَى الصَّـيد ليـلاً

ففِي الَّلـيل

حِينَ يصبُّ اللُجَيْنُ شـذاهُ

على أُمسـياتي

أَذوبُ.. أَكـاد أُجَـنْ..!!

فراشـاتُ صَـمْتي

تداعبُ كلَّ حواسـي

وحتَّى الحـواس التي لا نـراهـا

بطرفَـةِ عـينْ

وتلثُـمُ كلَّ الجُزيْـئات فِيَّ

يوشْـوِشُـنِي الوَجْـدُ

أُصْـبِحُ حُـوريةَ اللـيل تُرخِي الضَّـفائرَ

تنْسـجُ عِطـرَ هَـواهَـا

على العاشـقينْ

غِلالاتِ حُسـنْ

......

تجـيءُ الجَـوارِي

ومِنْ كلِّ فَـجٍ عميـقٍ أتَينْ

يُفجـِّرْنَ بعضًا مِنَ الحُسـنِ والتَّيـهِ

في الصَّـهوةِ القابعـةْ

كَأنَّ جميعَ النِّسـاءِ تعلَّمِنَ مِنْ رابعـةْ

وحَوْلـِي يَطـُفـْنَ

بكلِّ دلالٍ علَيَّ يَمِلْنْ

نسـاءٌ...

نسـاءُ...

نسـاءْ...

تفيضُ الأُنوثـةُ مِنْ بينَ أعْطـافهِـنْ

مِنَ الـزَّهـو

- والوقتُ غافٍ - خُلِقْـنْ

سـكارَى

كَأنَّ الحَمـائِمَ فـوق النُّهـودِ سـكَنّْ

بلهـوِ الصِّغارِ يُقَبِّـلْنَ خـدَّ الحَمَـامْ

ويُرْسـِلْنَ آهـاتِ فجـرٍ تفتـَّقَ

يبْحَـثْنَ عن مرفـأٍ تحْـتهُنْ

يلوِّحنَ لليل: مهلاً

وللفجـْرِ: صَـبرًا جَميـلاً

ويسـتُرنَ بعضَ البياضِ بأجسـادهِنْ

نسـاءٌ...

نسـاءٌ...

نسـاءٌ...

عُيونُ المَهـا تخـتَفِي بيْنَ أجفانِهِنْ

غَرَسـنَ الورودَ النديَّـةَ

في عمق مَرْمَرِهِـنْ

تجمَّعْنَ حـولي

بدائرةٍ مِنْ لهيبِ التَّـوهُّـجِ.. دُرْنْ

حـَملْنَ الكُـؤوس

وأفرَغْنَ فيها حنينـًا

وشـوقـًا

ووجـدًا... يئِـنْ

مَزَجْـنَ الرَّحيقَ بأفـْواهِهِنْ

ضَحِكْـنَ

جَرَرْنَ الثِّـيابَ الطَّـويلةَ

أصْـدَرْنَ بَوْحـًا رقيقـًا .. شَـهَـقـْنْ

فعبَّـرَ شـوقُ الحِكايـةِ

عن جنَّـةٍ لا تُضاهَى بأعْـيُنهِنْ

تـآمَـرْنَ

كَسـَّرْنَ حاجِـزَ صَـمْتي

أخذْنَ الفـؤادَ أسـيرَ أصـابِعهـِنْ

وأنشـدْنَ لحْنـًا شَجِيّـًا

أَغَـنْ

وكادتْ دوائـرُ بحـرِ النسـائمِ

تبلَعُهُـنْ

فـلا يسـتطيعُ الفـؤادُ انْفِلاتـًا

فهـُنَّ امْتَـلكْـنَ

- بدربِ الغُوايـةِ - سـرَّ غُـوايتِهـِنْ

ولكنَّنِـي؛؛؛

حِينَ أرْمِي شِـباكِي

يَضِـلُّ اقتداري علَى الصَّـيدِ ليـلاً

ويبقَى حَصـادي شـرودًا

وخوفـًا

وضربـًا مِنْ الشَّـوقِ ضَنْ

فـفي اللـيلِ

حِينَ يصُـبُّ اللُجَـيْنُ شـذاهُ

على أُمْسـياتِي

أذوبُ...

أكـادُ... أُجَـنْ...




.............................



سيجيءُ في الغدِ

هكذا قد قال لي

فأضأتُ أرضَ بكارتي

تِلكَ التي

ظلتْ سنينًا مُطْفأة...

***

ودعوْتُ بي

عَرَقَ الأنوثةِ

كيْ يباغتَـهُ

ويرتّقَ الأحلامَ

إذْ كَانَتْ بدربِ البين مُهترِئَةْ...

***

تعبُ الفراقِ أُزيلُهُ

سأفيضُ نهرَ عُذوبةٍ

وشقاوةٍ

نجماتِ ليلٍ في السما متلألِئَةْ...

***

سأُعطِّرُ الدُّنيا

أُغرِّدُ مثلما

عُصفورةٍ فِضيَّةِ الألوان تعبرُ مَرفأَهْ...

***

سأكونُ مشرقةَ الحواس

لطيفةً

وأدوس أيَّام الذبول المُضْنياتِ

أكونُ في قطفِ النخيلِ البادئةْ..

***

سألقِّنُ الجسدَ الخجولَ

بلاغَتي

وسأرتدي الوهجَ الذي

هو في الحنايا.. خبَّأهْ...

***

شَعري الذي أهملْتُه زمِنْا

أُصفّفهُ

ليعودَ بسمةَ راهبٍ... متوضّئةْ..



وأحرِّضُ الأشواقَ

كيْ أبدو لهُ

كأسا.. رضابًا

بانتشاءِ الفجرِ مُمتلئةْ...

***

وسأكتبُ الأشعارَ فيهِ

ترنُّمًا

وأخطُّ قافيةً لَعُوبًا

فوقَ صدرِ البَوْحِ مُتَّكِئَةْ...

***

هي تارةً

طوعًا تجيءُ

وتارةً

ألفيتُها

في عُرسها... متلكَئةْ..

***

سأقولُ: إني ها هُنا

بلباقَتي

بوداعتي

بأنوثَتي... متهيِِّئةْ

للقاءِ

مِنْ زرعَ الحرائقَ

في دمي

فكَأنَني بلهيبِها.. مُستَدْفِئةْ..

***

كمْ كنتُ

أستجدي النحيبَ لفقدهِ

ودموعيَ العرجاءُ

خلف الهُدْبِ.. مختبئةْ..

***

لكنَّني

سأكفُّ عن عَطَشِي

وأُبْحِرُ عِندَهُ

وغدًا.. غدًا

سيبوح قلبي بالذي.. قد أرجأهْ

***
..................................................



ربيعُكَ حِينَ أتَى في خريفي
أفاض بعمري الذي غرَّدا
وراحَ يُقبّلُ وجْهي برفقٍ
يحطَّ على وجْنَتَيْهِ النَّدَى
فيرسمُ فوق الجبينِ غُصونًا
تعششُ فيها طيورُ الهُدَى
وشَعري تدلَّى يُراقصُ جِيدِي
وقيثارُ قلبي لِعُودي شدَا
ورهبانُ قدِّي إلى النبع طاروا
جياعًا وعطْشَى لماءٍ بدَا
***
فقد كُنتُ قبل ربيعكَ قفرًا
ضلالاً ووهمًا وصَمتًا رَدَى
وصرتُ بهمسكَ كالأقحوانِ
عبيري يُعطِّرُ هذا المَدَى
وأصبحتُ آخرَ نُقطةِ ضوءٍ
بغير وجودك لن تُوجَدا
وغبتُ عن الصَّرفِ عند النُّحاةِ
فلا خبرٌ لي ولا مُبتدا
فكيف استبحتَ لنفسكَ ذُلِّي
ولمْ أُنكر الفَضْلَ،،، والسَيِّدا
***
وكيف ارتضيتَ الشَقاءَ لقلبٍ
لغيركَ ليس يمدُّ اليدا
أنا الشوق يُزكَى صباحًا مساءً
لهيبًا تلظَّى.. ولن يبرُدا
تمِنَيتُ لو في هواك أكونُ
مليكةَ عرشٍ.... إليك اهتدَى
غزالاً رقيقًا.. بوادٍ وسيعٍ
تغارُ الغزالاتُ.... إن عرْبدا
فراشاتُ فردوسكَ السابحاتُ
تحطمِّ في خَصْريَ المِقْوَدا
وزهرُ البنفسجِ في راحتَيْكَ
يدثِّرُ قلبي.. الذي أُجْهِدَا
لِمَ الصَّدُ يا مِنْ أعادَ ارتوائي
وشَيَّدَ في النَّفس ما شيَّدا
***
وكيفَ إذا صاحَ فينا صباحٌ
فلا يجدُ الرَّوض والمَعْبَدا
وكيفَ إذا الليلُ نادَى علينا
تضيعُ النداءاتُ مِنْا سدَى
وإنْ ردَّد القَلْب يومًا لُغاكَ
فليس يعودُ بغير الصَّدَى
لو الريحُ تُفْلتُ مِنْي الزِّمامَ
فماذا تبقَّى لِعرْشِي غدًا
أنا صفحةُ الماءِ نارٌ ونورٌ
إذا غبْتَ عنه فلن يُنشدا
أنا نخلةُ التَّمْر فاصْعَدْ لِتَمْرِي
وليس لغيركَ أنْ يصْعدا



.........................


في قيلولةِ عُمري

اغتالوا ذاكرتي

نزعوا مِنْ نافذتي..

عَظمي

كشفوا كلَّ خلايايَ

وبغليون الضابطِ

فقأوا جِسمي

لكنْ

عجزوا أن ينتزعوا

مِنْ ذاكرةِ العالمِ

رائحة اسمي..

***

ذا تاريخي

ما أبقاهُ الحاكمُ مِنْي

حِينَ أتيتُ علامةَ حَقٍ

في الوطن المذعورْ

فاكتبْ يا قلمي المبتورْ

اكْتُبْ لا تخشى القيد ولا المُحْضرْ:

إني آتيةٌ مِن بوَّابةِ ذاكَ النَّور

كيْ يتبعَني كلُّ المظلومينَ

وكلُّ المصلوبينْ

سأُعلِّمهمْ

أن الدائرةَ

على كل عدوٍ.. سوف تدورْ

***

يا وطني

يا جُزراً فقدتْ يابسَها

و.. طفتْ فوقَ الموجِ الحائرْ

إني عائدةٌ مِنْ توِّي

ثائرةً للجُرحِ الغائرْ

وملائكةُ الرَّحمةِ خلفي

عطرًا.. قنديلاً.. وستائرْ

سنَدقُّ الأوتادَ لأرضكَ

تستيقظ للحَقِّ ضمائرْ

سحقًا للجند بقوَّتهمْ

إن لمْ نَكُ في الأرضِ حرائرْ

إنْ لم نكُ في الأرض حرائرْ...

