رسالة الترحيب



ومــا كـنـت مـمـن يـدخـل العـشـق قلـبـه -
و لـكــن مـــن يـبـصـر جـفـونـك يـعـشــق
.




بحث هذه المدونة الإلكترونية

11‏/10‏/2012

أحمد بخيت يَحْكِي لعينيكِ



 أحمد بخيت


يَحْكِي لعينيكِ

يَحكِي لعينيك – لو تدرينَ- ما يحكي
عاشَ الذي عاشَ في أيا مِ عينيكِ
صباحُ عينيكِ يا شَمسِي ويا قَمَري
يا ضِحْكَةَ الشوقِ في عينيِ التي تبكي
يومانِ للقلبِ :يومُ العِشقِ يَتبَعُُهُ
يومُ الحنينِ فواشوقي ليومَيْكِ
أسطورةُ القلبِ أن يأتي الشتاء غدا
في ماطرٍ دافئٍ في صَحو كفَّيكِ
لمَّا تَفَتَّحَ وردٌ في الزجاجِ هنا
عرفتُ أنَّ هُنا أَسْنَدتِ خَدَّيْكِ
أحكِي لِطاولةٍ – للآنَ – عاشقةٍ
عن غربتي فيكِ لا عن غُربتي عنك
كُنا افتقدنا يقينَ الحبِّ مِنْ زَمنٍ
حتى تَنَزَّهَ هذا الحبُّ عنْ شَكِّ
من آخرِ الأرضِ في المنفى يَظلُّ لنا
حلْمُ العصافير أنْ تأويْ إلى الأَيَكِ
الدمعُ أنثى غمامٍ في سَما رجلٍ
مُستغرقٌ فيكِ لا مُسْتوحشٌ مِنْكِ
ناديتِنِي مِنْ وراءِ البحرِ ظامئةً
أجابك”النيلُ” في جَنبيَّ لَبَّيْكِ

