- أي نـجوى مـخضلة الـنعماء
رددتـهـا حـناجر الـصحراء
سمعتها قريش فا نتفضت غضبى
وضـجـت مـشبوبة الأهـواء
ومـشت في حمى الضلال إلى
الـكعبة مـشي الطريدة البلهاء
وارتـمت خـشعة عـلى اللات
والعزى وهزت ركنيهما بالدعاء
وبـدت تـنحر الـقرابين نحرا
فـي هـوى كـل دمية صماء
وانـثنت تضرب الرمال اختيالا
بـخـطى جـاهـلية عـمياء
عـربدي يا قريش وانغمسي ما
شـئت فـي حمأة المنى النكراء
لـن تزيلي ما خطه الله للأرض
ومـا صـاغه لـها مـن هناء
شـاء أن يـنبت النبوة في القفر
ويـلقي بـالوحي مـن سـيناء
فـسلي الربع ما لغربة عبد الله
تـطوى جـراحها فـي العزاء
مـا لأقـيال هاشم يخلع البشر
عـلـيها مـطـارف الـخيلاء
انـظريها حـول الـيتيم فراشا
هـزجا حـول دافـق الـلالاء
وأبـو طالب على مذبح الأصنام
يـزجي لـه ضـحايا الـفداء
هـو ذا أحمد فيا منكب الغبراء
زاحــم مـنـاكب الـجوزاء
بـسم الـطفل للحياة وفي جنبيه
ســر الـوديـعة الـعصماء
هـب مـن مـهده ودب غريبَ
الـدار فـي ظـل خيمة دكناء
تـتبارى حـليمةٌ خـلفه تـعدو
وفـي ثـغرها افـترار رضاء
عـرفت فيه طلعة اليمن والخير
إذا أجـدبـت ربــى الـبيداء
وتـجلى لـها الـفراق فاغضت
فـي ذهـول وأجـهشت بالبكاء
عــاد لـلـربع أيـن آمـنةٌ
والحب والشوق في مجال اللقاء
ما ارتوت منه مقلة طالما شقت
عـلـيه سـتـائر الـظـلماء
يـا اعـتداد الأيتام باليتم كفكف
بـعـده كـل دمـعة خـرساء
أحـمد شـب يـا قريش فتيهي
في الغوايات واسرحي في الشقاء
وانفضي الكف من فتى ما تردى
بــرداء الأجــداد والآبـاء
أنـت سـميته الأمين وضمخت
بـذكـراه نــدوة الـشـعراء
فـدعي عـمه فـما كان يغريه
بـما فـي يـديك مـن إغراء
جاءه متعب الخطى شارد الآمال
مـابـيـن خـيـبة ورجــاء
قال هون عنك الأسى يابن عبد
الله واحـقن لـنا كـريم الدماء
لا تـسفه دنـيا قـريش تبوئك
مــن الـمـلك ذروة الـعلياء
فـبكى أحمد وما كان من يبكي
ولـكـنـها دمــوع الإبــاء
فـلـوى جـيده وسـار وئـيدا
ثـابت الـعزم مـثقل الأعـباء
وأتـى طـوده الـموشح بالنور
وأغـفى فـي ظـل غار حراء
وبـجفنية مـن جـلال أمـانيه
طـيـوف عـلـوية الإسـراء
وإذا هـاتف يـصيح بـه اقرأ
فـيـدوي الـوجود بـالأصداء
وإذا فـي خـشوعه ذلك الأمي
يـتـلـو رسـالـة الإيـحـاء
وإذا الأرض والـسـماء شـفاه
تـتـغنى بـسـيد الأنـبـياء
جـمعت شـملها قريش وسلت
لـلأذى كـل صـعدة سـمراء
وأرادت أن تنقذ البغي من أحمد
فــي جـنـح لـيـلة لـيلاء
ودرى سـرها الـرهيب عـلي
فـاشتهى لـو يكون كبش الفداء
قـال : يـا خاتم النبيين أمست
مـكـة دار طـغـمة سـفهاء
أنـا بـاق هـنا ولـست أبالي
مـا ألاقـي من كيدها في البقاء
سـيروني على فراشك والسيف
أمـامـي وكـل دنـيا ورائـي
حـسبي الله فـي دروب رضاه
أن يــرى فـيّ أول الـشهداء
فـتـلقاه أحـمد بـاسم الـثغر
عـليما بـما انطوى في الخفاء
أمـر الـوحي ان يـحث خطاه
فـي الـدجى لـلمدينة الزهراء
وسـرى واقـتفى سراه أبو بكر
وغـابا عـن أعـين الـرقباء
وأقـاما في الغار والملأ العلوي
يـرنـو إلـيـهما بـالـرعاء
وقـفت دونـه قـريش حيارى
وتـنزهت جـريحة الـكبرياء
وانـثنت والرياح تجار والرمل
نـثير فـي الأوجـة الـربداء
هـللي يـا ربـا المدينة واهمي
بـسـخي الأظـلال والأنـداء
واقـذفـيها الله أكـبـر حـتى
يـنتشي كـل كـوكب و ضاء
واجمعي الأوفياء إن رسول الله
آت لـصـحـبة الأوفــيـاء
وأطـلّ النبي فيضا من الرحمة
يـروي الـظماء تـلو الـظماء
رسالة الترحيب
ومــا كـنـت مـمـن يـدخـل العـشـق قلـبـه -
و لـكــن مـــن يـبـصـر جـفـونـك يـعـشــق .