***


..........................



ماذا يفعل الربيع بالبنات



هِيَ البِنْتُ

تِلكَ التي منذ حِينٍ

أحَاطَتْ بكِلتا يدَيْها الحقِيبة

وحَنَّتْ ضَفائرُهَا

للنِّهُودِ

فَصَبَّتْ بهاءً

وَقَـارًا

وطِيبة..

بزيِّ التلاميذ كَانَتْ تَـرُوحُ

وتَغدُو مَلاكـًا

بِدُنيا رَحِيبَةْ..

وتُبْدِي حَياءً

وأُنسًا لَطِيفًا

يُبدِّدُ خَوفِي..

ويُطفِي لَهِيبَه...

ولَكِنَّ

فِعلُ الرَّبِيعِ أَتَاها

فَـفَاضَتْ جَمالاً..

ومَاستْ عذوبَة

ورقَّتْ

كَأنسامِ لَيلٍِ بَديعٍ

فَزِيدَتْ حنانًا

دَلالاً

خُصوبَةْ

وأَفضَى النَّهارُ

إلى وَجنتيْها

بأنوارِهِ الزاهِياتِ العَجِيبَة

ومَالتْ إلى السحْرِ

أَهْدابُها

فأضْحَتْ لأعطَافِها مُستَجيبَةْ

أَتَى الحُسنُ

يَهْمِس في أُذْنها

فصَارتْ بأحوالِ وَجْدٍ غَرِيبَة

لِمِرْآتِها

أفْصَحَتْ عَـنْ هَواهَا

فَمِرْآتُها

سرّها دُونَ رِيبَة

وَدَقَّتْ

على بابِ أَحلامِها

وَفَرَّتْ

لِلَحظَةِ عِشْقٍ رَطِيبَة...

***

رَأَتْها عَلى البُعْـدِ عَيْني

فَقُلْتُ:

ألا ليتني كُنتُ هَذِي الحَبيبَة..

ألا ليتَ لي مِثلَها

عين ظَبْيٍ

كَنَهرِ يفيضُ على أرض طِيبَة..

وكلُّ الطُّيورِ

على شَاطِئَيْهِ

تُحاولُ

-كي تَرتَوِي-

أنْ تجوبَهْ..

وقالَ الذي مَرَّ قُدَّامَها

ألا ليتَني

كُنتُ تِلكَ الحقيبة...!!

***




............................




الاسطورة الاولي


كأن َّ الله أطلقنِي

ترانيمًا

تسافِرُ عَـبْرَ أَوْرِدَةِ المَلايينِ

لتـُحفـَرََ تحتَ مِعْصَمِهِمْ

عَلى فَمَهِمْ

وفي زَيتون جَبَهاتي

أنا مَنْ صَار في الدُّنيا

حديثَ الوَقْتِ والآتي..

***

هُنا في مِصرَ

قَافِلَتي

ونافلتي..

وذاكِرَتي..

وقنْطرَتي وسينَائي..

***

وذا عِرضِي الذي صَانَتهُ أَبطَالٌ

وذا قَلَمِي الذي صَاغَ

ابْتِسامَتَهمْ، وبَسمَاتِي..

***

أنا تَغْريدة ٌ كبرَى

أ ُغنـَّى

كُلما غَنوا لنَهْرِ النيلِ

للحُورِ التي خَطَفَتْ قُلوبًا

للمَجَرَّاتِ

وأ ُسمَعُ

كُلما غَنى (علي الحَجّارُ) للبَحرِ

وللبِنتِ التي سحَرَتْهُ

خلفَ المَشرَبيَّاتِ

***

أنا الأُسطورة الأولَى

أنا عَبَق انتصارِ الفَجْرِ

إذ بانَتْ إضَاءاتِي..

أُرَصـِّعُ بالطباشِيرِ المُلَوَّنِ

لَوْحَةَ الفَصْلِ

فَيَرْسمُـنْي التلاميذُ:

مُصَفَّحة ً

وطَائرة ً

وأَوْسمة ً.. وراياتِ

وأَخْرُجُ مِنْ حَقائِبهِـمْ

كتابَ الحُبِّ

مُبْتَكِرًا

جَديدًا في حُقولِ القطنِ

في وَجَعِي.... ولذّاتي

***

أنا الليلُ الذي أرخى

حنينَ النَّورِ

في قَمَري.. ونَجْمَاتي

تُفاخِرُ بِي أَرَاجيحُ الطّفُولاتِ

وكُل ضَفيرةٍ طُرِحَتْ

على ظَهرِ الأُنوثاتِ

ومعْطَفُ مَنْ بدَا كَهلاً

بمِنْتَصَف الشِّتاءاتِ

***

أنا إذ جَاء أعدائي

رأيتُ الله قُدَّامي

فطوَّقني

وألهبني

وشدَّدَ في مُعاناتي

وأَطلَقَ مَارِدي مِنِّي

فَحَققتُ انتِصَاراتي...





............................................................................................................



ملامح اخري لامرآة عنيدة




أنا المشغولة ُ اعترفتْ
لأرضٍ تـَعشقُ الفـَأسَا
بأنَّ رداءها الممسوخ َ
في النســيان قد أمسى
تشاغبُها يدُ الأقـدار
حين تـُحيلـُها شمـسَا
تمدُّ خيوط َرونقها
فتُخـْمِد في المدى حِسَّـا
لترجعُ بعد رحلتها
غرامًا يُشـعِلُ اليأسـا
* * *
أنا أرجوحتي اعترفتْ
بأنَّ أنينها انسَكـَبا
وأنَّ الزورقَ المشطورَ
منْ ترحاله تـَعِبَا
تشاغبُها يدُ الأقدار
حين تحيلـُها عِنـَبَا
عناقيدًا إذا امتـُنِعَتْ
يُذِلُّ نبيذُهــا شَعْبَا
لترجعَ بعد رحلتها
وما أحدٌ له اقـْتربا
* * *
وسوسَنتى هنا اعترفتْ
بأنَّ ربيعها انطـَلـَقا
وأنَّ الصبح َ ينثرُهَا
نسيمًا هادئـًا، عَبـَقا
تـُشاغبها يدُ الأقدار
حين تـُحيلـُها ألـَقـَا
تـُحذ ِّرُ من أشعـَّتها
فمُدمِنُ ضوئها احترقـا
تقولُ بُعَيد رحلتها
بأنَّ جمادَها نطقـا
* * *
أنا المفتونة ُ اعترفتْ
بأن حنينَها نيلُ
تلجلجَ عند مـنبَعِهِ
و أعيَتـَهُ التراتيلُ
تشاغبُها يدُ الأقدار
تبكيها المناديلُ
بواديها الذي ما جفَّ
تختبئُ المحاصيلُ
لترجعَ بعد رحلتها
و كل الفعل ضِلِّيلُ
* * *
وقضبانٌ بها اعترفتْ
بأنَّ الحب َّ مكتوبُ
و أنَّ هناك منتصرٌ
وأنَّ هناك مغلوبُ
تشاغبُها يدُ الأقدار
حين يهزُّها كوب ُ
فتخطُفهُ على عجلٍ
وطرفُ العين معصوبُ
تـُفاجأ ُ بعد رحلتها
بأنَّ الكوبَ مسكوبُ
* * *
معاندةٌ أنا اعتـرفتْ
أخيرًا أنَّها امرأة ٌ
وأنَّ مضيقَ أطلـَسِها
ستسكنُ فيه لؤلؤة ٌ
تحلُّ رموزَ شفرته
وتشهدُ أنها رِئة ٌ
تـُنيرُ البيد في ثقةٍ
فإن البيد مطفأة ٌ
لتجلسَ عند شاطئها
وكأسُ النهر ظامئة ٌ
* * *
أنا الممسوسة ُابتدأتْ
قراءة َ آيةٍ كبرى
لتجلبَ مِن بلاد السِّنْدِ
( ديكَ الجن) منتحرا
وتـُتبُعها بشَعـوذةٍ
وتدفعُ نذْرها تبرا
وترقصُ ملء نشوتها
إلى أنْ ترتمي سَكْرى
يفـُك العشقُ عُقدتها
ليأتي ساجدًا شِعرا



***





***



.............................


...................................................




انا بغداد



أنا بغداد يا أعرابُ
فانتبهوا ... لآياتي
تسلـَّقتُ السماء الآنَ
ثمَّ رفعتُ راياتي
وأشعلتُ الجليد لكيْ
أحطـِّمَ فيه غاياتي
وعند الكبوةِ البلهاءِ
كنتُ كسرتُ نايـاتي
أنا بغداد فانتظروا
فيوضًا من كراماتي
أنا بغداد
أنا وطنٌ أبَى إلا
إلى الطوفان يُلقِى بي
مشيتُ إليه راضية ً
بدعواهم لتـَعذيبي
وعند غيابِ شمس الحق
قالوا : مثلها غيبي
كأنَّ عناق أبنائي
يقابلني بتأديبي
أنا بغداد
سأنجو من أظافرهمْ
إذا هـَمُّوا بتقبيلي
وأضحكُ حين تفضحهمْ
مرايايا، قناديلي
سأقفزُ مثل معجزة ٍ
تروِّعُهُمْ تآويلى
فأُطعمُهُمْ لمجمرتى
وأُطْلِعُهُمْ على نيلي
أنا بغداد
أنا ترنيمة ُ الفــنان
والترتيب والفوضَى
أنا تسبيحة ُالصلواتِ
سيفُ جرابيَ الأمضى
أشقُ صدورَمَنْ سرقوا
شموس الحب والوَمضا
أحذّرُ من صهيلي حين
يملأ هذه الأرضا
أنا بغداد
سأمضي كُلـَّما بعثوا
بغانيةٍ إلى التاريخْ
سيصرخُ حبر أقلامي
و لنْ يتوقفَ التوبيخ
وأكتبُ : لن يضلـِّلني
صعودهمو إلى المريخ
فغاية ُ منطق الجبناء
أنْ نبقى بلا تأريخ
أنا بغداد
تـُراني حين أخرج من
عباءته سيتركني
وهلْ في زحمة الأجساد
في الدنيا سيدركني..؟
لقد ظل الأسى الفرحان
في المأساة يشركني
وحين ظننتُ إفلاتـي
مضى جنبي يباركني
أنا بغداد
سأجمعُ كلَّ أسراري
إلى صندوقِيَ الخَشـبِيْ
وأقذفه لنهر النيل
يدفعهُ الفراتُ إلَيْ
تسير حضاراتي قـُدُمًا
رصيدًا من شذىً بَرِّىْ
أزفُّ نهايـة ً عطشى
على قلبٍ بوجه نبيْ
أنا بغداد
سأمضي ليس يمنعني
عذابٌ ما له آخـِرْ
ولو ضاقتْ بيَ الدنيا
سأسلكُ دَرْبَها السَّاخرْ
أ َرُدُّ عقوق بُرْدَتها
وأستـُرُ عُريها الماكرْ
أمُدُّ يديَّ في قلبي
أُضمِّدُ جُرحِىَ الغائرْ
أنا بغداد فانتظروا
مع الوقت انتصاراتي.
***



.............................................






