09‏/10‏/2012

ماتت الشجرة صالح جودت -


صالح جودت - مصر
 
واحسرتاهُ، ماتتِ الشجرهْ


وتساقطتْ في الظلّ مُحتضَره
أهديتِها لي بعد أنْ عبرتْ


ما بيننا أُحدوثةٌ عَطِره
عن قطّة بيضاءَ ناعمةٍ


عاشتْ بغاب كلُّه نَمِره
سُكّانُه ازدحمتْ مطامعُهم


فيها، وما كانوا بها بَرَره
لكنّها بجميل حِكمتِها


خرجتْ على الأطماع مُنتصره



****
وسمعتُ من شفتيكِ قصّتَها


والمُزن من عينيكِ مُنحدره
وفهمتُ ما في الرمز من سببٍ


إنَّ الرموز تُعَرِّف النَّكِره
ولمستُ كَبْتاً صامتاً عَرِماً


يرتجّ تحت نعومةِ البشرهْ
وعواطفاً عذراءَ حالمةً


وأنوثةً شمّاءَ مُدَّخَرهْ



****
وجرى بنا قَصَصٌ إلى قصصٍ


ومضى الحديثُ يكرّ كالبَكَره
حتى وقفنا عند مُفترَقٍ


أطرقتِ فيه حييّةً خَفِره
أُلقي السؤالَ إليكِ في حذرٍ


وإجابتاكِ الصمتُ والعَبَرهْ
مأساتُنا في العيش واحدةٌ


يا قطّتي، يا أجملَ الهِرَره!
في شرعة الغاباتِ، سيّدتي


يشقى التقاةُ ويسعد الفَجَرهْ



****
وهممتِ واقفةً، مُخَلِّفةً


قلباً يُواجه في الهوى قَدَره
وأردتُ أستبقيكِ من وَلَهي


فوددتِ، واستأذنتِ مُعتذره
ومددتِ نحو فمي يداً ظمئتْ


لحلاوة القبلاتِ مُنتظره
فلثمتُها، ولو اتّقى خجلي


ضعفي إليكِ، لثمتُها عَشَره



****
أهديتِ لي من بعدها الشجرهْ


فينانةً مُخْضلَّةً خَضِره
وقبلتُها وأنا أحسُّ بما


في لُبِّها من لُعبة خطره
وهمستِ لي: أَحسنْ رعايتَها


وتَولَّها بأنامل حذره
واسهرْ عليها، فَهْيَ غانيةٌ


من عاشقات الظلّ في الحُجُره
واللهُ يشهد، كم نزلتُ على


همسِ الجمال وكلِّ ما أمره
ونفضتُ عنها التُربَ مُنتثراً


وثنيتُ عنها الريحَ مُعتكره
وذببتُ عنها الطيرَ عابثةً


ورددتُ عنها الشمسَ مُستعِره
إلا فَراشاتٍ مُلَوَّنةً


هفهافةً ورديّةَ الوبره
حامتْ عليها تنثني طَرَباً


وتراقصتْ نشوانةً سَكِره
وتخايلتْ باللون حاليةً


وتحايلتْ بالضعف مُؤتزِره
فنسيتُ من وَلَهي برونقها


أنَّ الفَراشة أصلُها حَشَره
راحتْ تدغدغ في رقائقها


وتمسّها في شِرَّة وشَرَه
وتمصّ ماءَ الجذع واغلةً


وتميل نحو الجذر مُعتصره
وأنا لجهلي، لا أُحسّ بما


يجني الفَراشُ فأتّقي خطره
كم من نفوس ترتدي كذباً


ثوبَ الضعيفةِ وهي مُقتدره
أكلتْ نضارتَها، فما تركتْ


إلا قشوراً هشَّةً نَخِره



****
واحسرتاه، ماتتِ الشجره


وتساقطتْ أوراقُها النضره
من يومها، ما جاءني نبأٌ


عن قطّتي والغاب والنَّمِره
الفألُ، ويحَ الفألِ، يُغرقني


بهواجس مُسْوَدَّةٍ عَكِره
تُوحي بأنَّ مدى حكايتِها


أكذوبةٌ في الحبّ مُبتكرَه
وتقول لي: تَخِذتْكَ أُلهيةً


بشُجيرة كتمائم السَّحَره
ماتتْ، وكانتْ غيرَ مُثمرةٍ


واهاً لغرس ما له ثمره
وتُضيف: أَقْصِرْ فَهْيَ ناسيةٌ


هل قطّةٌ للعهد مُدَّكره؟
هي قطّة، كبنات جِلدتها


وقلوبُهنَّ ثعالبٌ مَكِره



****
تقسو عليكِ هواجسي، وأنا


أحيا بنفس نصفِ مُنشطره
تقسو عليكِ، فهل أُصدِّقها؟


أم أنَّها كذّابةٌ أَشِره
سيقول عنّا الناسُ في غدنا


بقي الأسيرُ، وراح مَنْ أسره
فأقول: ضاعتْ خبرتي بدداً


وأَضلُّ أهلِ الحبّ من خَبِره
فيمَ انتظاري وَهْمَ عودتها؟


مات الهوى.. مذ ماتتِ الشجرهْ!
 

08‏/10‏/2012

محمد التهامى..منقول

استعرض الموضوع التالي اذهب الى الأسفل

محمد التهامى



من مواليد محافظ المنوفية في 10 فبراير عام 1920م
حصل على ليسانس القانون والإقتصاد. كلية الحقوق. جامعة الإسكندرية( فاروق الأول) عام 1947
تقلد العديد من المناصب منها: مدير تحرير جريدة الجمهورية - مدير إدارة الإعلام بالجامعة العربية * رئيس مكتب الجامعة العربية في أسبانيا - مستشار الجامعة - عضو لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة – عضو المجالس القومية المتخصصة – عضو مجلس إدارة اتحاد الكتاب – رئيس جمعية الأدباء.
تدرس العديد من قصائده في المدارس في الوطن العربي. من قديمٍ ألِفتُ هذي الحكايـهْ
طولَ عمري فقد نسيتُ البِدايهْ
بين قَتْلِى ومولـدي مُفْزِعـاتٌ
هن عمري ومسرحي والروايهْ
تَخْلِطُ الموتَ بالحيـاةِ ففيهـا
ليس للعمر مُبْتَـدى أو نهايـهْ
تارةٌ يسبقُ الفنـاءُ وجـودي
قبل نَبْضِ الحياة تسعى الجِنايهْ
طالما شُقَّت البطونُ الحبَالـى