بحث هذه المدونة الإلكترونية
01/06/2011
عمر أبو ريشة >> ملحمة النبي
حسان بن ثابت .........لكِ الخيرُ غضي اللومَ عني فإنني
عنوان القصيدة : لكِ الخيرُ غضي اللومَ عني فإنني
للشاعر :حسان بن ثابتلكِ الخيرُ غضي اللومَ عني فإنني | أُحبُّ من الأخلاقِ ما كان أجملا |
ذَرِيني وَعلمي بالأمورِ وَشيمَتي، | فما طائري يوْماً عليكِ بأخْيَلا |
فإن كنتِ لا مني، ولا من خليقتي، | فمنكِ الذي أمسى عن الخيرِ أعزلا |
ألمْ تعلمي أني أرى البخلَ سبة ً، | وَأُبْغِضُ ذا اللّوْنينِ والمُتَنقِّلا |
إذا انصرَفَتْ نفسي عن الشيء مرّة ً، | فلستُ إليهِ آخرَ الدهرِ مقبلا |
وإني، إذا ما الهمُّ ضافَ قريتهُ | زَماعاً، ومِرْقالَ العشيّاتِ عيهَلا |
ململمة ً، خطارة ً، لوْ حملتها | على السيْفِ لم تعدِل عن السيْفِ معدِلا |
إذا انبعثتْ من مبركٍ غادرتْ بهِ | تَوَائِمَ أمْثَالَ الزّبائب ذُبَّلا |
فإنْ بركتْ خوتْ على ثفناتها، | كأنّ على حيزومها حرفَ أعبلا |
مروعة ً لوْ خلفها صرَّ جندبٌ، | رأيتَ لها من روعة ِ القلبِ أفكا |
وإنا لقومٌ ما نسودُ غادراً، | ولا ناكِلاً عِندَ الحمالَة ِ زُمَّلا |
ولا مانعاً للمالِ فيما ينوبهُ، | ولا عاجزاً في الحربِ جبساً مغفلا |
نسودُ منا كلَّ أشيبَ بارعٍ، | أغرَّ، تراهُ بالجلالِ مكللا |
إذا ما انتدى أجنى الندى ، وابتنى العلا، | وَأُلفِيَ ذا طَوْلٍ على مَنْ تَطَوَّلا |
فلستَ بلاقٍ ناشئاً من شبابنا، | وإن كانَ أندى من سَوانا، وأحوَلا |
نُطِيعُ فِعَالَ الشيخِ منّا، إذا سما | لأمرٍ، ولا نعيا، إذا الأمرُ أعضلا |
لَهُ أُرْبَة ٌ في حزْمهِ وفِعَالهِ، | وإن كانَ منّا حازِمَ الرّأي حُوَّلا |
وما ذاكَ إلاّ أنّنا جَعَلَتْ لنَا | أكابرنا، في أولِ الخيرِ، أولا |
فنحن الذرى من نسل آدمَ والعرى ، | تربعَ فينا المجدُ حتى تأثلا |
بنى الزُّ بيتاً، فاستقرتْ عمادهُ | عَلينا، فأعْيا الناسَ أنْ يَتَحَوّلا |
وإنكَ لن تلقى منَ الناسِ معشراً | أعَزَّ من الأنصَارِ عِزَّاً وأفضَلا |
وأكثرَ أنْ تلقَى ، إذا ما أتيْتَهُمْ، | لهمْ سيداً ضخمَ الدسيعة ِ جحفلا |
وأشيَبَ، ميمونَ النّقيبة ِ، يُبتَغى | بهِ الخَطَرُ الأعْلى ، وطفلاً مؤمَّلا |
وأمردَ مرتاحاً، إذا ما ندبتهُ | تَحَمّلَ ما حَمّلْتَهُ، فَتَرَبّلا |
وَعِدَّاً خَطيباً لا يُطاقُ جوَابُهُ، | وذا أُرْبَة ٍ في شِعْرِهِ مُتَنَخَّلا |
وأصْيَدَ نهّاضاً إلى السّيْفِ، صَارِماً، | إذا ما دعا داعٍ إلى المَوْتِ أرْقلا |
وأغيدَ مختالاً، يجرُّ إزارهُ، | كثيرَ النّدى ، طلْقَ اليدين مُعذَّلا |
لنا حرة ٌ مأطورة ٌ بجبالها، | بنى المجدُ فيها بيتهُ، فتأهلا |
بها النَّخْلُ والآطامُ تجري خِلالَها | جداوِلُ، قد تعلو رِقاقاً وجَرْوَلا |
إذا جدولٌ منها تصرمَ ماؤه، | وصلنا إليهِ بالنواضحِ جدولا |
على كل مفهاقٍ، خسيفٍ غروبها، | تُفرّغ في حوضٍ من الصخر انجلا |
له غلل في ظلِّ كل حديقة | يُعَارضُ يَعْبُوباً منَ الماءِ سَلسَلا |
إذا جئتَها ألفَيْتَ، في حَجَرَاتِها، | عناجيجَ قباً والسوامَ المؤبلا |
جَعَلْنَا لَها أسْيَافَنا وَرِماحَنا، | من الجيش والأعرابِ، كهفاً ومعقِلا |
إذ جمعوا جمعاً سمونا إليهمِ | بهندية ٍ تسقى الذعافَ المثملا |
نَصَرْنَا بها خيْرَ البرِيَّة ِ كلِّها، | إماما، ووقّرْنا الكِتَابَ المُنزَّلا |
نَصَرْنا، وآوَيْنا، وقوّمَ ضرْبُنا | لهُ بالسيوفِ مَيلَ مَن كان أميَلا |
وإنكَ لنْ تلقى لنا من معنفٍ، | وَلا عائِبٍ، إلاّ لئيماً مُضَلَّلا |
وإلاّ أمْرأً قَدْ نالَهُ من سُيوفِنا | ذبابٌ، فأمسى مائلَ الشقّ أعزلا |
فمَنْ يأتِنَا أوْ يَلْقَنا عنْ جِنايَة ٍ | يجدْ عندنا مثوى ً كريماً، وموئلا |
نجيرُ، فلا يخشى البوادرَ جارنا، | ولاقَى الغِنى في دُورِنا، فتمَوّلا |
- قصيدة/ حسان بن ثابت في الذب عن أم المؤمنين عائشة بنت الصديق –رضى الله عن الجميع
- قصيدة/ حسان بن ثابت في الذب
عن أم المؤمنين عائشة بنت الصديق –رضى الله عن الجميع
(ضبط بالشكل- شرح بعض ألفاظها - )
حَصَانٌ رَزَانٌ ما تُزَنُّ برِيبةٍ *** وتُصْبِحُ غَرْثَى مِنْ لحومِ الغوَافِلِ
حَليلة ُ خَيرِ الناسِ دِيناً وَمَنْصِبا ً*** نبَيِّ الهُدَى ، والمَكْرُمَاتِ الفوَاضِلِ
عَقيلة ُ حيٍّ مِنْ لؤيّ بنِ غالِبٍ *** كِرَامِ المَسَاعِي مجْدُها غيرُ زَائِلِ
مُهذَّبَة ٌ قدْ طيَّبَ اللهُ خِيمَهَا *** وَطَهَّرَهَا مِنْ كلِّ سوءٍ وَباطِلِ
فإن كنتُ قد قلتُ الذي قد زَعَمْتُمُ *** فَلا رَفَعَتْ سَوْطِي إليّ أنَامِلي
وإنّ الذي قدْ قيلَ ليسَ بِلائِطٍ ***بِهَا الدهرَ بلْ قَوْلُ امرِيء ٍ بيَ مَاحِلِ
فكَيْفَ وَوُدِّي ما حَيِيتُ ونُصرَتي *** لِآلِ نبيِّ اللهِ زَينِ الْمَحَافِلِ
لهُ رتبٌ عالٍ عَلَى الناسِ كُلِّهِمْ *** تَقَاصرُ عنهُ سَورَةُ المْتُطَاوِلِ
رأيتُكِ، وليغْفِرْ لكِ اللهُ، حُرةً *** مِنَ المُحْصَنَاتِ غيرَ ذاتِ غوَائِلِ
شرح بعض الألفاظ الواردة في القصيدة :
حصانٌ : عفيفة .