لاتفكر ريمه عبد الإله الخاني



لاتفكر...

قلبي القاسي تحجر...

قد تحول صار خنجر...

لاتنادي...

فالندا - ويحي - تعذر....

قلبك الغض احتواني...

طير حب قد تحضر..

لاتنادي...

قد تناءى في خيالي..

طيفك المملوء عنبر...

...

لاتفكر...

قلبك الغض أحبه...

لكن الحب أناني

ارتشفتك في جناني...

قهوة من غير سكر...

أشكر الله القدير..

أنني قد صرت أكبر..

أعتذر إن كنت أصغر..

من خيالك وحنانك...

حتى من جنون أصفر...

لاتفكر...

قد خسرت كوم حلم..

وطريقي قد تشجر..

وخلاص من سقامي

ومسار صار أحمر..

قد سباني حب أسمر

حتى عمري قد تغير...

لكن أبدا ..

لاتفكر...

قلبي القاسي تحجر...

اختمر قد صار خنجر...

سوف أقتل فيه روحي...

لأن قلبي قد تشفّر...

قد غدا العمر خريف

وهوايه فيه رفيف

حتى مازلت أفكر...

صبوة الحب جنون

حتى شعري قد تعفر...

لاتبالي ياحنيني

صرت رمزا قد تجمر...

حتى لهفي قد تقهقر...

لاتفكر...

لاتحر أنت صدوق...

حبي صدئ قد تبعثر...

حتى دربي قد تحفّر...

نزف مني قد تفجر..

لاتفكر ياحنيني...

امض مني لاتحير..

حبك الدافئ ذكرى...

امض مني لاتحير...

حبك القاني عشقته..

لكن امض لاتتحير...

أم فراس









نسيمه بو صلاح



دوار الوقت



ها أورق الوجع المعلب داخلي
ضيفا بساح العين والوجدان
لا صَوْتَ لِي كَيْ لا أَقُولَهُ بِالْغِنَـا
كَمْ ذَا وَدِدْتُ وَخَاصَمَتْـهُ أَغَـانِ
***
هَا مَرَّ عَامٌ... وانْتِظَارُكَ فِي دَمِـي
هَا مَرَّ عَامٌ... هَا تَـلَاهُ الثَّـانِي
مُنْذُ انْتَصَرْتُ عَلَى جِرَاحِي خُنْتُنِي
مُنْذُ اكْتَشَفْتُكَ كِدْتُ أَنْ أَنْسَـانِي
***
رَاهَنْتُ أَنَّـكَ مَـرَّةً سَتَجِيـؤُنِي
وَصَحَوْتُ أَسْتَجْدِي خُيُوطَ دُخَانِ
رَاهَنْتُ أَنِّيَ سَوْفَ أَلْمَحُ بَغْـتَـةً
أَطْيَافَ شِعْـرِكَ تَقْتَـفِي عُنْوَانِي
رَاهَنْـتُ أَنَّـكَ قَهْـوَةٌ غَجَرِيَّـةٌ
قَـدْ يَحْتَوِيـهَا مَـرَّةً فِنْجَـانِي
لا تَسْتَـخِرْ حَدْسَ الفَنَاجِينِ الَّتِي
قَرَأَتْ عِرَافَـاتِي وَبَعْـضَ حَنَانِي
لا تَسْتَخِرْ حَـدْسَ الدُّخَـانِ فَإِنَّهُ
تِبْـغُ المَوَاجِـعِ حَاقِـدٌ وَأَنَانِـي
واقْرَأْ أَكُفَّ الطَّارِئِينَ عَلَى الهَوَى
وَانْظُرْ لَعَلَّكَ إِنْ مَرَرْتُ تَرَانِي
وَتَرَى رِهَانِيَ عَاثِرًا بِدُعَائِهِ
وَتَرَى بِهِ الكَفَّيْنِ تَصْطَفِقَانِ
رَاهَنْتُ أَنَّكَ لَنْ تَكُونَ وَكُنْتَنِي
وَتَعَـثَّـرَتْ لُغَتِي بِصَمْتِ رِهَانِي
***
يَا أَعْذَبَ الوَجَعِ الَّذِي قَدْ ذُقْتُـهُ
يَا أَكْثَرَ الشِّعْـرِ الَّذِي جَافَـانِي
عَيْنَاكِ عُصْفُورَانِ في عَتَهِ الفَضَـا
رِيشٌ تَنَـاسَـى حِكْمَةَ الأَغْصَـانِ
طَارَا بَعِيدًا خَلَّفَا قَلْبِي هُنَ
هَلْ لِي بُعَيْدَ اليَـوْمِ عُصْفُـورَانِ ‼؟؟
***
دَعْنِـي أَقُلْكَ وِشَـايَةً شَـرْقِيَّـةً
قَـدْ عَمَّدَتْـهَا لَعْنَـةُ الرُّكْبَـانِ
الرَّمْـلُ قَلَّبَ كَفَّــهَا فَأَذَاعَـهَا
مَا بَيْـنَ عَيْنَيْ حَاسِـدٍ وَلِسَـانِ
وَالوَقْتُ فَاجَـأَهُ الدُّوَارُ فَلَـفَّهَـ
مَـا بَيْـنَ حُمْـقِ دَقَائِـقٍ وَثَوَانِ
لَا الوَقْتُ أَسْعَفَ لَا الوُشَاةُ تَمَهَّلُوا
لَا الشِّعْرُ أَمْطَرَ لَا النَّوَى أَنْسَانِي
لَا العِشْقُ حَجَّ إِلَى بِقَاعِ أَسَاوِرِي
لَا الـحُبُّ أَحْرَمَ لَا الْهَوَى لَبَّانِي
****
دَعْنِي أُفَصِّلْ شَكْلَ وَجْهِكَ لُعْبَـةً
شِعْرِيَّـةً مفكوكة الأركان
تأوي الكناية عند ظلك ساعة
فيعيرها معناك بعض معان
تعب البلاغة أن تضيعك محرما
في كعبة الأشكال والألوان
تطوف اللغة اليباب وتنتهي
في مقلتيك معاقل الأكوان
هَـذا قصيدي لَيْسَ فِيهَا سِوَى الْحَصَى
وَالْبحر أَنْتَ وَعلة الأوزان
يَا مَعْبَدَ التَّعَـبِ الجَـمِيلِ وَرَبَّـهُ
يـَا مَجْمَعَ التَّوْحِيـدِ وَالأَوْثَـانِ
نَـايٌ أَنَا قَدْ صَاغَ مِنْكَ صَلَاتَهُ
نَـايٌ أَنَا لِلْبَوْحِ بَلْ نَـايَـانِ
ضَيَّعْتُ وَجْهَكَ فِي رَصِيفٍ خَانَنِي
وَبَقِيتَ أَنْتَ عَلَى الرَّصِيفِ الثَّانِي
لَا زَالَ شِعْرُكَ يَسْتَطِيلُ مُفَـارِقًـا
إِنْ كُنْتُ أَبْدَؤُهُ فَقَـدْ أَنْهَـانِـي
وَالشِّعْرُ مَعْصِيَةٌ يَحِـقُّ عِقَابُـهَا
إِنْ لَمْ يُشَـرِّحْ غَصَّـةَ الإِنْسَانِ
إِنْ لَـمْ تُقَاصِصْهُ الْمَنَـادِيلُ الَّتِي
قَدْ جَرَّحَتْـهَا قَسْـوَةُ الأَزْمَـانِ
لَا قَهْوَةٌ بَرُدَتْ وَلَا اليُتْـمُ انْتَـهَى
شِعْـرٌ وَمَقْهَـى نَبْضَـةٌ وَيَـدَانِ
بَرْدُ الْمَطَارِ وَجُرْحُـنَا وَسُكُوتُـنَا
وَطُقُوسُ صُحْبَتِنَا مَـعَ النِّسْيَـانِ
وَدَّعْتَـهَا بِسِجَـارَةٍ لَا تَنْتَهِـي
لَا التِّبْغُ صَدَّقَــهَا وَلَا الشَّفَتَـانِ
غَيِّـبْ مَرَاسِيـمَ الوَدَاعِ فَإِنَّنَـا
جُرْحٌ وَلَكِـنْ فِي الوَدَاعِ اثْنَـانِ
جُرْحَانِ نَحْـنُ وَدَمْعُنَـا مُتَوَاطِئٌ
يَـا كَمْ تَـعَانَقَ بِالبَكَا جُرْحَـانِ
***
قَدْ أَرْتَمِي فِي عَرْضِ بَحْرِكَ جُثَّـةً
مَنْـزُوعَةَ الأَحْـلَامِ وَالأَلْــوَانِ
مَنْفِيَّـةَ الأَوْجَـاعِ مُرْهَقَةَ الْخُطَى
عَيْنَاكَ فُلْكِـي وَالْهَـوَى رُبَّـانِي
قَدْ أَنْتَهِي كَالْجَمْرِ بَاغَتَـهُ الْهَـوَا
قَـدْ أَنْطَفِي لَوْ كَانَ فِي إِمْكَانِـي
لَكِنَّنِي عَنْـقَـاءُ بَاعَتْ عُمْـرَهَا
لِسَـذَاجَـةِ الأَقْـدَارِ وَالنِّيـرَانِ
ترف القصائد أنجبته حرائقي
تعب الخطى وتناسل والأحزان
مذ صار صوتي غصة لا تَنْتَـهِي
والشعر معقود برأس لساني
يَا سَيِّدَ الوَجَـعِ القَصِيدِ تَمَـنَّ لِي
أَنْ أَتْرُكَ الوَجَعَ الَّـذِي أَغْرَانِـي
وَأَعُودَ بَعْـدَهُ طِفْـلَـةً بَـرِّيَـةً
عُمْـرِي تَرَاتِيــلٌ وَقِنْـدِيلَانِ
مَازَالَ بَحْـرُكَ يَقْتَفِيـنِي صُدْفَةً
مَازِلْتُ أَسْبَحُ فِيكَ كَـيْ أَلْقَانِـي
مَا زَالَ طَيْشُ البَوْصَلَاتِ يُبِيحُنِـي
لِلْمَوْجِ وَالإِعْصَـارِ وَالطُّوفَـانِ
مَا كِدْتُ أَعْرِفُ أَنَّنِي غَرْقَى هُنَـا
حَتَّى أَضَاعَتْ حُضْنَهَا شُطْآنِـي
مَا كِدْتُ أَعْرِفُ وِجْهَتِي وَغَرَابَتِي
حَتَّى مَضَى مِنْ غُرْبَتِـي عَامَـانِ
عَامَانِ مَرَّا كُنْتَ بَعْـضَ وَصِيَّـةٍ
قد عُلِّــقَـتْهَا هدأةُ الجدران
فِي كُـلِّ رُكْنٍ أَلْتَقِيـكَ مُغَـادِرًا
أَوْ غَادِرًا أَوْ عَاتِبَ الوِجْــدَانِ
هَا جِئْتُ لَيْلَكَ قَدْ تَقَاسَمَنِي الظَّمَا
وَالْحِلُّ وَالتَّرْحَـالُ يَنْسَـحِبَـانِ
لَا الشَّمْسُ أَسْدَتْ لِلطَّرِيقِ وُعُودَهَـا
لَا مَاؤُكَ العَذْبُ الفُرَاتُ سَقَـانِـي
هَذَا مَتَاعُكَ يَسْتَبِـدُّ بِوِحْـدَتِـي
مَا أَتْعَسَ الذِّكْـرَى وَمَـا أَشْقَانِـي
التِّبْغُ وَطَّـنَ فِي الرَّمَـادِ حَقَائِبِـي
والعِطْرُ شَـرَّدَ خُطْوَتِـي وَنَفَـانِـي
لَوْ أَنَّ لِي قَلْـبًا يُطَـاوِعُ مَنْطِقِـي
لَحَجَـزْتُ تَذْكَرَةً إِلَى النِّسْـيَـانِ
مَا عَادَ لِي وَطَـنٌ يُرِيـحُ خَرَائِطِـي
كُلُّ الْمَدَامِعِ مَـوْطِنِي وَمَـكَانِـي
سَأَظَلُّ أَمْشِي قَدْ يُعَاكِسُنِي الحَصَى
فَالْخَطْـوُ أَنْتَ وَوِجْهَـتِي أَحْزَانِـي

