رسالة الترحيب



ومــا كـنـت مـمـن يـدخـل العـشـق قلـبـه -
و لـكــن مـــن يـبـصـر جـفـونـك يـعـشــق
.




بحث هذه المدونة الإلكترونية

05‏/05‏/2011

أغنية حب الكلمات نازك الملائكة


أغنية حب الكلمات
نازك الملائكة
فيمَ نخشَى الكلماتْ
وهي أحياناً أكُُفٌّ من ورودِ
بارداتِ العِطْرِ مرّتْ عذْبةً فوق خدودِ
وهي أحياناً كؤوسٌ من رحيقٍ مُنْعِشِ
رشَفَتْها، ذاتَ صيفٍ، شَفةٌ في عَطَشِ؟
فيم نخشى الكلماتْ؟
إنّ منها كلماتٍ هي أجراسٌ خفيّهْ
رَجعُها يُعلِن من أعمارنا المنفعلاتْ
فترةً مسحورةَ الفجرِ سخيّهْ
قَطَرَتْ حسّا وحبّاً وحياةْ
فلماذا نحنُ نخشى الكلماتْ؟
نحنُ لُذْنا بالسكونِ
وصمتنا، لم نشأ أن تكشف السرَّ الشِّفاهُ
وحَسِبنا أنّ في الألفاظ غولاً لا نراهُ
قابعاً تُخْبئُهُ الأحرُفُ عن سَمْع القرونِ
نحنُ كبّلنا الحروف الظامئهْ
لم نَدَعْها تفرشُ الليلَ لنا
مِسْنداً يقطُرُ موسيقَى وعِطْراً ومُنَى
وكؤوساً دافئهْ
فيم نخشى الكلماتْ؟
إنها بابُ هَوىً خلفيّةٌ ينْفُذُ منها
غَدُنا المُبهَمُ فلنرفعْ ستارَ الصمتِ عنها
إنها نافذةٌ ضوئيّةٌ منها يُطِلّ
ما كتمناهُ وغلّفناهُ في أعماقنا
مِن أمانينا ومن أشواقنا
فمتى يكتشفُ الصمتُ المملُّ
أنّنا عُدْنا نُحبّ الكلماتْ؟
ولماذا نحن نخشَى الكلماتْ
الصديقاتِ التي تأتي إلينا
من مَدَى أعماقنا دافئةَ الأحرُفِ ثَرّهْ؟
إنها تَفجؤنا، في غَفْلةٍ من شفتينا
وتغنّينا فتنثالُ علينا ألفُ فكرهْ
من حياةٍ خِصْبة الآفاقِ نَضْرهْ
رَقَدَتْ فينا ولم تَدْرِ الحياةْ
وغداً تُلْقي بها بين يدينا
الصديقاتُ الحريصاتُ علينا، الكلماتْ
فلماذا لا نحبّ الكلماتْ؟
فيمَ نخشى الكلماتْ؟
إنّ منها كلماتٍ مُخْمليات العُذوبَهْ
قَبَسَتْ أحرفُها دِفْءَ المُنى من شَفَتين
إنّ منها أُخَراً جَذْلى طَروبهْ
عَبرَت ورديّةَ الأفراح سَكْرى المُقْلتين
كَلِماتٌ شاعريّاتٌ، طريّهْ
أقبلتْ تلمُسُ خَدّينا، حروفُ
نامَ في أصدائها لونٌ غنيّ وحفيفُ
وحماساتٌ وأشواقٌ خفيّهْ
فيمَ نخشى الكلماتْ؟
إن تكنْ أشواكها بالأمسِ يوماً جرَحتْنا
فلقد لفّتْ ذراعَيْها على أعناقنا
وأراقتْ عِطْرَها الحُلوَ على أشواقنا
إن تكن أحرفُها قد وَخَزَتْنا
وَلَوَتْ أعناقَها عنّا ولم تَعْطِفْ علينا
فلكم أبقت وعوداً في يَدَينا
وغداً تغمُرُنا عِطْراً وورداً وحياةْ
آهِ فاملأ كأسَتيْنا كلِماتْ
في غدٍ نبني لنا عُشّ رؤىً من كلماتْ
سامقاً يعترش اللبلابُ في أحرُفِهِ
سنُذيبُ الشِّعْرَ في زُخْرُفِهِ
وسنَرْوي زهرَهُ بالكلماتْ
وسنَبْني شُرْفةً للعطْرِ والوردِ الخجولِ
ولها أعمدةٌ من كلماتْ
وممرّاً بارداً يسْبَحُ في ظلٍّ ظليلِ
حَرَسَتْهُ الكلماتْ
عُمْرُنا نحنُ نذرناهُ صل
اةْ