رزانٌ : وقورة ، ثابتة .
تزنُّ : تُتهم، تُرمى.
غَرْثَى : جائعة.
الغوَافِلِ: جمع غافلة وهي العفيفة الغافلة عن الشر.
حليلة : زوجة.
عقيلة: سيدة، كريمة.
المَكرُماتِ الفوَاضِلِ : أفعال الخير الرفيعة الدرجة.
عقيلة : سيدة كريمة.
مهذبة: أي صافية مخلصة.
كرام المساعي : طيبو المقاصد.
المساعي: جمع مسعاة، وهو ما يسعى فيه من طلب المجد والكرم.
مجدها : كرمها، نبلها وشرفها.
الخيم: الطبع والأصل.
. أنامِلي : أصابعي.
لائطٍ : لازق ، لاصق.
الماحلِ : الساعي بالنميمة، القتات.
رَُتب: من رواه بفتح الراء فهو الموضع المشرف من الأرض استعاره هنا للمجد والشرف، ومن رواه بضم الراء فهو جمع رتبة.
سَُورة : بضم السين المنزلة، وبفتح السين الوثبة.
غوَائِلِ : دواهي، شر .
عن أم المؤمنين عائشة بنت الصديق –رضى الله عن الجميع
(ضبط بالشكل- شرح بعض ألفاظها - )
حَصَانٌ رَزَانٌ ما تُزَنُّ برِيبةٍ *** وتُصْبِحُ غَرْثَى مِنْ لحومِ الغوَافِلِ
حَليلة ُ خَيرِ الناسِ دِيناً وَمَنْصِبا ً*** نبَيِّ الهُدَى ، والمَكْرُمَاتِ الفوَاضِلِ
عَقيلة ُ حيٍّ مِنْ لؤيّ بنِ غالِبٍ *** كِرَامِ المَسَاعِي مجْدُها غيرُ زَائِلِ
مُهذَّبَة ٌ قدْ طيَّبَ اللهُ خِيمَهَا *** وَطَهَّرَهَا مِنْ كلِّ سوءٍ وَباطِلِ
فإن كنتُ قد قلتُ الذي قد زَعَمْتُمُ *** فَلا رَفَعَتْ سَوْطِي إليّ أنَامِلي
وإنّ الذي قدْ قيلَ ليسَ بِلائِطٍ ***بِهَا الدهرَ بلْ قَوْلُ امرِيء ٍ بيَ مَاحِلِ
فكَيْفَ وَوُدِّي ما حَيِيتُ ونُصرَتي *** لِآلِ نبيِّ اللهِ زَينِ الْمَحَافِلِ
لهُ رتبٌ عالٍ عَلَى الناسِ كُلِّهِمْ *** تَقَاصرُ عنهُ سَورَةُ المْتُطَاوِلِ
رأيتُكِ، وليغْفِرْ لكِ اللهُ، حُرةً *** مِنَ المُحْصَنَاتِ غيرَ ذاتِ غوَائِلِ
شرح بعض الألفاظ الواردة في القصيدة :
حصانٌ : عفيفة .
رزانٌ : وقورة ، ثابتة .
تزنُّ : تُتهم، تُرمى.
غَرْثَى : جائعة.
الغوَافِلِ: جمع غافلة وهي العفيفة الغافلة عن الشر.
حليلة : زوجة.
عقيلة: سيدة، كريمة.
المَكرُماتِ الفوَاضِلِ : أفعال الخير الرفيعة الدرجة.
عقيلة : سيدة كريمة.
مهذبة: أي صافية مخلصة.
كرام المساعي : طيبو المقاصد.
المساعي: جمع مسعاة، وهو ما يسعى فيه من طلب المجد والكرم.
مجدها : كرمها، نبلها وشرفها.
الخيم: الطبع والأصل.
. أنامِلي : أصابعي.
لائطٍ : لازق ، لاصق.
الماحلِ : الساعي بالنميمة، القتات.
رَُتب: من رواه بفتح الراء فهو الموضع المشرف من الأرض استعاره هنا للمجد والشرف، ومن رواه بضم الراء فهو جمع رتبة.
سَُورة : بضم السين المنزلة، وبفتح السين الوثبة.
غوَائِلِ : دواهي، شر .