08‏/12‏/2011

فدوي طوقان



يا مصر ، حلم ساحر الألوان ، رافق كل عمري


كم داعبت روحي رؤاه فرفّ روحي خلف صدري

حلم كظل الواحة الخضراء في صحراء قفر

أن اجتلي هذا الحمى . . . واضمه قلباً وعين. .

واليوم ، في حلم أنا ، أم يقظةٍ ، أم بين بين !؟

صدحت بقلبي إذ وطئت ثراك أنغامٌ سواحر

فكأنما في قلبي المأخوذ غنّى الف طائر

وغرقت في أمواج إحساسٍ بعيد الغور فائر

أأنا هنا ؟ في مصر ، في الوادي النبيل ؟!


أأنا هنا في النيل ، في الأهرام ، في ظل النخيل ؟!

وتلفتت عيناي في دهشٍ ، وفي لهف غريب . .

ماذا ؟ هنا الدنيا الخلوب تثير أهواء القلوب . .

ماذا ؟ هنا نار الحياة تؤجّ صارخة اللهيب . .

في كل مجلىً فتنةٌ رقصت ، وسحرٌ مدّ ظلّه

ماذا ؟ أمصرٌ أم رؤى أسطورةٍ من ألف ليله!؟

كيف اتجهت تجاوبٌ وصدىً لموسيقى الوجود

في النيل يعزف لحنة الأبدي للشط السعيد

في وشوشات النسمة المعطار ، في النخل الميود

حتى النجوم هنا أحسّ لهنّ الحاناً شجيّه

حتى السحاب أخاله تحدوه موسيقى خفيّه

يا مصر ، بي عطش الى فرح الحياة . . الى الصفاء . .

يا مصر ، نحن هناك أمواتٌ بمقبرة الشقاء

لا يطمئن بنا قرارٌ . . . لا يعانقنا رجاء . . .

لا شيء إلا ضحكة الهزء المرير على المباسم !

كالضحكة الخرساء قد يبست على فك الجماجم!!

نفسي مصدّعة . . فضميني لأنسى فيك نفسي

قست الحياة وأترعت بمرارة الآلام كأسي

والظلمة السوداء مطبقة على روحي وحسي

فاحني عليّ وزوّديني من مفاتنك الجميله . . .

هي نهزة لم أدر كيف سخت بها الدنيا البخيله !

يا ليتني يا مصر نجم في سمائك يخفق

يا ليتني في نيلك الأزليّ موجٌ يدفق

يا ليتني لغزٌ ، أبو الهول احتواه ، مغلق . . .

تهوى وتنسق الدهور مواكباً ، وأنا هنا

بعض خفيٌ من كيانك لست أدرك ما أنا !!

يا مصر حلم ساحر الألوان رافق كل عمري

كم داعبت روحي رؤاه ، فرف روحي خاف صدري

حلم كظل الواحة الخضراء في صحراء قفر

أن أجتلي هذا الحمى وأضمّه قلباً وعين

واليوم في حلم أنا ؟ أم يقظة ؟ أم بين بين ؟!



.........................

تسأل : أين الوفاء ؟

أما من وفاء ؟ !

و أضحك في وجهك المتجهم

اسأل مثلك :

أين الوفاء ؟

و ماذا عن الأوفياء

و أين هواك القديم ،

و أين النساء . . .

مئات النساء اللــّواتي حببْت

وكلّ امرأه

تظنك ملك يديها

وتحسب حبـّك وقفا عليها

تظنّ غرامك أبقى من الشمس

أرسخ من راسيات الجبال

وتأبى تصدّق ان الوفاء

يظلّ خرافه

يظلّ خيالاً ووهْما

وإسماً لغير مسمّى

وشيئاً محال

نريد من الآخرين الوفاء

نصفــّدهم نحن ، تربطهم بالرجاءْ

بحبل سراب كذوب

ببرق خلوب

و نمضي لنشرب كأساً جديد

و نمضي لنطعم لوناً جديد

لنحيا غراماً جديداً

لنعيد وجهاً جديد

و نرجع نسأل :

أين الوفاء ؟ ؟

* *

نريد من الآخرين البقاء

على عاطفة

ذوت و تلاشت

بأعماقنا و استحالت

إلى صورة زائفة

أنانية يا رفيقي تعشش فينا

تسير رغباتنا في الخفاء

و تحجبها بنقاب كثيف

نسمّيه نحن

وفاء !!

* *

بلى يا رفيقي

بلى ، قد يطل

هنالك ظلّ

لبعض رفات

رفات غرام تلاشى ومات

يطلّ و نجهل كيف يطلّ

فنوقد شمعه

لديه و نحضن ذكراه فتره

و نرجع من بعد نؤويه قبره

و ندفنه من جديد

و ما في المحاجر دمعه

و لا في الجوانح لوعه

و نمضي نلي النداء القوي

و كلّ اتجاه

و ننسى القديم

و نحيا الجديد

و نرجع نسأل :

أين الوفاء ؟ !

أما من وفاء ؟؟!




.................................



(( ... و سألها : اتحبينني ؟

و رنت اليه و لم تجب ))

لا ،لا تسلني ، لن أبوح به

سيظلّ حبك سرّ أغواري

أعطيه من ذاتي ، و امنحه

ما عشت عاطفتي و إيثاري

أسقيه من عطري ، أوّسده

صدري ، أناغيه بأشعاريٍٍٍٍٍٍٍٍ

لهواك كل مواسمي امتلأت

و سخت بفيض جنىً و أزهار

لهواك آفاقي مرصعّة

يزهو السّنا في صدرها العاري

لهواك هذا الليل أسهره

نشوى ، أبيح الليل أسراري

أمضي مع الذكرى فتحملني

بجناحها للّدرب ، للدار

و اضمّ أجفاني على حلم

متوهج الأنفاس ، معطار

ها أنت ، في عينيك عاصفة

تجتاحني ، و هبوب إعصار

ها أنت بحرٌ راح يأخذني

في موجتيه أخذ جبار

ها أنت ، ها أنا ،

قصة بدأت

مكتوبة في سفر أقداري

. . . . . .

لا ، لا تسلني ، لن أبوح به

سيظلّ حبك سرّ أسراري




.....................................

نشيد :

حريتي !

حريتي !

حريتي !

صوتٌ أردده بملء فم الغضب

تحت الرصاص وفي اللهب

وأظل رغم القيد أعدو خلفها

وأظل رغم الليل أقفو خطوها

وأظل محمولاً على مدّ الغضب

وأنا أناضل داعياً حريتي !

حريتي !

حريتي !

ويردد النهر المقدس والجسور

حريتي !

والضفتان ترددان : حريتي !

ومعابر الريح الغضوب

والرعد والإعصار والأمطار في وطني

ترددها معي :

حريتي ! حريتي ! حريتي !

* * *

سأظل أحفر اسمها وأنا أناضل

في الأرض في الجدران في الأبواب في شرف المنازل

في هيكل العذراء في المحراب في طرق المزارع

في كل مرتفعٍ ومنحدر ومنعطف وشارع

في سجن في زنزانة التعذيب في عود المشانق

رغم السلاسل رغم نسف الدور رغم لظى الحرائق

سأظل أحفر اسمها حتى أراه

يمتد في وطني ويكبر

ويظل يكبر

ويظل يكبر

حتى يغطي كل شبر في ثراه

حتى أرى الحرية الحمراء تفتح كل باب

والليل يهرب والضياء يدك أعمدة الضباب

حريتي !