فانتهت مُضْغَةٌ وصارت نُفايـهْ
أو هوَىَ المهد فاستُرِدَّت حياةٌ
ما لها بالحيـاةِ أدْنـى دِرايـهْ
أو عَوى مدفعٌ فطارت رءوسٌ
خندقت حولنا تصـدُّ الرمايـهْ

أصبح القتلُ في حياتي طريقًـا

ورفيقًا على الطريـق وغايـهْ
صار اسمي إذا ذُكِرتُ بـأرضٍ
عن قتيلٍ بغيـر ذنْـبٍ كنايـهْ
حلَّ ذَبْحِي لكل مَنْ كان حتـى
بالغوا فيـه حِرْفَـةً وهِوايـهْ
غار أهْلي من العـدا فتَبَـارَوْا
ثم صاروا أشدَّ منهـم نِكايـهْ
وزَّع القتلَ في المخيـم رهـطٌ
كان في وَهْمِنا رسولَ العنايـهْ
يَفْجَعُ القتلُ إن رَمَتْـهُ يميـنٌ
كنت في حضنها نشدْتُ الرعايهْ
قد قصدنا حماهُـمُ ليـت أنَّـا

عربدَ الغولُ حين أُوهـم أنَّـا
قد فقدنـا غِطاءنـا والوِقايـهْ
وتولَّى مـن راحتينـا سـلاحٌ
وزَّعتْه الرياحُ في كـل غَايـهْ
وغدونـا لكـل غـاوٍ متاعًـا
يبتغيـه ويستَطِيـبُ الغِوايـهْ
فانبرى يزعـم الولايـة فينـا
حاسبًا أن يُدِيَر فينا الوصايـهْ
فإذا العزمُ شامخٌ فـي حمانـا
ولـه وَحْـدَه تعـزُّ الولايـهْ
ذلك الكائنُ العجيـب لشعـب
قد بنَتْهُ الخطوب أعْتَى بنايـهْ
كل طفل وطفلة فيـه صَخْـرٌ
مَنْبِتٌ في ذُرا فلسطيـنَ رايـهْ

* * *

رُوِّعَ الغولُ حيـن أدرك فينـا
لكثير مـن الأعاجيـبِ آيـهْ
نحن والقَتْل كالمحبيـن ذابَـا
في غـرام ولوعـةٍ وشِكايـهْ
قد تمـادى لقاؤُنـا فائتلفنـا
لا عزولٌ يصدُّنـا أو وِشايـهْ
كم سَعَى بيننـا سُعَـاةٌ كِثَـارٌ
ثم ولت ولـم تُعَقِّـبْ سِعايـهْ
إن ضللنا لقاءنا بعـض يَـوْمٍ
عاودتنـا فجمَّعَتنـا الهِدايـهْ

* * *

فانظروا فالحياة والموت فينـا
واحد، واشهدوا، كفاكم عمايهْ
ليس من مات راحلاً بل مقيمًا
مثل من عاش يستحث النهايهْ
كائنٌ قد تحـارُ فيـه البَرايَـا
صامدٌ خالـد يعيـد الحكايـهْ
قد أذهلَ الهَوْلَ أننـا لا نـراه
بل نرى فيه ما استحق الزرايهْ
حَيَّر الغولَ أننـا قـد كشفنـا
أن هذا العواء بعض الدعايـهْ
أنبتَ القهرُ مخلبًا فـي يدينـا
وسقى الناب بالسموم سِقايـهْ
لنذيـقَ البعيـدَ عنـا عذابًـا
ونُرَبِّى القريـبَ منـا رِبَايـهْ
قد أكلنا لحومهم حيـن جعنـا
عَطَّلً الشَّرْعُ في المجاعات آيهْ
وسحقنـا عظامهـم وحفظْنَـا
ها لنلقى لَدَى الحصارِ الكفايهْ
ذاك بَعضٌ من الـذي قَدَّمُـوه
فعَلَى مَنْ جَنَى نَـرُدُّ الجِنايـهْ
ونعيشُ الحياةَ طولاً وعرضًـا
ليتم الرجوعُ هَـذى الروايـهْ