لمرهم العجيب أحمد مطر


المرهم العجيب
استمع

Divider

بلادُ العُـرْبِ مُعجـزةٌ إلهيّـهْ
نَعَـمْ واللّـهِ.. مُعجـزةٌ إلهيّـهْ.
فَهـل شيءٌ سـوى الإعجـازِ يَجعَـلُ مَيْتَـةً حَيَّـهْ؟!
وهل مِن غَيـرهِ تَبدو بِجَـوْفِ الأرضِ أقـنيهٌ فضائيّهْ؟!
وَهَل مِن دُونِـهِ يَنمو جَنينُ الفكـر والإبـداعِ في أحشـاءِ أُميَّـهْ
أجَلْ واللّهِ.. مُعجِـزَةٌ
لَها في الأرضِ أجهـزَةٌ
تُحَمِّصُـها وتخلِطُها بأحْرُفِنـا الهجائية
وتَطحنُها وتَمزجُها بألفاظٍ هُلامـيّـةْ
وَتَعجنُها بفَذْلَكَـةٍ كلاميّهْ
وَتَصنعُ من عـجـيـنـتِـهـا
مَراهِمَ تجعلُ الأمراضَ صِحيّـةْ!
فإن دَهَنَتْ بِلادٌ ظَهْـرَها منها فَكُلُّ قضيَّـةٍ فيها بإذنَ اللّهِ مَقضِيَّـهْ!
وخُذْ ما شِئتَ مِن إعجازِ مَرهَمِنا:
عـُطاس النَّمْـلِ.. أشعارٌ حَداثيّـة!
عُواءُ الثعلبِ المزكومِ.. أغنيَةٌ شَبابيّهْ!
سِـبابُ العَبْدِ للخَلاّقِ.. تَنويرٌ
مُضاجَعَـةٌ على الأوراقِ.. حُرية!
جَلابيبٌ لِحَـدِّ الذَّقْـنِ
أذقانٌ لِحَـدِّ البَطْنِ
إمساكُ العَصا لِلجِـنِّ
دَفْـنُ الناسِ قَبْلَ الدَّفْـنِ
هذي كُلُّها صارتْ بفَضْلِ الدَّهْنِ
إيماناً وشَرعيّـهْ
وتلخيصاً لِما جاءتْ بهِ كُلُّ الرسـالاتِ السّماويَّهْ!
أجَلْ واللّهِ.. مُعجـزَةٌ فَحتّى الأمسِ
كانتْ عِفَّـةُ الأوراقِ بالإحراقِ مَحميّة!
وكانتْ عِندَنا الأقلامُ مَخصِيَّهْ!
وَحتّى الأمسِ
كُنّا نَلتَقي أذهانَنا سِـرّاً وَنَكتُمُ سِرَّنا هذا.. بِسـريَّهْ!
وكُنّا لو نَوَيْنا قَتْلَ بعضِ الوقتِ في تأليفِ أنفُسِنا تَشي بالنيَّةِ النيَّة
فَنُقتَلُ باسمِ نِيَّتِنا لأِسبابٍ جِنائيةْ
ونُقتَلُ مَرَّةً أخرى
إذا لم نَدفَعِ الدِيـة
نَعَـمْ.. كُنّـا وَلكِنّـا
غَدَوْنا، اليومَ، نُرضِعُ كُلَّ مَولودٍ (مُعَلَّقَةً) وَنَفطِمُهُ بـ(ألفيّهْ)!
بِفَضْلِ المَرْهَـمِ السّحريِّ
أمسَيْنا.. وأصبَحْنا فَألفَيْنا عَواصِمَنا.. وَقَد صارت ثقافية!!