حريتي

ويردد النر المقدس والجسور :

حريتي !

والضفتان ترددان : حريتي !

ومعابر الريح الغضوب

والرعد والإعصار والأمطار في وطني

ترددها معي :

حريتي حريتي حريتي

........................

























مها العتيبي



هذه القصيدة معارضة لقصيدة " سلمى "
للشاعر العراقي محسن اطميش
أيـا سلمـى أجيبـي لا تظنـي
فأنت في الهـوى كـل التمنـي
لم الهجران يا سلمـى وقلبـي
لديـك مكبـل بالرغـم عنـي
وعشقك في فـؤادي مستكـن
هواك قد سرى بالـروح منـي
ويا سلمى وهبتك كـل عمـري
خذيه خالصا مـن غيـر مـنِّ
أجيبينـي بوصـل إن هـمـي
حديث في الهوى عنك وعنـي
فقالت في الهوى أخلفت وعـدا
لماذا في الهوى أخلفت ظنـي؟
أغار عليك من نفسـي وإنـي
لذكـرك ينتشـي قلبـي يغنـي
ولكـن ،إن جفوتـك بابتعـادي
فحبك لم يزل في القلـب منـي
ولكنـي رأيـت الحـبّ صعبـاً
وأيسـره رقيـب ، لا تلمنـي
فإن صدّقتني وقبلـت عـذري
فقل : هي في هواي ولم تخنـي
وإن أعرضت عن قولي وصدقي
فقل : طبع الملاح هو التجني !




...............................


اللحن أنت اللحن في أعماقي
وإليك أهدي في الهوى أشواقي
غنيتها رنمتها شرقية
ونقشتها في الصمت والإطراق
الحب أنت قصيدة رددتها
وكتبتها في نابض خفاق
الحب أنت ربيعه وحنينه
ووروده في موسم العشاق
تتلعثم الكلمات إن أهمس بها
لكنما الأشواق في أحداقي
يا لوعة الحب الشفيف وعبقه
هيا أخبرية بروعة الإشراق
اشراق حبك في حياتي فرحة
مخطوطة كتبت على أوراقي
تجتاحني في القلب تجري مثلما
تجري المياه بجدول رقراق
ياوردة العشق الجميل ألا اشهدي
أني أحب وها هنا ميثاقي

..............................................

دموع الحزن تنتهك المآقي
وقلب الصب يهفو للتلاقي
غريب عاش في الدنيا وحيداً
رهين البعد يأمل بانعتاقي
أحبك يا صفي الروح طيفا
يسافر في مدارات اشتياقي
فيخضر النشيد على شفاهي
وفي الوجدان ألحان السواقي
ويمحو الحزن من صفحات قلبي
وينسكب الشذا حين انطلاقي
يفيض مع المدى شوقا وعشقا
وأنت رحيقه في الاندفاق
جمال الحب أرواح تسامت
وشوق القرب في الخفاق باقي
تهدهده المشاعر في صفاء
ليشفي الجرح ، يهزأ بالفراق
حبيبي يامنى نفسي وعمري
وهل في الحب مثلك؟ هل ألآقي؟



...................................................

سفائن العشق






مازلت ألقاك طيفاً بات يغريني
نوراً شهياً إذا مازار يشجيني
نقشت نورك في جدران ذاكرتي
لتزدهي بالسنا حبّاً شراييني
أبحرت من ضفة الأشواق واندفعت
سفائن العشق والأمواج تضنيني
نشرت للريح والأمواج أشرعتي
لكنّها منك تدنيني فتقصيني
تلك المجاديف أشواقي وأمنيتي
وأنت بحري الذي بالحب يغريني



................................................




فراشة الأوجاع

وترتحلين من وجعٍ إلى وجعٍ

وأنت سفيرة الأحزان

وليلك سادر في الغي

وقلبك صاخب ما زال


وترتحلين ياقمري

بجرح منك يدميني

تغلغل في شراييني

بحبٍ غامرٍ ونصال

بأجنحة وأغنية

وأمنية على أهدابها

يغفو

كغيم العطر هذا الحال


وتحترقين من شجنٍ إلى شجنٍ

فأنتِ فراشة الأحلام

ندّي الجرح يدنيها

وينفث همّه فيها

ليحرق شمعة الميلاد


رحيقك عطر هذا الكون

ولحظك سهمي القتال

وهذا القلب لا يختار

أسير هواك لا يشفى

يدوزن نبضه وتر

يغني أجمل الألحان

ويرسم عشقه صوراً

تهادى كالندى فرحاً

لتمطر خدّك النوار

وأن الليل إذ يغشى

يغطي كل ساحاتي

ويبعث كل راياتي

ويشعل أجمل الأحلام

بلا لهب ولا صخبٍ

بحبٍ منك يغنيني

يسافر فيّ يحيني

يفتش في تواريخي

ويبحث في أساطيري

عن سرّ الهوى الجبار


تغير همسك الحاني

وأحرق نبض وجداني

وأنكر دفء شطآني

وغرّد سربك النائي

بعيداً عن هوى الشطآن


أعيذُ هواكَ أن أنسى

فأنت العشق والأوطان

وخطواتي غدت زيفاً

فقد تاهت بها الأيام

يموت الحرف في شفتي

ونبض الشعر في شغفي

يُسقِّي قلبي الدامي

فينبت شوكه أوهام

وتغفو وردة الأحلام



..................................................




فداك اليوم إنشادي
هذه الأبيات كتبت لنصرة المصطفى عليه السلام



كلي أتيت وحب المصطفى بدمي
شوقاً وقرباً إليه خير أسيادي
أتيت أذرف دمع العين منهمرا
طه حبيبي فداك اليوم إنشادي
في وجه شرذمة للحقد معلنة
للشرّ راسمة تباً لأوغادِ
يا سيد الخلق ،في الأكوان درتهم
يا رحمة أهديت , ياغلة الصادي
تلوت آي كتاب الله منزلة
منك الحديث أتانا نوره هادي
أضأت بالحق تأريخاً ومنطلقاً
نثرت للروح وهجاً نافحاً نادي
عليك مني صلاة الله ما لهجت
بها القلوب وما يترنم الشادي




.............................................................
















قفي ساعة يفديك قولي وقائله
ولا تخذلي من بات والدهر خاذله
أنا عالِم بالحزن منذ طفولتي
رفيقي فما أخطيه حين أقابله
وإن له كفّا إذا ما أراحها
على جبل ما قام بالكف كاهله
يقلِّبني رأسا على عقب بها
كما أمسكت ساقَ الوليد قوابلُه
ويحملني كالصقر يحمل صيده
ويعلو به فوق السحاب يطاوله
فإن فر من مخلابه طاح هالكا
وإن ظل في مخلابه فهو آكله
عزائي من الظلاَّم إن مت قبلهم
عموم المنايا ما لها من تجامله
إذا أقصد الموتُ القتيلَ فإنه
كذلك ما ينجو من الموت قاتله
فنحن ذنوب الموت وهي كثيرة
وهم حسنات الموت حين تسائله
يقوم بها يوم الحساب مدافعا
يرد بها ذمامه ويجادله
ولكن قتلا في بلادي كريمة
ستبقيه مفقود الجواب يحاوله
ترى الطفل من تحت الجدار مناديا
أبي لا تخف – والموت يهطل وابله –
ووالده رعبا يشير بكفه
وتعجز عن رد الرصاص أنامله
على نشرة الأخبار في كل ليلة
نرى موتنا تعلو وتهوي معاوله
لنا ينسج الأكفانَ في كل ليلة
لخمسين عاما ما تكلُّ مغازله
أرى الموت لا يرضى سوانا فريسة
كأنا – لعمري – أهله وقبائله
وقتلى على شط العراق كأنهم
نقوش بساط دقَّق الرسمَ غازلُه
يصلى عليه ثم يوطأ بعدها
ويحرف عنه عينه متناوله
إذا ما أضعنا شامها وعراقها
فتلك من البيت الحرام مداخله
أرى الدهر لا يرضى بنا حلفاءه
ولسنا مطيقيه عدوا نصاوله
فهل ثم من جيل سيقبل أو مضى
يبادلنا أعمارنا ونبادله








...........................................



معين الدمع لن يبقى معينا
فمن أي المصائب تدمعينا
زمان هون الأحرار منا
فديت و حكم الأنذال فينا
ملأنا البر من قتلى كرام
على غير الإهانة صابرينا
كأنهم أتوا سوق المنايا
فصاروا ينظرون و ينتقونا
لو ان ادهر يعرف حق قوم
لقبل منهم اليد و الجبينا
عرفنا الدهر في حاليه حتى
تعودناهما شدا ولينا
فما رد الرثاء لنا قتيلا
و لا فك الرجاء لنا سجينا
سنبحث عن شهيد في قماط
نبايعه أمير المؤمنينا
و نحمله على هام الرزايا
لدهر نشتهيه و يشتهينا
فأن الحق مشتاق إلى أن
يرى بعض الجبابر ساجدينا