*







*



















فلسطين

| ان الذي زيفوة كله كذب
مالليهود بدار اهلها عرب ؟
ولو بنو فوقها الاطواد شامخه
واسكنوا في حماها كل من جلبوا
ولو تعاون في اسكانهم دول
وقدموا لهم كل الذي طلبوا
ففي غد نشعل النيران ضارية
وهم وما شيدوه فوقها حطب
هذي فلسطين دار العرب مابقيت
مابارحوا ارضها يوما وما ذهبوا
هم يعرفون
وماهذي بخافية
ان الذي سلبوه ليس يستلب
هل يسرق الناس اوطانا برمتها ؟
هل كل ماخلف الاجيال يغتصب؟
هل يجذبون الثرى من تحت ارجلنا
جذبا ؟
وهل ارضنا ترضى فتنجذب ؟
هل يهدمون لشعب كل عالمه
مما بنته له الاجيال
والحقب هل يصدقون؟
وهل في الطوق مازعموا ؟
والله قد كذبوا والله قد كذبوا
هم عائدون فولوا عن مرابعهم
قد اب للدار من عنها قد اغتربوا
هم عائدون فزولوا عن اماكنكم
فالارض من تحتكم تغلي وتضطرب

حمد التهامي ( - ) شاعر ومستشار. درس القانون، وتخرج في كلية الحقوق جامعة الإسكندرية سنة 1947م. اشتغل بالمحاماة والصحافة والإعلام، وكانت هوايته الشعر.
عمل مديرًا لتحرير جريدة الجمهورية، فمديرًا للإعلام بالأمانة العامة للجامعة العربية، فرئيسًا لمكتب الجامعة بأسبانيا، فمستشارًا بالجامعة العربية.
عضو بالمجالس القومية المتخصصة للثقافة والإعلام، عضو مجلس إدارة اتحاد الكتاب، سكرتير عام جمعية الأدباء، عضو إدارة جمعية الشبان المسلمين، رئيس تحرير مجلة رسالة الإسلام، عضو لجنة الثقافة باتحاد الإذاعة والتلفزيون.
له ستة دواوين: "أغنيات لعشاق الوطن"، "أشواق عربية"، "أنا مسلم"، "يا إلهي"، "دماء العروبة على جدران الكويت"، و"رحيق العمر". وتحت الطبع ديوان "أغاني العاشقين".
له كتابان: "جامعة الشعوب العربية والإسلامية"، و"أنوار لا تغيب" وهو عن الإمام النورسي.
تدرس العديد من قصائده في المدارس في الوطن العربي، وشارك في العديد من مؤتمرات ومهرجانات الشعر في البلاد العربية والخارج.
نال الميدالية الذهبية لأحسن شعر في معركة بور سيعد سنة 1956م، كما نال جائزة الشعر القومي من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب سنة 1962م، ونال جائزة الدولة التقديرية في الآداب والشعر سنة 19991م، ونال جائزة الملك الحسن الثاني ملك المغرب (المسجد الكبير) سنة 1993م.
يحمل وسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى، كما يحمل وسام بدرجة "فارس" من الحكومة الأسبانية.

محمد التهامي صاحب شعار "أنا مسلم"

لم يترك محمد التهامي مناسبة إسلامية إلا وقال فيها شعرا. كتب عن المولد النبوي الشريف وليلة القدر، والهجرة، والإسراء والمعراج، والصيام والجهاد في سبيل الله، وكتب أيضا عن العروبة ودعا للوحدة بين العرب ورفع شعاراً يجب علينا أن نرفعه معه، ونردده بكل فخر واعتزاز هو “أنا مسلم”. تمسك التهامي بالشعر العمودي وظل مخلصا وفيا له، ملتزما بقواعده التي حددها صاحب علم العروض الخليل بن احمد الفراهيدي. شارك في محافل الشعر على امتداد الوطن العربي والعالم الإسلامي وصادفت قصائده ترحيبا كبيرا من جمهور الحاضرين والمستمعين وأضفى عليها إلقاؤه البديع جمالا وبيانا. محمد التهامي سيد أحمد.. ولد في 10 فبراير/ شباط 1920 بمحافظة المنوفية حصل على ليسانس الحقوق سنة 1946 من جامعة الاسكندرية (فاروق الأول). عمل بالمحاماة والصحافة. بدأ عمله الصحافي في الأربعينات، والتحق بجريدة الجمهورية من 53 الى 1958 ثم عين مستشارا إعلاميا للجامعة العربية ومشرفا على الإعلام بها. وعضوا بالمجالس القومية المتخصصة، وعضوا بلجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة. تم انتخابه عضوا بمجلس إدارة اتحاد الكتاب وسكرتيرا ورئيسا لجمعية الأدباء. حصل على جائزة الدولة التقديرية سنة 1990 وجائزة مجلس الفنون والآداب للشعر القومي 1961 وميدالية الشعر بعد معركة بورسعيد سنة 1956. تم تكريمه في العديد من الدول العربية والإسلامية والأوروبية منها إسبانيا وباكستان. شارك في العديد من مهرجانات الشعر في البلاد العربية ومنها سوريا والجزائر. من دواوينه “أنا مسلم، أغنيات لعشاق الوطن، أشواق عربية، تسابيح، أسرار الوجدان”. في مؤتمر للشعر بمدينة غزة عام 1966 طلب منه الشباب هناك إلقاء قصيدة كتبها عن فلسطين يقول فيها: إن الذي زيفوه كله كذب ما لليهود بدار أهلها عرب ويقول عن العروبة: بني العروبة هذا يوم وحدتكم فلا تقولوا غدا قد لا يجيء غد ويقول في قصيدته التي تحمل عنوان “أنا مسلم” وأنشدها في حفل وزارة الأوقاف بمناسبة المولد النبوي الشريف: إن قال داعي الحق من يتقدم فأنا الحقيقة كلها: أنا مسلم ومعلمي في العالمين محمد صلى عليه الأنبياء وسلموا وتخيروه لهم إماما صادقا لما اصطفاه لنا الإله الأعظم رسالة الحق