أحمد مطر

Snowflakes

انحناء السنبلة أحمد مطر


انحناء السنبلة أحمد مطر

اضغط للاستماع

أنا من تراب وماء
خذوا حذركم أيها السابلة
خطاكم على جثتي نازلة
وصمتي سخاء
لأن التراب صميم البقاء
وأن الخطى زائلة
ولكن إذا ما حبستم بصدري الهواء
سلوا الأرض عن مبدأ الزلزلة
سلوا عن جنوني ضمير الشتاء
أنا الغيمة المثقلة
إذا أجهشت بالبكاء
فإن الصواعق في دمعها مرسلة
أجل إنني أنحني فاشهدوا ذلتي الباسلة
فلا تنحني الشمس إلا لتبلغ قلب السماء
ولا تنحني السنبلة
إذا لم تكن مثقلة
ولكنها ساعة الإنحناء
تواري بذور البقاء
فتخفي برحم الثرى ثورة مقبلة
أجل إنني أنحني تحت سيف العناء
ولكن صمتي هو الجلجلة
وذل انحنائي هو الكبرياء
لأني أبالغ في الإنحناء
لكي أزرع القنـبـلة

أحمد مطر (مخدرات


مخدرات

اضغط للاستماع

أنا ليس لي علم الحواة كي أخرج الجبل العظيم
من الحصاة
وأجر آلاف الفوارس
كالأرانب من بطون القبعات
أنا ليس لي علم
بتعبئة الشجاعة في القناني
أو فن تحويل الخروف الى حصان
أنا لست إلا شاعرا
أبصرت نار العار ناشبة بأرضية
الغفاة
فصرخت هبوا للنجاة
فإذا أفاقوا للحياة ستحتفي بهم
الحياة
و إذا تلاشت صرختي …وسط
الحرائق كالدخان
فلأن صرخة شاعر لا تبعث الروح
الطليقة في الرفاة
أنا شاعر حر أعاني
من حرقة الآباء أقتبس المعاني
و مداد أشعاري تقاطر من دموع
الأمهات

فمتى ستوحي بالهوى شفة الهوان
ومتى ستطلع وردة الآمال في
تلك الدواة
شعري عصارة عصركم
لا تطلبوا مني اصطناع المعجزات
أوطانكم رهن المنية
والبقية في حياة الصولجان
ورقابكم تحت السيوف
وحتفكم فوق اللسان
ودماؤكم تجري دراهم فوق أفخاذ
الغواني
وذواتكم سجادة لنعال أبناء
الذوات
هذي بذور حياتكم
واللافتات هي النبات
لا سوق عندي للأماني
روحوا اشتروا تلك البضاعة
من دكاكين الولاة
أنا لا أبيع مخدرات


أنشودة المطر بدر شاكر السياب


أنشودة المطر
بدر
شاكر السياب

اضغط للاستماع

عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحر
أو شرفتانِ راحَ ينأى عنهُما القمر
عيناكِ حين تبسمانِ تُورقُ الكروم
وترقصُ الأضواءُ.. كالأقمارِ في نهر
يرجُّهُ المجذافُ وَهْناً ساعةَ السحر...
كأنّما تنبُضُ في غوريهما النجوم

وتغرقان في ضبابٍ من أسىً شفيف
كالبحرِ سرَّحَ اليدينِ فوقَهُ المساء
دفءُ الشتاءِ فيه وارتعاشةُ الخريف
والموتُ والميلادُ والظلامُ والضياء
فتستفيقُ ملء روحي، رعشةُ البكاء
ونشوةٌ وحشيةٌ تعانق السماء
كنشوةِ الطفلِ إذا خاف من القمر

كأنَّ أقواسَ السحابِ تشربُ الغيوم..
وقطرةً فقطرةً تذوبُ في المطر...
وكركرَ الأطفالُ في عرائش الكروم
ودغدغت صمتَ العصافيرِ على الشجر
أنشودةُ المطر
مطر
مطر
مطر

تثاءبَ المساءُ والغيومُ ما تزال
تسحّ ما تسحّ من دموعها الثقال:
كأنّ طفلاً باتَ يهذي قبلَ أنْ ينام
بأنّ أمّه - التي أفاقَ منذ عام
فلم يجدْها، ثم حين لجَّ في السؤال
قالوا له: "بعد غدٍ تعود" -
لا بدّ أنْ تعود
وإنْ تهامسَ الرفاقُ أنّها هناك
في جانبِ التلِ تنامُ نومةَ اللحود،
تسفُّ من ترابها وتشربُ المطر
كأنّ صياداً حزيناً يجمعُ الشباك
ويلعنُ المياهَ والقدر
وينثرُ الغناء حيث يأفلُ القمر
مطر، مطر، المطر