أُنادي الرَسمَ لَو مَلَكَ الجَوابا"
"وَأُجزيهِ بِدَمعِيَ لَو أَثابا
وَقَلَّ لِحَقِّهِ العَبَراتُ تَجري"
"وَإِن كانَت سَوادَ القَلبِ ذابا
سَبَقنَ مُقَبِّلاتِ التُربِ عَنّي"
"وَأَدَّينَ التَحِيَّةَ وَالخِطابا
فَنَثري الدَمعَ في الدِمَنِ البَوالي"
"كَنَظمي في كَواعِبِها الشَبابا
وَقَفتُ بِها كَما شاءَت وَشاؤوا"
"وُقوفًا عَلَّمَ الصَبرَ الذِهابا
لَها حَقٌّ وَلِلأَحبابِ حَقٌّ"
"رَشَفتُ وِصالَهُمْ فيها حَبابا
وَمَن شَكَرَ المَناجِمَ مُحسِناتٍ"
"إِذا التِبرُ انجَلى شَكَرَ التُرابا
وَبَينَ جَوانِحي وافٍ أُلوفٌ"
"إِذا لَمَحَ الدِيارَ مَضى وَثابا
رَأى مَيلَ الزَمانِ بِها فَكانَت"
"عَلى الأَيّامِ صُحبَتُهُ عِتابا
وَداعًا أَرضَ أَندَلُسٍ وَهَذا"
"ثَنائي إِن رَضيتِ بِهِ ثَوابا
وَما أَثنَيتُ إِلّا بَعدَ عِلمٍ"
"وَكَم مِن جاهِلٍ أَثنى فَعابا
تَخِذتُكِ مَوئِلًا فَحَلَلتُ أَندى"
"ذُرًا مِن وائِلٍ وَأَعَزَّ غابا
مُغَرِّبُ آدَمٍ مِن دارِ عَدنٍ"
"قَضاها في حِماكِ لِيَ اغتِرابا
شَكَرتُ الفُلكَ يَومَ حَوَيتِ رَحلي"
"فَيا لِمُفارِقٍ شَكَرَ الغُرابا
فَأَنتِ أَرَحتِني مِن كُلِّ أَنفٍ"
"كَأَنفِ المَيتِ في النَزعِ انتِصابا
وَمَنظَرِ كُلِّ خَوّانٍ يَراني"
"بِوَجهٍ كَالبَغِيِّ رَمى النِقابا
وَلَيسَ بِعامِرٍ بُنيانُ قَومٍ"
"إِذا أَخلاقُهُمْ كانَت خَرابا
أَحَقٌّ كُنتِ لِلزَهراءِ ساحًا"
"وَكُنتِ لِساكِنِ الزاهي رِحابا
وَلَم تَكُ جَورُ أَبهى مِنكِ وَردًا"
"وَلَم تَكُ بابِلٌ أَشهى شَرابا
وَأَنَّ المَجدَ في الدُنيا رَحيقٌ"
"إِذا طالَ الزَمانُ عَلَيهِ طابا
أولَئِكَ أُمَّةٌ ضَرَبوا المَعالي"
"بِمَشرِقِها وَمَغرِبِها قِبابا
جَرى كَدَرًا لَهُم صَفوُ اللَيالي"
"وَغايَةُ كُلِّ صَفوٍ أَن يُشابا
مَشَيِّبَةُ القُرونِ أُديلَ مِنها"
"أَلَم تَرَ قَرنَها في الجَوِّ شابا
مُعَلَّقَةٌ تَنَظَّرُ صَولَجانًا"
"يَخُرُّ عَنِ السَماءِ بِها لِعابا
تُعَدُّ بِها عَلى الأُمَمِ اللَيالي"
"وَما تَدري السِنينَ وَلا الحِسابا
وَيا وَطَني لَقَيتُكَ بَعدَ يَأسٍ"
"كَأَنّي قَد لَقيتُ بِكَ الشَبابا
وَكُلُّ مُسافِرٍ سَيَئوبُ يَومًا"
"إِذا رُزِقَ السَلامَةَ وَالإِيابا
وَلَو أَنّي دُعيتُ لَكُنتَ ديني"
"عَلَيهِ أُقابِلُ الحَتمَ المُجابا
أُديرُ إِلَيكَ قَبلَ البَيتِ وَجهي"
"إِذا فُهتُ الشَهادَةَ وَالمَتابا
وَقَد سَبَقَت رَكائِبِيَ القَوافي"
"مُقَلَّدَةً أَزِمَّتَها طِرابا
تَجوبُ الدَهرَ نَحوَكَ وَالفَيافي"
"وَتَقتَحِمُ اللَيالِيَ لا العُبابا
وَتُهديكَ الثَناءَ الحُرَّ تاجًا"
"عَلى تاجَيكَ مُؤتَلِقًا عُجابا
هَدانا ضَوءُ ثَغرِكَ مِن ثَلاثٍ"
"كَما تَهدي المُنَوَّرَةُ الرِكابا
وَقَد غَشِي المَنارُ البَحرَ نورًا"
"كَنارِ الطورِ جَلَّلَتِ الشِعابا
وَقيلَ الثَغرُ فَاتَّأَدَت فَأَرسَت"
"فَكانَت مِن ثَراكَ الطُهرِ قابا
فَصَفحًا لِلزَمانِ لِصُبحِ يَومٍ"
"بِهِ أَضحى الزَمانُ إِلَيَّ ثابا
وَحَيّا اللَهُ فِتيانًا سِماحًا"
"كَسَوا عِطفَيَّ مِن فَخرٍ ثِيابا
مَلائِكَةٌ إِذا حَفّوكَ يَومًا"
"أَحَبَّكَ كُلُّ مَن تَلقى وَهابا
وَإِن حَمَلَتكَ أَيديهِمْ بُحورًا"
"بَلَغتَ عَلى أَكُفِّهِمُ السَحابا
تَلَقَّوني بِكُلِّ أَغَرَّ زاهٍ"
"كَأَنَّ عَلى أَسِرَّتِهِ شَهابا
تَرى الإيمانَ مُؤتَلِقًا عَلَيهِ"
"وَنورَ العِلمِ وَالكَرَمَ اللُبابا
وَتَلمَحُ مِن وَضاءَةِ صَفحَتَيهِ"
"مُحَيّا مِصرَ رائِعَةً كَعابا
وَما أَدَبي لِما أَسدَوهُ أَهلٌ"
"وَلَكِن مَن أَحَبَّ الشَيءَ حابى
شَبابَ النيلِ إِنَّ لَكُم لَصَوتًا"
"مُلَبّى حينَ يُرفَعُ مُستَجابا
فَهُزّوا العَرشَ بِالدَعَواتِ حَتّى"
"يُخَفِّفَ عَن كِنانَتِهِ العَذابا
أَمِن حَربِ البَسوسِ إِلى غَلاءٍ"
"يَكادُ يُعيدُها سَبعًا صِعابا
وَهَل في القَومِ يوسُفُ يَتَّقيها"
"وَيُحسِنُ حِسبَةً وَيَرى صَوابا
عِبادَكَ رَبِّ قَد جاعوا بِمِصرٍ"
"أَنيلًا سُقتَ فيهِمُ أَم سَرابا
حَنانَكَ وَاهدِ لِلحُسنى تِجارًا"
"بِها مَلَكوا المَرافِقَ وَالرِقابا
وَرَقِّق لِلفَقيرِ بِها قُلوبًا"
"مُحَجَّرَةً وَأَكبادًا صِلابا
أَمَن أَكَلَ اليَتيمَ لَهُ عِقابٌ"
"وَمَن أَكَلَ الفَقيرَ فَلا عِقابا
أُصيبَ مِنَ التُجارِ بِكُلِّ ضارٍ"
"أَشَدَّ مِنَ الزَمانِ عَلَيهِ نابا
يَكادُ إِذا غَذاهُ أَو كَساهُ"
"يُنازِعُهُ الحَشاشَةَ وَالإِهابا
وَتَسمَعُ رَحمَةً في كُلِّ نادٍ"
"وَلَستَ تُحِسُّ لِلبِرِّ انتِدابا
أَكُلٌّ في كِتابِ اللهِ إِلّا"
"زَكاةَ المالِ لَيسَت فيهِ بابا
إِذا ما الطامِعونَ شَكَوا وَضَجّوا"
"فَدَعهُمْ وَاسمَعِ الغَرثى السِغابا
فَما يَبكونُ مِن ثُكلٍ وَلَكِن"
"كَما تَصِفُ المُعَدِّدَةُ المُصابا
وَلَم أَرَ مِثلَ شَوقِ الخَيرِ كَسبًا"
"وَلا كَتِجارَةِ السوءِ اكتِسابا
وَلا كَأُولَئِكَ البُؤَساءِ شاءً"
"إِذا جَوَّعتَها انتَشَرَت ذِئابا
وَلَولا البِرُّ لَم يُبعَث رَسولٌ"
"وَلَم يَحمِل إِلى قَومٍ كِتابا





..........................................

مالَ وَاِحتَجَب
وَاِدَّعى الغَضَب
لَيتَ هاجِري
يَشرَحُ السَبَب
عَتبُهُ رِضىً
لَيتَهُ عَتَب
عَلَّ بَينَنا
واشِياً كَذَب
أَو مُفَنِّداً
يَخلُقُ الرِيَب
مَن لِمُدنِفٍ
دَمعُهُ سُحُب
باتَ مُتعَباً
هَمُّهُ اللَعِب
يَستَوي خَلٍ
عِندَهُ وَصَب
ذُقتُ صَدَّهُ
غَيرَ مُحتَسِب
ضِقتُ فيهِ بِالر
رُسلِ وَالكُتُب
كُلَّما مَشى
أَخجَلَ القُضُب
بَينَ عَينِهِ
وَالمَها نَسَب
ماءُ خَدِّهِ
شَفَّ عَن لَهَب
ساقِيَ الطِلا
شُربُها وَجَب
هاتِها مَشَت
فَوقَها الحِقَب
بابِلِيَّةً
تَنفُثُ الحَبَب
إِنَّ كَرمَها
آدَمُ العِنَب
هُذِّبَت فَفي
دَنِّها الأَدَب
اِسقِها فَتىً
خَيرَ مَن شَرِب
كُلَّما طَغى
راضَها الحَسَب
عابِدينَ أَم
هالَةٌ عَجَب
أُسُّهُ الهُدى
وَالعُلا طُنُب
مُشرِفُ الذُرى
مائِجُ الرَحَب
قامَ رَبُّهُ
يَرفَعُ الحُجُب
عِندَ عَرشِهِ
عَرشُ مِنحُتُب
دونَ عِزِّهِ
تُبَّعُ الغَلَب
السُراةُ مِن
وَفدِهِ النُخَب
حَولَ سُدَّةٍ
حَقُّها الرَغَب
طابَ عِندَها ال
عُجمُ وَالعَرَب
وَاِرتَضى المَلا
مِن بَني الصُلُب
مِن حِسانِهِم
سِربٌ اِنسَرَب
بَينَ كَوكَبٍ
يَسحَبُ الذَنَب
عِندَ جُؤذَرٍ
فاتِنِ الشَنَب
عِندَ شادِنٍ
حاسِرِ اللَبَب
تَذهَبُ النُهى
أَينَما ذَهَب
يَلفِتُ المَلا
كُلَّما وَثَب
في غَلائِلٍ
سُندُسٍ قُشُب
دونَهُنَّ لا
يَثبُتُ اليَلَب
قَرَّ نَهدُهُ
عِطفُهُ اِضطَرَب
خَصرُهُ هَبا
صَدرُهُ صَبَب
يُركِضُ النُهى
مَشيُهُ الخَبَب
رائِعاً كَما
شاءَ في الكُتُب
آنِساً إِلى
شِبهِهِ اِنجَذَب
يَستَخِفُّهُ
أَينَما اِنقَلَب
مُطرِبٌ مِنَ ال
لَحنِ مُنتَخَب
يَجمَعُ المَلا
يُحضِرُ الغَيَب
ما حَدا المَها
قَبلَهُ طَرِب
يا اِبنَ خَيرِ أَب
يا أَبا النُجُب
أَنتَ حاتِمٌ
لِلقِرى اِنتَدَب
في خِوانِهِ
كُلُّ ما يَجِب
لَم تَقُم عَلى
مِثلِهِ القُبَب
أَنهَلَ البَرا
يا وَما نَضَب
أَطعَمَ الوَرى
لَم يَقُل جَدَب
ما بِهِم صَدىً
ما بِهِم سَغَب
قُم أَبا نُواس
أُنظُرِ النَشَب
ما الخَصيبُ ما ال
بَحرُ ذو العُبُب
هَل عَهِدتَهُ
يُمطِرُ الذَهَب
ذا هُوَ الجَنا
بُ الَّذي خَصَب
ظَلَّلَ الوَرى
رَوضُهُ الأَشِب
خَيرُ مَن دَعا
خَيرُ مَن أَدَب
رَبَّ مِصرٍ عِش
وَاِبلُغِ الأَرَب
لَم تَزَل لَيا
ليكَ تُرتَقَب
مِثلَ صَفوِها الدَ
دَهرُ ما وَهَب
أَحَبِّها لَنا
عِدَّةَ الشُهُب
هاكَ مِدحَةُ الش
شاعِرِ الأَرِب
زَفَّها إِلى
خَيرِ مَن خَطَب
فارِسِيَّةً
بَزَّتِ العَرَب
لَم يَجِئ بِها
شاعِرٌ ذَهَب
إِن تُراعِها
تَسمَعِ العَجَب
بَيدَ أَنَّها
بَعضُ ما وَجَب