ويواصل الشاعر حديثه عن رسالة الإسلام التي آمن بها الناس في كل مكان: فطووا رسالات لهم وتزاحموا حول النبي وبايعوه وأسلموا شهدوا وهم خير الأنام لديننا وبأنه نهج الحياة الأقوم ويصور الشاعر نكبة فلسطين وكفاح شعبها وبسالة أطفالها الذين يقاومون رصاص الاحتلال بالحجارة: من شاءها حربا فنحن جنودها حتى يثوب المعتدون ويندموا هذي فلسطين الأبية ما وهت يوما وإن غطى شوامخها الدم إن قلّ في يدها السلاح تسارعت أطفالها بلظى الجارة تَرجُمُ قال عنه الدكتور شوقي ضيف أستاذ الأدب العربي ورئيس المجمع اللغوي: إنه شاعر يؤمن بالعروبة والوحدة الإسلامية وهي عنده عقيدة وشريعة وهو يحسن استخدام موسيقا الشعر العربي بأوزانها وقوافيها. يقول في قصيدة بعنوان (من المخيم) وهي على لسان كل مواطن فلسطيني: اصبح القتل في حياتي طريقا ورفيقا على الطريق وغاية نحن والقتل كالمحبين ذابا في غرام ولوعة وشكاية فضائل الإسلام

يتحدث الشاعر عن فضائل الإسلام وقيمه النبيلة السامية فيقول: إنا عباد الله ملء قلوبنا طه وموسى والمسيح ومريم وجميع أصحاب الكتاب طلائع منا على النهج القويم تقدموا فالكلمة البيضاء كل دعائنا والله يهدي من يشاءُ ويرحم وبلادنا دار الجميع فكلهم متقلب في خيرها يتنعم يقول عنه الناقد الأدبي عبد الفتاح البارودي إنه يلتزم بقواعد علم العروض ليس القواعد الأساسية فقط بل الفرعية أيضا. يقول عن الجهاد في سبيل الله: يا نائما إن الجهاد فريضة فوق الفرائض كلها تتسامى إن صمت أو صليت غير مجاهد فُتّ الصلاة وما كسبت صياما ويتحدث الشاعر في قصيدة أخرى عن أحوال الأمة الإسلامية فيقول: صرنا ضحايا لجهل بات يغرقنا والجهل يقتل في الدنيا ضحاياه والحق أثمن ما يسمو الوجود به ونحن في سفه الجهال بعناهُ طال الظلام ولم نسأل لغفلتنا عن الضياء كأنا قد نسيناه كأننا ورياح اليأس تدفعنا نكاد نسبقها شوقا لنلقاه قف يا زمان