أتعلمين أيَّ حزنٍ يبعثُ المطر؟
وكيف تنشجُ المزاريبُ إذا انهمر؟
وكيف يشعرُ الوحيدُ فيه بالضياع؟
بلا انتهاء_ كالدمِ المُراق، كالجياع كالحبّ كالأطفالِ كالموتى –
هو المطر
ومقلتاك بي تطيفان مع المطر
وعبرَ أمواجِ الخليجِ تمسحُ البروق
سواحلَ العراقِ
بالنجومِ والمحار،
كأنها تهمُّ بالشروق
فيسحبُ الليلُ عليها من دمٍ دثار

أصيحُ بالخيلج: "يا خليج
يا واهبَ اللؤلؤ والمحارِ والردى"
فيرجع الصدى كأنّهُ النشيج:
"يا خليج: يا واهب المحار والردى"

أكادُ أسمعُ العراقَ يذخرُ الرعود
ويخزنُ البروقَ في السهولِ والجبال
حتى إذا ما فضّ عنها ختمَها الرجال
لم تترك الرياحُ من ثمود
في الوادِ من أثر
أكادُ أسمعُ النخيلَ يشربُ المطر
وأسمعُ القرى تئنّ، والمهاجرين
يصارعون بالمجاذيفِ وبالقلوع
عواصفَ الخليجِ والرعود، منشدين
مطر.. مطر .. مطر
وفي العراقِ جوعٌ
وينثرُ الغلال فيه موسم الحصاد
لتشبعَ الغربانُ والجراد
وتطحن الشوان والحجر
رحىً تدورُ في الحقولِ… حولها بشر
مطر
مطر
مطر
وكم ذرفنا ليلةَ الرحيل من دموع
ثم اعتللنا - خوفَ أن نُلامَ - بالمطر
مطر
مطر
ومنذ أن كنّا صغاراً، كانت السماء
تغيمُ في الشتاء
ويهطلُ المطر
وكلّ عامٍ - حين يعشبُ الثرى- نجوع
ما مرَّ عامٌ والعراقُ ليسَ فيه جوع
مطر
مطر
مطر

في كلّ قطرةٍ من المطر
حمراءُ أو صفراءُ من أجنّة الزهر
وكلّ دمعةٍ من الجياعِ والعراة
وكلّ قطرةٍ تُراقُ من دمِ العبيد
فهي ابتسامٌ في انتظارِ مبسمٍ جديد
أو حلمةٌ تورّدتْ على فمِ الوليد
في عالمِ الغدِ الفتيّ واهبِ الحياة
مطر
مطر
مطر
سيعشبُ العراقُ بالمطر

أصيحُ بالخليج: "يا خليج..
يا واهبَ اللؤلؤ والمحار والردى"
فيرجع الصدى كأنه النشيج:
"يا خليج: يا واهب المحار والردى"

وينثرُ الخليجُ من هباته الكثار
على الرمال، رغوةَ الأجاج، والمحار
وما تبقى من عظام بائس غريق
من المهاجرين ظل يشرب الردى
من لجة الخليج والقرار
وفي العراق ألف أفعى تشرب الرحيق
من زهرة يرُبّها الفرات بالندى

وأسمعُ الصدى
يرنّ في الخليج:
مطر
مطر
مطر

في كل قطرةٍ من المطر
حمراءُ أو صفراءُ من أجنةِ الزهر
وكلّ دمعةٍ من الجياعِ والعراة
وكل قطرةٍ تُراق من دمِ العبيد
فهي ابتسامٌ في انتظارِ مبسمٍ جديد
أو حلمةٌ تورّدت على فمِ الوليد
في عالمِ الغدِ الفتي، واهبِ الحياة

ويهطلُ المطرُ

(التفعيلة: مستفعلن)

لمسيح بعد الصلب ...بدر شاكر السياب



لمسيح بعد الصلب
بعدما أنزلوني ، سمعت الرياح
في نواح طويل تسف النحيل
و الخطى وهي تنأى . إذن فالجراح
و الصليب الذي سمروني عليه طوال الأصيل
لم تمتني . و أنصت : كان العويل
يعبر السهل بيني و بين المدينه
مثل حبل يشد السفينه
وهي تهوي إلى القاع . كان النواح
مثل خيط من النور بين الصباح
.و الدجى ، في سماء الشتاء الحزينه
.ثم تغفو ، على ما تحس ، المدينه