..............................

07‏/12‏/2011

عمر ابو ريشه



من أنت كيف طلعت في"
" دنـياي ما أبصرت فيا
فـي مقلتيك أرى الحياة"
" تـفيض يـنبوعا سخيا
وأرى الـوجـود تـلفتا"
" سـمحا وإيـماء شـهيا
ألـممت أحـلام الصبا"
" وخـلعت أكـرمها عليا
مـهلا فـداك الـوهم لا"
" تـرمي بـمئزرك الثريّا
أنا في جديب العمر أنثر"
" مـا تـبقى فـي يـديّا
عودي إلى دنياك واجني"
" زهـرها غـضا زكـيا
يـكفيك مني أن تكوني"
" فـي فـمي لـحنا شجيّا







رب ضـاقت مـلاعبي"
" فـي الـدروب الـمقيدة
أنــا عـمر مـخضب"
" وأمـــانٍ مـشـردة
ونـشـيد خـنقت فـي"
" كـبـريـائي تـنـهده
رب مـا زلـت ضاربا"
" مــن زمـاني تـمرده
صـغر اليأس لن يرى"
" بـين عـيني مـقصده
بـسـمـاتي سـخـية"
" وجــــــر احي مـــضــمــــده






خــطُ أخـتـي لــم أكــن أجـهـله"
"إن أخــتـي دائــمـاً تـكـتب لــي

حـدثتني أمـس عن أهلي وعن"
"مـضـض الـشـوق وبُـعـد الـمنزل



مـاعـساها الـيـوم لــي قـائـلة؟"
"أيُّ شــيءٍ يــا تــرى لــم تـقـلِ

وفضضت الطرس ..لم أعثر على"
"غــيـر ســطـرٍ واحـــدٍ ..مـخـتـزلِ

وتــهــجـيـت بــجــهــدٍ بــعــضـه"
"إن أخــتـي كـتـبـت فــي عـجـل

فـيـه شـيءٌ...عـن عـليٍ مـبهمٌ"
"ربــمــا بــعــد قــلـيـل يـنـجـلـي

وتــوقـفـتُ ..ولـــم أتـمـمْ..وبـي"
"رعــشــاتُ الــخـائـف الـمـبـتهل

وتــــرآءى لـــي عــلـيٌّ كـاسـيـاً"
"مـن خـيوط الـفجر أسـنى حُـلَلِ

مَـــرِحَ الـلـفـتةِ مـزهـو الـخـطى"
"سـلـس اللهجــة حـلـو الـخـجل

تـسـأل الـبـسمةُ فـي مـرشفه"
"عــن مـواعـيد انـسـكاب الـقُـبَلِ

طـلـعـةٌ اسـتـقـبل الـدنـيـا بــهـا"
"نــاعــم الــبـال بـعـيـد الـمـأمـل

كــم أتــى يـشـرح لـي أحـلامه"
"وأمــانـيـه عــلــى الـمـسـتـقبل

قـــال لـــي فـــي كـبـريـاء إنـــه"
"يــعـرف الـــدرب لـعـيش أفـضـل

إنــــه يــكــره أغــلالــي الــتـي"
"أوهـنت عـزمي وأدمـت أرجـلي

ســوف يـعـطي فـي غـدٍ قـريته"
"خــبـرة الـعـلـم وجــهـد الـعـمل

وسـيـبـنـي بـيـتـه فـــي غــايـةٍ"
"تـتـرامـى فــوق سـفـح الـجـبل

وســأعــتـز بـــــه فــــي غــــده"
"وأراه مــــــثــــــلاً لــــلــــرجـــل

عــدت لـلطرس الـذي لـيس بـه"
"غـيـر سـطـرٍ .. واحــدٍ .. مـختزلِ

وتــجــالـدت .. لــعــلـي واجــــد"
"فــيـه مـــا يـبـعد عـنـي وجـلـي

وإذا أقـــفـــل مــعــنـاه عـــلــى"
"وهـمـي الـضـارع ..كــل الـسبل

غــرقـت عـيـنـاي فـــي أحـرفـه"
"وتــهـاوى مِــزقـاً عـــن أنـمـلـي

قـلـبُ أخـتـي ..لـم أكـن أجـهله"
"إن أخـتـي دائـمـاً تـحـسن لــي

مــا لـهـا تـنـحرني نـحـراً عـلـى"
"قـولها مـات ابـنها.. مـات علي






غادة من الأندلس




القصيدة




وثبتْ تَستقربُ النجم مجالا
وتهادتْ تسحبُ الذيلَ اختيالا
وحِيالي غادةٌ تلعب في
شعرها المائجِ غُنجًا ودلالا
طلعةٌ ريّا وشيءٌ باهرٌ
أجمالٌ ؟ جَلَّ أن يسمى جمالا
فتبسمتُ لها فابتسمتْ
وأجالتْ فيَّ ألحاظًا كُسالى
وتجاذبنا الأحاديث فما
انخفضت حِسًا ولا سَفَّتْ خيالا
كلُّ حرفٍ زلّ عن مَرْشَفِها
نثر الطِّيبَ يميناً وشمالا
قلتُ يا حسناءُ مَن أنتِ ومِن
أيّ دوحٍ أفرع الغصن وطالا ؟
فَرَنت شامخةً أحسبها
فوق أنساب البرايا تتعالى
وأجابتْ : أنا من أندلسٍ
جنةِ الدنيا سهولاً وجبالا
وجدودي ، ألمح الدهرُ على
ذكرهم يطوي جناحيه جلالا
بوركتْ صحراؤهم كم زخرتْ
بالمروءات رِياحاً ورمالا
حملوا الشرقَ سناءً وسنى
وتخطوا ملعب الغرب نِضالا
فنما المجدُ على آثارهم
وتحدى ، بعد ما زالوا الزوالا
هؤلاء الصِّيد قومي فانتسبْ
إن تجد أكرمَ من قومي رجالا
أطرق القلبُ ، وغامتْ أعيني
برؤاها ، وتجاهلتُ السؤالا




أمتي

أمـتي هـل لـك بين الأمم"
"مـنـبر لـلسيف أو لـلقلم
أيـن دنياك التي أوحت إلى"
"وتـري كـل يـتيم الـنغم
كـم تـخطيت على أصدائه"
"مـلعب العز ومغنى الشمم
وتـهاديتي كـأني سـاحب"
"مـئزري فوق جباه الأنجم
حـلم مـر بـأطياف السنا"
"وأنطوى خلف جفون الظلم
أي جـرح في إبائي راعف"
"فـاته الآسـى فـلم يـلتئم
الأسـرائـيل تـعلو رايـة"
"فـيحمى المهد وضل الهرم
كيف أغضيت على الذل ولم"
"تـنفضي عـنك غبار التهم
أو مـاكنت إذا البغي اعتدى"
"مـوجةً من لهب أو من دم
رب"وامـعتصماه" إنـطلقت"
"مـلء أفـواه الـبنات اليتم
لامـست أسـماعهم لكنها"
"لـم تلامس نخوة المعتصم
أيـها الـجندي ياكبش الفدا"
"يـاشعاع الأمـل الـمبتسم
ما عرفت البخل بالروح إذا"
"طلبتها غصص المجد الظمي
بـورك الجرح الذي تحمله"
"شـرفاًتحت ظـلال الـعلم