حسان بن ثابت
أغَرُّ، عَلَيْهِ لِلنُّبُوَّة ِ خَاتَمٌ
مِنَ اللَّهِ مَشْهُودٌ يَلُوحُ ويُشْهَدُ
وضمَّ الإلهُ اسمَ النبيّ إلى اسمهِ،
إذا قَالَ في الخَمْسِ المُؤذِّنُ أشْهَدُ
وشقّ لهُ منِ اسمهِ ليجلهُ،
فذو العرشِ محمودٌ، وهذا محمدُ
نَبيٌّ أتَانَا بَعْدَ يَأسٍ وَفَتْرَة ٍ
منَ الرسلِ، والأوثانِ في الأرضِ تعبدُ
فَأمْسَى سِرَاجاً مُسْتَنيراً وَهَادِياً،
يَلُوحُ كما لاحَ الصّقِيلُ المُهَنَّدُ
وأنذرنا ناراً، وبشرَ جنة ً،
وعلمنا الإسلامَ، فاللهَ نحمدُ
وأنتَ إلهَ الخلقِ ربي وخالقي،
بذلكَ ما عمرتُ في الناسِ أشهدُ
تَعَالَيْتَ رَبَّ الناسِ عن قَوْل مَن دَعا
سِوَاكَ إلهاً، أنْتَ أعْلَى وَأمْجَدُ
لكَ الخلقُ والنعماءُ، والأمرُ كلهُ،
فإيّاكَ نَسْتَهْدي، وإيّاكَ نَعْبُدُ
حسان بن ثابت رضي الله عنه يبكي رسول الله صلى الله عليه وسلم
حسان بن ثابت رضي الله عنه يبكي رسول الله صلى الله عليه وسلم
بطيبة رسم للرسول ومعهد * منير وقد تعفو الرسوم وتمهد
ولا تمتحي الآيات من دار حرمة * بها منبر الهادي الذي كان يصعد
وواضح آيات وباقي معالم * وربع له فيه مصلى ومسجد
بها حجرات كان ينزل وسطها * من الله نور يستضاء ويوقد
معارف لم تطمس على العهد آيها * أتاها البلا فالآي منها تجدد
عرفت بها رسم الرسول وعهده * وقبرا بها واراه في الترب ملحد
ظللت بها ابكي الرسول فأسعدت * عيون ومثلاها من الجن تسعد
يذكرن آلاء الرسول ولا ارى * لها محصيا نفسي فنفسي تبلد
مفجعة قد شفها فقد أحمد * فظلت لآلاء الرسول تعدد
وما بلغت من كل أمر عشيره * ولكن لنفسي بعد ما قد توجد
أطالت وقوفا تذرف العين جهدها * على طلل القبر الذي فيه أحمد
فبوركت يا قبر الرسول وبوركت * بلاد ثوى فيها الرشيد المسدد
تهيل عليه الترب أيد وأعين * عليه وقد غارت بذلك أسعد
لقد غيبوا حلما وعلما ورحمة * عشية علوه الثرى لا يوسد
وراحوا بحزن ليس فيهم نبيهم * وقد وهنت منهم ظهور وأعضد
ويبكون من تبكي السموات يؤمه * ومن قد بكته الأرض فالناس أكمد
وهل عدلت يوما رزية هالك * رزية يوم مات فيه محمد
تقطع فيه منزل الوحي عنهم * وقد كان ذا نور يغور وينجد
يدل على الرحمن من يقتدى به * وينقذ من هول الخزايا ويرشد
إمام لهم يهديهم الحق جاهدا * معلم صدق إن يطيعوه يسعدوا
عفو عن الزلات يقبل عذرهم * وإن يحسنوا فالله بالخير أجود
وإن ناب أمر لم يقوموا بحمله * فمن عنده تيسير ما يتشدد
فبيناهم في نعمة الله وسطهم * دليل به نهج الطريقة يقصد
عزيز عليه أن يجوروا عن الهدى * حريص على أن يستقيموا ويهتدوا
عطوف عليهم لا يثنى جناحه * الى كنف يحنو عليهم ويمهد
فبيناهم في ذلك النور إذ غدا * إلى نورهم سهم من الموت مقصد
فأصبح محمودا إلى الله راجعا * يبكيه جفن المرسلات ويحمد
وأمست بلاد الحرم وحشا بقاعها * لغيبة ما كانت من الوحي تعهد
قفارا سوى معمورة اللحد ضافها * فقيد يبكيه بلاط وغرقد
ومسجده فالموحشات لفقده * خلاء له فيها مقام ومقعد
وبالجمرة الكبرى له ثم أوحشت * ديار وعرصات وربع ومولد
فبكى رسول الله يا عين عبرة * ولا أعرفنك الدهر دمعك يجمد
ومالك لا تبكين ذا النعمة التي * على الناس منها سابغ يتغمد
فجودي عليه بالدموع وأعولي * لفقد الذي لا مثله الدهر يوجد
وما فقد الماضون مثل محمد * ولا مثله حتى القيامة يفقد
أعف وأوفى ذمة بعد ذمة * وأقرب منه نائلا لا ينكد
وأبذل منه للطريف وتالد * إذا ضن معطاء بما كان يتلد
وأكرم حيا في البيوت إذا انتمى * واكرم جدا أبطحيا يسود
وأمنع ذروات وأثبت في العلا * دعائم عز شاهقات تشيد
واثبت فرعا في الفروع ومنبتا * وعودا غذاه المزن فالعود أغيد
رباه وليدا فاستقم بتمامه * على اكرم الخيرات رب ممجد
تاهت وصاة المسلمين بكفه * فلا العلم محبوس ولا الرأي يفند
أقول ولا يلفي لما قلت عائب * من الناس إلا عازب القول مبعد
وليس هوائي نازعا عن ثنائه * لعلي به في جنة الخلد أخلد
مع المصطفى أرجو بذاك جواره * وفي نيل ذاك اليوم أسعى وأجهد
البداية والنهاية لإبن كثير رحمه الله
------------------
جلَّ الذي خلقَ الجمالَ وأبدعَ