وفي قصيدة بعنوان (صرخة) عن ماضي الأمة الإسلامية ومجد الآباء والأجداد ينادي بأعلى صوته لاستعادة هذا المجد: قف يا زمان إلام أنت تدور فتمر أعوام بنا ودهور حتام تأتينا بكل جديدة كالسابقات وما بها تغيير أتدور بالدنيا فترفع أهلها وتفوت شعبا بالعلاء جدير فنسيت أنك ناشئ في مهدنا والمجد كان لنا وأنت صغير يضم ديوان (أنا مسلم) 18 قصيدة تتحدث عن القدس وصاحب الشريعة الغراء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في رحاب الحسين، تسابيح، المثل الأعلى، داعي الجهاد، أزهار وأشواك، صرخة، الهدى والضلال، في نور الصيام. وفي مؤتمر للشباب عقد بمدينة حلب السورية سنة 1950 تحدث الشاعر عن القومية العربية ودعا لها في هذا الوقت المبكر من حياته: يا حادي الركب قد أنزلتنا حلبا ألق الزمام فقد أبلغتنا الأربا هذي معالمها قد هزت جوانحنا فاجنح إليها وقبّل ارضها طربا يا دار إنا بنوك منذ ما حملت طيات أرضك أجدادا لنا عربا قال عنه الناقد د. محمد عبد المنعم خفاجي: إن إبداع التهامي يكمن في قدرته على التأليف بين المشهد والصورة واللحن الجمالي في نطاق مرسوم من الخيال والتجربة ومن العقل والوجدان واستلهام الذكريات. ليلة القدر

كتب عن ليلة القدر التي أنزل فيها القرآن الكريم على النبي صلى الله عليه وسلم وهي في وزنها وقدرها خير من ألف شهر وفيها أيضا تجاب دعوات وحاجات السائلين من عباد الله المؤمنين: بكل الشوق في قلبي طرقت الباب يا ربي يسيل الطهر في دمعي ليغسل صدقه ذنبي سألت الله أن يهدي إلينا نعمة الحب قال الأديب ثروت أباظة عن الشاعر محمد التهامي إنه شاعر إسلامي عظيم من الطبقة الأولى بين الشعراء. كتب التهامي إلى جانب كتاباته عن العروبة والإسلام في أغراض الشعر الأخرى في الوطنية والطبيعة والوجدانيات. يقول في قصيدة بعنوان (الشاعر): أتعرف بغية الشاعر ربيع ولكن بلا آخر يعيش يغني لهذا الربيع ويصدح في أبله الزاهر ويقول في قصيدة أخرى بعنوان (مناجاة) وهي من أجمل ما كتب الشاعر وتتحدث عن حب الآباء للأبناء: أنا قادم لك يا بني وحق طهرك لا تنم لا تحرمنّ أباك من فمك الشهي إذا ابتسم



نداءاقبال ووحده المسلمين شعر الاستاذ محمد التهامى


إقبال شعرك خالد لم ينفد فاصدح وهز المسلمين وردد
إن الذين تعبت في إيقاظهم
ظلوا على نوم بسمع موصدِ

كم رحت ترشدهم وغاب رشادهم
لم يدركوا معنى نداء المرشد
أعد النشيد لعلهم في مرة
يوما يهزهم غناء المنشدِ
قل للموحد في ديانة مسلم
ويل له إن عاش غير موحدِ

فالقبلة الغراء تجمع وجهنا
وتلم شمل القائم المتعبد
من حاد عن صف الجماعة بيننا
فكأنه لإلهه لم يسجد
الدين يجمعنا ونحن نرده
ونعيش بين مبدد ومبدد

وتشيع أسباب العداوة بيننا
كالتائهين على الطريق المهتدي
أعداؤنا ساقوا علينا أهلنا
وتخيروا من بيننا من يعتدي
جمعوا الوقود وهيأونا فوقه
ورموا الى يدنا فتيل الموقد
فعلا اللهيب وفزعت أوطاننا
وتصادمت تحت الظلام الأسود

من قال انا الوارثون لامة
أضواؤها غلبت ضياء الفرقد

رفعت لواء النور في كبد الدجى
فانجاب ليل ظلامه لم يصمد
وتدفق الإيمان من اعماقها
فانداح فوق الكون نور محمد
وهوى جميع الظالمين كأنهم
جاءوا إلى ساح الفناء بموعد
مازال هذا النور ينظر نحونا
فلعل في الأحفاد من لم يرقد
يضوي.. يؤرقنا .. يهز نعاسنا
يرمي شواظ النار فوق المرقد