ملحمة النبي

أي نـجوى مـخضلة الـنعماء"
" رددتـهـا حـناجر الـصحراء
سمعتها قريش فانتفضت غضبى"
" وضـجـت مـشبوبة الأهـواء
ومـشت في حمى الضلال إلى"
" الـكعبة مـشي الطريدة البلهاء
وارتـمت خـشعة عـلى اللات"
" والعزى وهزت ركنيهما بالدعاء
وبـدت تـنحر الـقرابين نحرا"
" فـي هـوى كـل دمية صماء
وانـثنت تضرب الرمال اختيالا"
" بـخـطى جـاهـلية عـمياء
عـربدي يا قريش وانغمسي ما"
" شـئت فـي حمأة المنى النكراء
لـن تزيلي ما خطه الله للأرض"
" ومـا صـاغه لـها مـن هناء
شـاء ان يـنبت النبوة في القفر"
" ويـلقي بـالوحي مـن سـيناء
فـسلي الربع ما لغربة عبد الله"
" تـطوى جـراحها فـي العزاء
مـا لأقـيال هاشم يخلغ البشر"
" عـلـيها مـطـارف الـخيلاء
انـظريها حـول الـيتيم فراشا"
" هـزجا حـول دافـق الـلالاء
وأبـو طالب على مذبح الأصنام"
" يـزجي لـه ضـحايا الـفداء
هـو ذا احمد فيا منكب الغبراء"
" زاحــم مـنـاكب الـجوزاء
بـسم الـطفل للحياة وفي جنبيه"
" ســر الـوديـعة الـعصماء
هـب مـن مـهده ودب غريبَ"
" الـدار فـي ظـل خيمة دكناء
تـتبارى حـليمةٌ خـلفه تـعدو"
" وفـي ثـغرها افـترار رضاء
عـرفت فيه طلعة اليمن والخير"
" إذا اجـدبـت ربــى الـبيداء
وتـجلى لـها الـفراق فاغضت"
" فـي ذهـول واجـهشت بالبكاء
عــاد لـلـربع أيـن آمـنةٌ"
" والحب والشوق في مجال اللقاء
ما ارتوت منه مقلة طالما شقت"
" عـلـيه سـتـائر الـظـلماء
يـا اعـتداد الأيتام باليتم كفكف"
" بـعـده كـل دمـعة خـرساء
أحـمد شـب يـا قريش فتيهي"
" في الغوايات واسرحي في الشقاء
وانفضي الكف من فتى ما تردى"
" بــرداء الأجــداد والآبـاء
أنـت سـميته الأمين وضمخت"
" بـذكـراه نــدوة الـشـعراء
فـدعي عـمه فـما كان يغريه"
" بـما فـي يـديك مـن إغراء
جاءه متعب الخطى شارد الآمال"
" مـابـيـن خـيـبة ورجــاء
قال هون عنك الأسى يابن عبد"
" الله واحـقن لـنا كـريم الدماء
لا تـسفه دنـيا قـريش تبوئك"
" مــن الـمـلك ذروة الـعلياء
فـبكى أحمد وما كان من يبكي"
" ولـكـنـها دمــوع الإبــاء
فـلـوى جـيده وسـار وئـيدا"
" ثـابت الـعزم مـثقل الأعـباء
وأتـى طـوده الـموشح بالنور"
" وأغـفى فـي ظـل غار حراء
وبـجفنية مـن جـلال أمـانيه"
" طـيـوف عـلـوية الإسـراء
وإذا هـاتف يـصيح بـه اقرأ"
" فـيـدوي الـوجود بـالأصداء
وإذا فـي خـشوعه ذلك الأمي"
" يـتـلـو رسـالـة الإيـحـاء
وإذا الأرض والـسـماء شـفاه"
" تـتـغنى بـسـيد الأنـبـياء
جـمعت شـملها قريش وسلت"
" لـلأذى كـل صـعدة سـمراء
وأرادت أن تنقذ البغي من أحمد"
" فــي جـنـح لـيـلة لـيلاء
ودرى سـرها الـرهيب عـلي"
" فـاشتهى لـو يكون كبش الفداء
قـال : يـا خاتم النبيين أمست"
" مـكـة دار طـغـمة سـفهاء
أنـا بـاق هـنا ولـست أبالي"
" مـا ألاقـي من كيدها في البقاء
سـيروني على فراشك والسيف"
" أمـامـي وكـل دنـيا ورائـي
حـسبي الله فـي دروب رضاه"
" أن يــرى فـيّ أول الـشهداء
فـتـلقاه أحـمد بـاسم الـثغر"
" عـليما بـما انطوى في الخفاء
أمـر الـوحي ان يـحث خطاه"
" فـي الـدجى لـلمدينة الزهراء
وسـرى واقـتفى سراه أبو بكر"
" وغـابا عـن أعـين الـرقباء
وأقـاما في الغار والملأ العلوي"
" يـرنـو إلـيـهما بـالـرعاء
وقـفت دونـه قـريش حيارى"
" وتـنزهت جـريحة الـكبرياء
وانـثنت والرياح تجار والرمل"
" نـثير فـي الأوجـة الـربداء
هـللي يـا ربـا المدينة واهمي"
" بـسـخي الأظـلال والأنـداء
واقـذفـيها الله أكـبـر حـتى"
" يـنتشي كـل كـوكب و ضاء
واجمعي الأوفياء إن رسول الله"
" آت لـصـحـبة الأوفــيـاء
وأطـلّ النبي فيضا من الرحمة"
" يـروي الـظماء تـلو الـظماء





النسر

أصـبح الـسفح مـلعبا للنسور"
" فاغضبي يا ذرا الجبال وثوري
إن لـلجرح صـيحة فـابعثيها"
" فـي سـماع الدنى فحيح سعير
واطـرحي الكبرياء شلوا مدمى"
" تـحت أقـدام دهـرك السكير
لملمي يا ذرا الجبال بقايا النسر"
" وارمـي بـها صدور العصور
إنـه لـم يعد يكحل جفن النجم"
" تـيـها بـريـشة الـمـنثور
هـجر الوكر ذاهلا وعلى عينيه"
" شـيء مـن الـوداع الأخـير
تـاركا خـلفه مـواكب سحب"
" تـتهاوى مـن افـقها المسحور
كـم اكـبت عـليه وهي تندي"
" فـوقه قـبلة الضحى المخمور
هـبط السفح طاويا من جناحيه"
" عـلـى كـل مطمح مـقبور
فـتبارت عصائب الطير ما بين"
" شــرود مـن الأذى ونـفور
لا تـطيري جوابة السفح فالنسر"
" إذا مـا خـبرته لـم تـطيري
نـسل الـوهن مـخلبيه وأدمت"
" مـنـكبيه عـواصف الـمقدور
والـوقار الـذي يـشيع عـليه"
" فضلة الإرث من سحيق الدهور
وقـف الـنسر جـائعا يـتلوى"
" فـوق شـلو على الرمال نثير
وعـجـاف البغاث تـدفعه"
" بالمخلب الغض والجناح القصير
فـسرت فـيه رعشة من جنون"
" الـكبر واهـتز هـزة المقرور
ومضى ساحبا على الأفق الأغبر"
" أنـقـاض هـيـكل مـنخور
وإذا مـا أتـى الغياهب واجتاز"
" مـدى الـظن من ضمير الأثير
جـلجلت منه زعقة نشت الآفاق"
" حـرى مـن وهجها المستطير
وهوى جثة على الذروة الشماء"
" فـي حـضن وهجها المستطير
أيـها النسر هل أعود كم عدت"
" أم الـسفح قـد أمـات شعوري




حنبن


لا تـغني فـإن حـشرجة الميت"
" وجـهش الـنعاة فـي مـسمعيّا
أتـغـنين ذكـريـاتي وكـانت"
" كـوثرا فـي فـم الـزمان شهيا
يوم أسقى من راحة الوحي خمري"
" وأصـوغ الـحياة شـعرا نـديا
وأرى تـوبـة الـزمان بـعينيك"
" فـأنـسى مـا قـد أسـاء إلـيّا
أسـمعيني عـلى أنـين الأماني"
" مـن عثار الـشباب لحنا شجيا
أوجـوم فـيم الوجوم منى النفس"
" وفـيم الـذهول يـكسو الـمحيا
أتـرامت عـليك أشـباح ذكرى"
" تـترك الـحب يـا هلوك حييّا
حـولي ناظريك عني فما أسطيع"
" أجـلـو ســرا هـناك خـفيا
ويـح نـفسي ما للعواصف تخبو"
" ويـفت الـخذلان فـي سـاعديّا
أنـا طـفل الحياة يا ضلة الروح"
" فـعفوا إن جـئت أمـرا فـريا
فـبليني فـقد شـعرت بـروحي"
" وثـبت وارتـمت عـلى شـفتيّا
لـست أنـت الـتي أضـمك بل"
" دنـيـا فـتون وعـالما عـلويا
أتـبسمت بـعد صـمت رهيب"
" كـان يـدوي فـي مسمعيا دويا؟
خـدريني بـنغمة تـقتل الـيأس"
" وتـهـمي بـالـمسكرات عـليا
حـسنا تـفعلين غـني أعـيدي"
" اخـفضي الـصوت تـمتميه إليّا
اتـركيني عـلى ذراعـك أغفو"
" وأذيـبي الأصـداء شـيا فـشيا



عودي




قـالت مـللتك اذهـب لست نادمة"
" عـلى فـراقك إن الـحب ليس لنا
سـقيتك الـمر من كاسي شفيت بها"
" حقدي عليك وما لي عن شقاك غنى
لـن أشـتهي بـعد هذا اليوم أمنية"
" لـقد حـملت إلـيها الـنعش والكفنا
قـالت وقـالت ولم أهمس بمسمعها"
" ما ثار من غصصي الحرى وما سكنا
تـركت حـجرتها والدفء منسرحا"
" والـعطر مـنسكبا والـعمر مرتهنا
وسـرت في وحشتي والليل ملتحف"
" بالزمهرير وما في الأفق ومض سنا
ولـم أكـد اجتلي دربي على حدس"
" وأسـتلين عـليه الـمركب الخشنا
حـتى سـمعت ورائي رجع زفرتها"
" حـتى لـمست حـيالي قـدها اللدنا
نـسيت مـا بـي هـزتني فجاءتها"
" وفـجرت مـن حـناني كل ما كمنا
وصـحت يـا فـتنتي ما تفعلين هنا"
" الـبرد يـؤذيك عودي لن أعود أنا



سر السراب

كم جئت أحمل من جراحات الهوى
نجوى ، يرددها الضمير ترنُّما



سالتْ مع الأمل الشهي لترتمي
في مسمعيكِ ، فما غمزتِ لها فما

فخنقتها في خاطري ! فتساقطتْ
في أدمعي ، فشربتها متلعثما

ورجعتُ أدراجي أصيدُ من المنى
حلماً ، أنام بأفقه متوهما

أختاهُ ! قد أزف النوى فتنعمي
بعدي فإن الحب لن يتكلما

لا تحسبيني سالياً ، إن تلمحي
في ناظري ، هذا الذهول المبهما

إن تهتكي سر السرابِ وجدتِهِ
حلم الرمالِ الهاجعاتِ على الظما