فغدا فؤادي بالجَمالِ مولّعُ
بطيبة رسم للرسول ومعهد * منير وقد تعفو الرسوم وتمهد
ولا تمتحي الآيات من دار حرمة * بها منبر الهادي الذي كان يصعد
وواضح آيات وباقي معالم * وربع له فيه مصلى ومسجد
بها حجرات كان ينزل وسطها * من الله نور يستضاء ويوقد
معارف لم تطمس على العهد آيها * أتاها البلا فالآي منها تجدد
عرفت بها رسم الرسول وعهده * وقبرا بها واراه في الترب ملحد
ظللت بها ابكي الرسول فأسعدت * عيون ومثلاها من الجن تسعد
يذكرن آلاء الرسول ولا ارى * لها محصيا نفسي فنفسي تبلد
مفجعة قد شفها فقد أحمد * فظلت لآلاء الرسول تعدد
وما بلغت من كل أمر عشيره * ولكن لنفسي بعد ما قد توجد
أطالت وقوفا تذرف العين جهدها * على طلل القبر الذي فيه أحمد
فبوركت يا قبر الرسول وبوركت * بلاد ثوى فيها الرشيد المسدد
تهيل عليه الترب أيد وأعين * عليه وقد غارت بذلك أسعد
لقد غيبوا حلما وعلما ورحمة * عشية علوه الثرى لا يوسد
وراحوا بحزن ليس فيهم نبيهم * وقد وهنت منهم ظهور وأعضد
ويبكون من تبكي السموات يؤمه * ومن قد بكته الأرض فالناس أكمد
وهل عدلت يوما رزية هالك * رزية يوم مات فيه محمد
تقطع فيه منزل الوحي عنهم * وقد كان ذا نور يغور وينجد
يدل على الرحمن من يقتدى به * وينقذ من هول الخزايا ويرشد
إمام لهم يهديهم الحق جاهدا * معلم صدق إن يطيعوه يسعدوا
عفو عن الزلات يقبل عذرهم * وإن يحسنوا فالله بالخير أجود
وإن ناب أمر لم يقوموا بحمله * فمن عنده تيسير ما يتشدد
فبيناهم في نعمة الله وسطهم * دليل به نهج الطريقة يقصد
عزيز عليه أن يجوروا عن الهدى * حريص على أن يستقيموا ويهتدوا
عطوف عليهم لا يثنى جناحه * الى كنف يحنو عليهم ويمهد
فبيناهم في ذلك النور إذ غدا * إلى نورهم سهم من الموت مقصد
فأصبح محمودا إلى الله راجعا * يبكيه جفن المرسلات ويحمد
وأمست بلاد الحرم وحشا بقاعها * لغيبة ما كانت من الوحي تعهد
قفارا سوى معمورة اللحد ضافها * فقيد يبكيه بلاط وغرقد
ومسجده فالموحشات لفقده * خلاء له فيها مقام ومقعد
وبالجمرة الكبرى له ثم أوحشت * ديار وعرصات وربع ومولد
فبكى رسول الله يا عين عبرة * ولا أعرفنك الدهر دمعك يجمد
ومالك لا تبكين ذا النعمة التي * على الناس منها سابغ يتغمد
فجودي عليه بالدموع وأعولي * لفقد الذي لا مثله الدهر يوجد
وما فقد الماضون مثل محمد * ولا مثله حتى القيامة يفقد
أعف وأوفى ذمة بعد ذمة * وأقرب منه نائلا لا ينكد
وأبذل منه للطريف وتالد * إذا ضن معطاء بما كان يتلد
وأكرم حيا في البيوت إذا انتمى * واكرم جدا أبطحيا يسود
وأمنع ذروات وأثبت في العلا * دعائم عز شاهقات تشيد
واثبت فرعا في الفروع ومنبتا * وعودا غذاه المزن فالعود أغيد
رباه وليدا فاستقم بتمامه * على اكرم الخيرات رب ممجد
تاهت وصاة المسلمين بكفه * فلا العلم محبوس ولا الرأي يفند
أقول ولا يلفي لما قلت عائب * من الناس إلا عازب القول مبعد
وليس هوائي نازعا عن ثنائه * لعلي به في جنة الخلد أخلد
مع المصطفى أرجو بذاك جواره * وفي نيل ذاك اليوم أسعى وأجهد
البداية والنهاية لإبن كثير رحمه الله
------------------
جلَّ الذي خلقَ الجمالَ وأبدعَ
فغدا فؤادي بالجَمالِ مولّعُ
31/05/2011
التائية الكبري..لابن الفارض
سقتـنـي حُـمـيَّـا الـحــبِّ راحـــةَ مقـلـتـي،وكـأسـي محـيَّـا مَــن عــنِ الحُـسـنِ جـلـتِ |
فـأوهـمـتُ صـحـبـي أنَّ شـــربَ شـرابـهـم،بــهِ ســرَّ ســـرِّي فـــي انتـشـائـي بـنـظـرةِ |
وبالـحـدقِ استغنـيـتُ عــنْ قـدحـي ، ومِــنْشمائـلـهـا، لا مـــنْ شـمـولـيَ ، نـشـوتــي |
ففـي حـانِ سكـري ، حـانَ شكـري لفتيـةٍ،بهـمْ تــمَّ لــي كـتـمُ الـهـوى مــع شهـرتـي |
ولـمَّـا انقـضـى صـحـوي ، تقاضـيـتُ وصلـهـاولمْ يغشنى ، في بسطها ، قبضُ خشيتي |
وأبثثـتـهـا مـــا بـــي ، ولـــمْ يـــكُ حـاضــريرقــيــبٌ لــهــا ، حــــاظٍ بـخـلــوةِ جـلــوتــي |
وقــلــتُ ، وحــالـــي بـالـصَّـبـابـةِ شــاهـــدٌ،ووجــدي بـهــا مـاحــيَّ ، والـفـقـدُ مثـبـتـي |