لم يكفنا منه نذير واحد
فأتى النذير بوابل متعدد

يشتد في الأقصى .. يهز بناءه
يطوي بساط الأرض تحت المسجد
ويشد حر ترابنا من تحتنا
لنعيش إن عشنا حياة مشرد
دقت رياح الهول فوق رؤسنا
بمطارق تغري عَصيَّ الجملد
ورؤوسنا بضلالها مفتونة
وكأنها نسيت شريعة أحمد
النور وهو النور في أعماقنا
قد ضاع بين مهاتر ومعربد
فمتى يعود التائهون لبرهم
فالبر عن آفاقنا لم يَبُعدِ
الله يعصمنا إذا لذنا به
في توبة تمحو ذنوب المفسد
والله غفار الذنوب جميعها
إن ظل صاحبها بقلب موحد
فتوحدوا في الله يحمي صفكم
ويرد عنكم صولة المستعبد
لا ترهبوا أعوانه وسلاحه
مهما أتى من مبرق أو مرعد
فالله فوق العالمين جلاله
سبحانه من قاهر متفرد
يحمي العباد إذا توحد جمعهم

في عصبة ويَدٌ تـَـشُدُّ على يد
فتقدموا والله فوق صفوفكم
يرمي فيعصف بالغشوم المعتدي
وثقوا بنصر الله واشتدوا له

فالنصر ليس غنيمة المتردد
لم يبق شيء نستشار لأجله
جاز التبجح طاقة المتجلد
مسرى رسول الله هز كيانه
ومشى بساحته ذئاب المعبد



1. ربيعُ بلا آخِرِ للشاعر ُ



: ُ



أتعرفُ مابُغيةُ الشاعر؟......ربيعُ ولكن بِلا آخِرِ
يعيشُ يُغنى لهذا الربيعِ ......ويصدحُ فى أيكهِ الزاهِرِ
يُغنى لدى صُبحه للضياءِ .....ويشدو لدى نجمِهِ الساهرِ
وتسحرهُ همساتُ النسيم ......فيقبسُ من فيضِهِ العاطرِ
ويعشقُ عِطر الزهورِ الحسانِ.....ويهتف بالنغمِ الساحِرِ
ربيعُ ينابِيعُهُ فى القلوبِ ......وأنوارُهُ من سنى الخاطِرِ
وأزهارُهُ مِن خفايا النفوس ......إذا نعمِت بالرضا الغامرِ
وفى عِطِره مِن معانى السعادةِ .....ما فاض مِن قلبنا الطاهِرِ
ربيعُ يفُكُ قُيود الوجودِ ....... ويصمُد للزمنِ القاهِرِ
ويبقى وتفنى السنونُ الطوالُ .....ويخلدُ فى حُسنهِ الباهِرِ
ولكن..وكيف؟ وهذى الحياةُ ......تضيقُ بكل مُنى زاخِرِ !!

-------------------------------------------

قصيدة نيلنا العظيم


طف بالرمال واحيها يا نيل :. ما أنت يا سر الحياة بخيل
وانثر بها القبل العذاب على الثرى :. يبعث مواتا فوقها التقبيل
أجراك ربك بالحياة وطالما:. نبتت حياة الناس حيث تسيل
وحباك قدرة صانع هذا الثري:. فمضت يمينك للجبال تهيل
فاذا بها وهي الشوامخ تنحني:.واذا بها في راحتيك سهول
واذا الصحاري القفر تفتح صدرها :. وتصول انت بصدرها وتجول
وتحيلها وهي العبوس بشاشة:.خضراء يقطر ريقها المعسول
وجرى النماء وراء خطوك ما استوى:.يمضي وان مال المسير يميل
أبدعت حين بنيتها مزدانة:.ما فاتك التزيين والتجميل
والناس حولك قد ملكت نفوسهم :. وتحيرت فيما صنعت عقول
واليوم حين رأيت شعبك قد غدا :. حرا وأشرق فجره المأمول
لم ترض ان يحيا بأرضك اهلها :. والخير في يدهم هناك ضئيل
فخفضت رأسك في سمو بالغ :. للسد يحفظ مائنا ويحول
ويسيل خيرك كله في ارضنا :. ما ذاك يا سر الحياة قليل


رحم الله شاعرنا الاسلامى الرائع محمد التهامى