لأنَّهُ مِنَ التّرابِ جاءَ واقفاً
تقدّس الترابْ
تناثرَتْ دماؤُه على الذُّرا وغابْ
فحلقَتْ أكفُّنا تعانِقُ السّحابْ
وقالَ لي مُودِّعاً في مُنحنى العذابْ:
تجَسّدي قصيدةً من سوسنٍ..
تفتّحي كغابةٍ من نرجسٍ
في السَّهلِ والهضابْ
وعندما حاولتُ أن أضمَّهُ إلى دمي
وأغلقَ العيونَ والأهدابْ
سمعْتُ صوتَهُ مدوِّياً:
لا.. تبحثي عن موطني
فموطني الترابْ
جمعْتُ صوتَهُ المضيءَ في حقائبي
سافرْتُ ألفَ موسمٍ
رسمْتُ وجهَهُ تعويذةً
على مطالعِ الكتابْ
وألفَ ألفِ مرَّةٍ ظننْتُ.. أنني وجدْتُهُ
لكنني.. أدركْتُ
أنَّ كلَّ من ظننتُهُمْ (مُسافِري)
لم يرتقَوا لنارِهِ
وأنهم مرّوا على طريقِ دهشتي
كالظّلِّ والسّرابْ
وحينما ارتديتُ معطفَ السكونِ
وانكفأتُ نحوَ داخلي
وجدْتُهُ في خافقي مسوَّراً
بالشوقِ والرِّغابْ
لكنّه غافلَني مرفرفاً وفرَّ من دوائري
ذاك الذي حوَّلني بحبِّهِ قصيدةً
تصاغُ مفرداتُها من رعشةِ الهضابْ
وقال لي: صديقتي، لأنني من الترابِ جئتُ واقفاً
لأنني إلى الترابِ عدْتُ واقفاً
لن يكسرَ الترابْ
لن يكسرَ التّرابْ
رسالة الترحيب
ومــا كـنـت مـمـن يـدخـل العـشـق قلـبـه -
و لـكــن مـــن يـبـصـر جـفـونـك يـعـشــق .
بحث هذه المدونة الإلكترونية
29/08/2012
فاديا غيبور : لن يكسر التراب
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
التعليق