هَـبـي ، قـبـلَ يفـنـى الـحـبُّ مـنِّــي بـقـيَّـةًأراكِ بـــهـــا ، لــــــي نـــظـــرةَ الـمـتـلـفِّــتِ |
ومنِّـي علـى سمعـي بـلـنْ ، إنْ منـعـتِ أنْأراكِ ، فــمِــنْ قـبــلــي ، لـغــيــريَ لـــــذَّتِ |
فـعـنــدي ، لِـسُـكــري ، فــاقـــةُ لإفــاقـــةٍ،لـهـا كـبـدي ، لـــولا الـهــوى ، لـــمْ تـفـتّـتِ |
ولـــوْ أنَّ مـــا بـــي بالـجـبـال ، وكـــانَ طـــورُ سـيـنـا بـهــا ، قـبــلَ التَّـجـلِّـي ، لــدكَّــتِ |
هَــوًى ، عـبـرةٌ نـمَّـتْ بــهِ ، وجَـــوًى نـمــتْبــــــه حُــــــرَقٌ ، أدْوَاؤهـــــــا بـــــــي أوْدَتِ |
فطـوفـانُ نــوحٍ ، عـنـدَ نـوْحـي ، كـأدمـعـي،وإيـــقـــادُ نـــيـــرانِ الـخـلــيــلِ كـلــوْعَــتــي |
ولـــــولا زفــيـــري أغـرقـتــنــي أدمـــعـــي،ولـــــولا دُمــوعـــي أحـرقـتــنــي زفـــرتـــي |
وحُــزنــي ، مـــــا يـعــقــوبُ بـــــثَّ أقــلَّـــهُ،وكـــــلُّ بــلـــى أيُّـــــوبَ بـــعـــضُ بـلـيَّــتــي |
وآخـرُ مـا لاقـى الألـى عشـقِـوا ، إلــي الــرَّدى ، بــعــضُ مــــا لاقــيــتُ أولَ مـحْـنـتــي |
فــلــوْ سـمــعــتْ أذنُ الـدَّلــيــل تــأوُّهـــي،لآلامِ أســـقــــامٍ ، بـجــســمــي أضـــــــرَّتِ |
لأذكَـــــرَهُ كـــربـــي أذى عـــيـــش أزمــــــةٍبمنـقـطـعـي ركــــبٍ ، إذا الـعـيــسُ زمَّــــتِ |
وقــــدْ بــــرَّحَ الـتَّـبـريـحُ بــــي ، وأبــادنـــي،وأبــدى الـضَّـنـى مِـنــي خـفــيَّ حقيـقـتـي |
فنادمـتُ ، فـي سُكـري ، النحـولَ مراقبـي،بجـمـلـةِ أســــراري ، وتـفـصـيـلِ سـيـرتــي |
ظـهَــرتُ لـــهُ وصـفــاً ، وذاتـــي ، بـحـيـثُ لايراهـا ، لبلـوى ، مـنْ جـوى الـحـبِّ ، أبـلـتِ |
فـأبـدتْ ، ولــمْ ينـطـقْ لـسـانـي لسـمـعـهِ،هـواجـسُ نفـسـي سِــرَّ مــا عـنــهُ أخـفــتِ |
وظــلَّــتْ ، لِـفِـكــري ، أذنــــهُ خــلــداً بــهــايـــدورُ بـــهِ ، عـــنْ رؤيــــةِ الـعـيــنِ أغــنــتِ |
فأخـبـرَ مَــنْ فــي الـحـيِّ عـنِّـي ، ظـاهــراً،ببـاطـنِ أمــري ، وهــوَ مــنْ أهــلِ خـبـرتـي |
كــــــأنَّ الـــكــــرامَ الـكـاتـبــيــنَ تــنــزَّلـــوا،عـلـى قلـبـهِ وَحْـيـاً ، بـمـا فــي صحيـفـتـي |
ومــا كــانَ يــدري مــا أجــنُّ ، ومــا الَّـــذي،حـشــايَ مـــنَ الـسِّــرِ الـمـصـونِ ، أكــنَّــتِ |
وكـشـفُ حـجـابِ الجـسـمِ أبـــرزَ ســـرَّ مـــابــهِ كـــانَ مـسـتـوراً لـــهُ ، مـــنْ سـريـرتـي |
فكـنـتُ بـسـرِّي عـنـهُ فــي خـفـيـةٍ ، وقـــدْخـفـتـهُ ، لِـوَهْــنٍ ، مِــــنْ نـحـولــيَ أنَّــتــي |
فأظـهَـرَنـي سُــقــمٌ بــــهِ ، كــنــتُ خـافـيــاًلــــه ، والــهـــوى يــأتـــي بــكـــلِّ غـريــبــةِ |
وأفــــرَطََ بــــي ضُــــرٌّ ، تــلاشَــتْ لِـمَــسِّــهِأحــاديـــثُ نــفـــسٍ ، بـالـمــدامــعِ نـــمَّـــتِ |
فـلـوْ هَــمَّ مـكـروهُ الـــرَّدى بـــي لـمــا دَرىمـكـانـي ، ومِـــنْ إخـفــاءِ حُـبِّــكِ خـفـيـتـي |
ومــا بـيـنَ شــوقٍ واشتـيـاقٍ فـنـيـتُ فـــيتـــــــوَلٍّ بــحَــظـــرٍ ، أوْ تـــجَــــلٍّ بــحَــضـــرةِ |
فــلــوْ ، لِـفـنـائـي مــــنْ فِـنــائــكِ رُدَّ لـــــيفــــؤاديَ ، لــــمْ يــرغــبْ إلــــى دارِ غــرْبَــةِ |
وعــنــوانُ شــأنــي مـــــا أبــثُّـــكِ بـعــضَــهُ،ومــــا تـحـتــهُ ، إظــهــارهُ فــــوقَ قــدرَتـــي |
وأمـسِــكُ ، عَـجْــزاً ، عـــنْ أمــــورٍ كـثـيــرةٍ،بنطـقِـيَ لــنْ تحْـصـى ، ولـــوْ قـلــتُ قـلَّــتِ |
شفائيَ أشفى بلْ قضـى الوَجـدُ أنْ قضـى،وبَـــــرْدُ غـلـيـلــي واجـــــدٌ حَـــــرَّ غــلَّــتــي |
وبــالــيَ أبْــلــى مِـــــنْ ثــيـــابِ تـجــلُّــدي،بــهِ الــذَّاتُ ، فــي الأعــدامِ ، نيـطـتْ بـلــذةِ |
فـلــوْ كــشــفَ الــعُــوَّادُ بــــي ، وتـحـقَّـقـوا،مِــنَ الـلــوحِ ، مـــا مِـنِّــي الصَّـبـابـةُ أبـقــتِ |
لـمــا شـاهَــدَتْ مِـنِّــي بصـائِـرُهُـمْ سِـــوىتــخــلُّــلِ روحٍ ، بـــيــــنَ أثـــــــوابِ مَـــيِّــــتِ |
ومُنـذ عفـا رَسمـى وهِمْـتُ ، وَهَـمْـتُ فــيوُجـــودي ، فـلــمْ تـظـفـرْ بـكـوْنـي فـكـرَتــي |
وبـعـدُ ، فـحـالـي فـيــكِ قـامــتْ بنفـسِـهـا،وبيِّـنـتـي فــــي سَــبْــقِ روحــــي بـنـيَّـتـي |
ولــمْ أحــكِ فـــي حُـبَّـيـكِ ، حـالــي تـبـرُّمـاًبـهــا لاضـطِــرَابٍ ، بـــلْ لتنـفـيـس كُـرْبَـتـي |
ويَـحــسُــنُ إظــهـــارُ الـتـجــلُّــدِ لــلــعِــدى،ويـقــبُــحُ غــيـــرُ الـعَــجــزِ عــنـــدَ الأحِــبَّـــةِ |
ويمـنـعُـنـي شــكــوَايَ حُــسْــنُ تـصـبُّــري،ولـــوْ أشـــكُ لـلأعــداءِ مـــا بـــي لأشـكَــتِ |
وعُقبـى اصطِبـاري ، فـي هَــواكِ ، حمـيـدةٌعـلـيــكِ ، ولــكــنْ عَــنــكِ غــيــرُ حـمــيــدَةِ |
ومــا حَــلَّ بــي مِــنْ مِحْـنـةٍ ، فـهـوَ مِنـحَـةٌ،وقـدْ سَلِمَـتْ ، مِــنْ حَــلِّ عَـقـدٍ ، عزيمـتـي |
وكـــلُّ أذىً فـــي الـحــبِّ مِـنــكِ ، إذا بَـــدا،جَـعَـلـتُ لـــهُ شُــكــري مــكــانَ شـكـيَّـتـي |
نَــعَـــمْ وتـبــاريــحُ الـصَّـبــابــةِ ، إنْ عَــــــدَتْعلـىَّ ، مِــنَ النعـمـاءِ ، فــي الـحُـبِّ عُــدَّتِ |
ومِــنــكِ شـقـائــي بَـــــلْ بَــلائـــي مِــنَّـــةٌ،وفــيــكِ لِــبَــاسُ الــبــؤسِ أســبَــغُ نِـعـمَــةِ |
أرانِـــــيَ مــــــا أولِــيــتــهُ خـــيـــرَ قِــنــيــةٍ،قـديــمُ وَلائـــي فــيــكِ مــــنْ شــــرِّ فِـتـيَــةِ |
فـــــــلاحٍ ووَاشٍ : ذاكَ يُــــهــــدي لــــعــــزَّةٍضــــلالاً ، وذا بــــي ظــــلَّ يَــهــذي لــغـــرَّةِ |
أخالـفُ ذا ، فـي لـومـهِ ، عــنْ تـقـىً ، كـمـاأخــالــفُ ذا ، فــــي لــؤمــهِ ، عــــنْ تـقـيَّــةِ |
ومــا ردَّ وجـهـي عــنْ سبـيـلـكِ هَـــوْلُ مـــالـقـيـتُ ، ولا ضـــرّاءُ ، فـــي ذاكَ ، مــسَّــتِ |
ولا حِلـمَ لـي فـي حَـمْـلِ مــا فـيـكِ نالـنـييُــــؤدِّي لِـحَــمــدي ، أوْ لــمَـــدحِ مَــوَدَّتـــي |
قضـى حُسنـكِ الدَّاعـي إلـيـكِ احتـمـالَ مــاقصَـصْـتُ ، وأقـصـى بَـعـدَ مـــا بـعــدَ قـصَّــى |
ومــــــا هــــــوَ إلاَّ أنْ ظـــهَـــرْتِ لــنــاظــرِيبأكـمـلِ أوصـــافٍ ، عـلــى الـحُـسْـنِ أرْبـــتِ |
فحـلَّـيْـتِ لـــي الـبَـلـوَى ، فخـلَّـيـتِ بـيـنـهـاوبـيـنـي ، فـكـانـتْ مــنــكِ أجْــمَــلَ حِـلـيَــةِ |
ومَـــنْ يـتـحَـرَّشْ بالـجَـمَـالِ إلـــى الــــرَّدى،رأى نفـسَـهُ ، مِــنْ أنـفــس الـعـيـش ، ردَّتِ |
ونفـسٌ تــرَى فــي الـحـبِّ أنْ لا تــرَى عَـنـاً،مــتــى مـــــا تــصَـــدّتْ لـلـصّـبـابَـةِ صُـــــدّتِ |
ومـــــا ظــفِـــرَتْ ، بــالـــوُدّ ، روحٌ مُــرَاحَـــةٌ،ولا بـالــوَلا نـفــسٌ ، صـفــا الـعـيــشِ ، وَدَّتِ |
وأيـن الصَّفـا ؟ هيهـات مـنْ عيـشِ عـاشـقٍ،وجـــنَّـــةُ عَــــــدْنٍ بـالــمَــكــارِهِ ، حُـــفَّــــتِ |
ولِـي نـفـسُ حُــرٍّ ، لــوْ بَـذلـتِ لـهـا ، عـلـىتسَلِّـيـكِ ، مــا فــوقَ المُـنـى مـــا تـسـلَّـتِ |
ولـــو أبْــعِــدَتْ بـالـصــدِّ والـهـجــرِ والـقِـلــىوقـطـعِ الـرَّجَـا ، عــنْ خلّـتـي ، مـــا تـخـلّـتِ |
وعنْ مَذهَبي ، في الحـبِّ ، مالـيَ مذهَـبٌ،وإنْ مِـلْــتُ يــومــاً عــنــهُ فــارَقــتُ مِـلَّـتــي |
ولــوْ خـطــرَتْ لـــي ، فـــي سِـــواكِ ، إرادةٌعـلـى خـاطـري ، سَـهـواً ، قضـيـتُ بـرِدَّتـي |
لكِ الحُكمُ في أمْرِي ، فما شئتِ فاصْنعِـي،فـلــمْ تـــكُ ، إلاّ فـيــكِ لا عـنــكِ ، رغـبـتــي |
ومُـحْـكــمِ عَــهــدٍ ، لــــمْ يُـخــامِــرْهُ بـيـنـنــاتـخــيُّــلُ نــسْـــخٍ ، وهـــــوَ خـــيـــرُ ألـــيَّـــةِ |
وأخـــذكِ مـيـثـاقَ الـــوَلا حـيــثُ لـــمْ أبــــنْبمَظهَـرِ لَبْـسِ النَّفـسِ ، فـي فـيء طينـتـي |
وسـابــقِ عـهــدٍ لـــمْ يَـحُــلْ مُـــذ عَـهـدتـهُ،ولاحِـــقِ عـقــدٍ ، جَـــلَّ عـــنْ حَـــلِّ فــتــرَةِ |
ومَــطــلــعِ أنــــــوَارٍ بـطـلـعــتــكِ ، الَّـــتــــيلِبَـهـجَـتِـهـا ، كـــــلُّ الــبُـــدورِ اسـتــسَــرَّتِ |
ووَصْـــفِ كـمَــالٍ فـيــكِ ، أحـســنُ صُــــورةٍ،وأقوَمُـهـا ، فــي الخـلـقِ ، مـنـهُ اسـتـمـدَّتِ |
ونـعــتِ جــــلالٍ مــنــكِ ، يــعــذبُ ، دونــــهُ،عـذابـي ، وتحـلـو ، عِـنــدهُ ، لـــيَ قتـلـتـي |
وسِــــرُّ جَــمَــالٍ ، عــنـــكِ كـــــلُّ مَــلاحَـــةٍبـــهِ ظـهَــرَتْ ، فـــي العـالـمـيـنَ ، وتــمَّــتِ |
وحُسْـن بــهِ تسـبـى النُّـهـى دَلَّـنـي عـلـىهَــوىً ، حَـسُـنـتْ فـيــهِ ، لِـعِــزِّك ، ذِلَّـتــي |
ومـعـنـىً وَرَاءَ الـحُـسـنِ ، فـيــكِ شـهـدتـهُ،بـــــهِ دَقَّ عـــــنْ إدْرَاكِ عَـــيـــنِ بَـصـيــرَتــي |
لأنـــتِ مُـنــي قـلـبــي ، وغــايــةُ بُـغـيـتـي،وأقـصـى مُـــرادي ، واخـتـيـاري ، وخِـيـرَتـي |
خـلـعـتُ عـــذاري ، واعــتــذاريَ لابــــسَ الخــلاعــةِ ، مــســروراً بـخـلـعـي وخِـلـعـتـي |
وخلـعُ عـذاري فيـكِ فـرْضـي ، وإنْ أبــى اقتِــرابــيَ قــوْمـــي ، والـخــلاعــةُ سُـنَّــتــي |
وليـسـوا بقـوْمـي مـــا استـعَـابـوا تهـتُّـكـي،فأبْـدَوا قِلـىً ، واستحسـنـوا فـيـكِ جفـوتـي |
وأهلـيَ ، فـي ديـنِ الـهـوى ، أهـلـهُ ، وقــدْرَضُــوا لــيَ عــاري ، واستطـابـوا فضيحـتـي |
فـمـن شــاء فليغـضـب ، سِــواكِ ، ولا أذىً،إذا رَضِــيَـــتْ عــنَّـــي كِـــــرَامُ عـشـيــرَتــي |
وإنْ فــتــنَ الـنُّــســاكِ بــعـــضُ مـحــاســنٍلــديــكِ ، فــكــلٌّ مــنــكِ مــوضــعُ فِـتـنـتــي |
ومـا احتـرتُ ، حتَّـى اختـرتُ حُبِّيـكِ مَذهبـاً،فواحيـرتـي ، إنْ لــمْ تـكــنْ فـيــكِ خـيـرتـي |
فقالـتْ : هـوَى غيـري قـصـدتَ ، ودونــهُ اقْتـصــدتَ ، عـمـيّـاً ، عـــنْ ســـواءِ مَحـجّـتـي |
وغــرّكَ ، حـتـى قـلـتَ مــا قُـلــتَ ، لابـســاًبــهِ شَـيْــنَ مَـيْــنٍ ، لَـبْــسُ نـفــسٍ تـمـنَّـتِ |
وفـــي أنـفــسِ الأوطـــارِ أمْـسَـيْـتَ طـامـعـاًبــنــفــسٍ تـــعـــدَّت طَـــورَهَـــا ، فــتــعــدّتِ |
وكـيــفَ بـحُـبّـى ، وهــــوَ أحــســنُ خــلــةٍ،تــفــوزُ بــدعــوى ، وهــــيَ أقــبَـــحُ خــلَّـــةِ |
وأيــنَ الـسُّـهَـى مِـــنْ أكْـمَــهٍ عـــن مُـــرَادِهِسَـهَــا ، عَـمَـهــاً ، لــكــنْ أمـانـيــكَ غــــرَّتِ |
فـقـمــتَ مـقـامــاً حُـــــطَّ قـــــدرُكَ دونَـــــهُ،عـلـى قــدمٍ ، عـــن حـظِّـهـا ، مـــا تـخـطَّـتِ |
ورُمــــتَ مَــرامــاً ، دونــــهُ كــــم تـطـاوَلــتْ،بِـأعـنـاقِـهــا ، قــــــومٌ إلـــيــــهِ ، فـــجُــــذَّت |
أتـيــتَ بُـيـوتـاً لـــم تــنــلْ مــــن ظـهُـورهَــا،وأبـوابُـهـا ، عــــن قــــرْعِ مـثـلِــكَ ، سُــــدَّتِ |
وبــيــنَ يَــــدَِي نــجْــوَاكَ قــدَّمــتَ زخــرُفــاً،تـــــرومُ بــــــهِ عِــــــزاً ، مَــرَامِــيــهِ عَــــــزَّتِ |
وجـئــتَ بــوَجْــهٍ أبــيــضٍ ، غــيــرَ مُـسـقِــطٍلِجـاهِـكَ فـــي دارَيْـــكَ ، خـاطِــبَ صَـفـوَتـي |
ولــو كـنـتَ بــي مــن نقـطـةِ الـبـاءِ خفـضـةً،رُفِــعَــتَ إلــــى مــــا لَــــمْ تـنـلــهُ بـحـيـلــةِ |
بـحـيــثُ تــــرى أن لا تــــرى مــــا عَــدَدتــهُ،وأنَّ الّـــــــذي أعْـــدَدتَــــهُ غـــيــــرُ عُـــــــدَّةِ |
ونـهــجُ سبـيـلـي وَاضِـــحٌ لَِـمَــنِ اهــتــدَى،ولـكـنَّـهــا الأهـــــواءُ عَـــمَّـــتْ ، فــأعْــمَــتِ |
وقـــدْ آنَ أنْ أُبْــــدِي هــــواكَ ، ومَــــنْ بــــهِضَـنــاكَ ، بـمــا يَـنـفــي إدِّعــــاكَ مَـحـبَّـتـي |
حـلـيــفُ غــــرامٍ أنــــتَ ، لــكــنْ بـنـفـسِـهِ،وإبْـقــاكَ ، وَصْـفــاً مـنــكَ ، بــعــضُ أدلَّــتــي |
فـلـمْ تهْـوَنـي ، مــا لــمْ تـكـنْ فــيَّ فـانـيـاً،ولــم تـفـنَ مـــا لا تُجْـتـلَـى فـيــكَ صـورتِــي |
فــدَعْ عـنـكَ دعـــوى الـحُــبِّ ، وادعُ لـغـيـرهِفــــؤادَكَ ، وادفــــعْ عــنــكَ غــيَّــكَ بـالَّــتــي |
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)