حينما يزهر التوت و البرتقال
حين تمتد جيكور حتى حدود الخيال
حين تخضر عشباً يغني شذاها
،و الشموس التي أرضعتها سناها
،حين يخضر حتى دجاها
.يلمس الدفء قلبي ، فيجري دمي في ثراها
قلبي الشمس إذا تنبض الشمس نورا
،قلبي الأرض ، تنبض قمحا ، و زهرا ، وماء نميرا
قلبي الماء ، قلبي هو السنبل
.موته البعث ، يحيا بمن يأكل
في العجين الذي يستدير
ويدحى كنهد صغير ، كثدي الحياه
.مت بالنار : أحرقت ظلماء طيني ن فظل الإله
.كنت بدء ، وفي البدء كان الفقير
،مت ، كي يؤكل الخبز باسمي، لكي يزرعوني مع الموسم
كم حياة سأحيا : ففي كل حفره
،صرت مستقبلا ، صرت بذره
صرت جيلا من الناس ، في كل قلب دمي
.قطرة منه أو بعض قطره

..هكذا عدت ، فاصفر لما رآني يهوذا
فقد كنت صره
كان ظلا ، قد اسود مني ، وتمثال فكره
جمدت فيه واستلت الروح منها
خاف أن تفضح الموت في ماء عينيه
عيناه صخره)
(راح فيها يواري عن الناس قبره
.خاف من دفئها ، من محال عليه ، فخبر عنها
- " أنت ؟ أم ذاك ظلي قد ابيض وارفض نورا؟
.أنت من عالم الموت تسعى ؟ هو الموت مره
" هكذا قال آباؤنا ، هكذا علمونا ، فهل كان زورا ؟
.ذاك ما ظن لما رآني ، وقالته نظره

قدم تعو ، قدم ، قدم
القبر يكاد بوقع خطاها ينهدم
أترى جاءوا ؟ من غيرهم ؟
قدم .. قدم .. قدم
،ألقيت الصخر على صدري
.أو ما صلبوني أمس ؟ .. فها أنا في قبر
فليأتوا - إني في قبري
من يدري أني .. ؟ من يدري ؟
ورفاق يهوذا ؟ من سيصدق ما زعموا ؟
..قدم
.قدم

: ها أنا الآن عريان في قبري المظلم
،كنت بالأمس ألتف كالظن ، البرعم
،تحت أكفاني الثلج ، يخضل زهر الدم
كنت كالظل بين الدجى و النهار
.ثم فجرت نفسي كنوزا فعريتها كالثمار
حين فصلت جيبي قماطا وكمي دثار
حين دفأت يوما بلحمي عظام الصغار
حين عريت جرحي ، وضمدت جرحا سواه
.حطم السور بيني و بين الإله

فاجأ الجند حتى جراحي ودقات قلبي
فاجأوا كل ما ليس موتا و إن كان في مقبره
فاجأوني كما فاجأ النخلة المثمره
.سرب جوعى من الطير في قرية مقفره

أعين البندقيات يأكل دربي
شرع تحلم النار فيها بصلبي
إن تكن من حديد ونار ، فأحداق شعبي
من ضياء السموات ، من ذكريا وحب
تحمل العبء عني فيندى صليبي ، فما أصغره
.ذلك الموت ، موتي ، وما أكبره

بعد أن سمروني و ألقيت عيني نحو المدينه
: كدت لا أعرف السهل و السور و المقبره
،كان شئ ، مدى ما ترى العين
،كالغابة المزهره
.كان ، في كل مرمى ، صليب و أم حزينه
قدس الرب
.هذا مخاض المدينه

عترافات متيم ل ردينة الفيلالى


عترافات متيم ل ردينة الفيلالى
اعترافات متيم


سألني الناس عن سرِّ وَلَهي
...
جنوني ... جمرِ الإحساس


لم أنا دوماً شريدُ البال و حبيسُ الأنفاس
ما عَرَفوا أني أحاكي السماء وأجالسُ الماس


متيمٌ في العشقِ بكلّ الحواس
حوريتي حبيبتي أجيبي سؤال الناس
أخبريهم أني عَرَفتُ امرأةً تختصرُ الأجناس


عَرَفتُ امرأةً يمتدُّ حُبُّها مِن بحرِ العربِ حتى فاس
عَرَفتُ امرأةً تكسُوها أنوثة
وبراءةُ طفلٍ وقتَ النُعاس


قطةٌ هي حين تنامُ في حضني و يغالبها النعاس
وإن قبّلتُها تناغم قلبها كصوت الأجراس


تبعثرني تلملمني كما تشاء
فهي حبيبتي، مليكتي
وأنا، عبدٌ يعلنُ الطاعةَ والولاء


أَصِلُ النهارَ بالمساء
كي أنام في حضنها وأقبّل الشفةَ الملساء


أتغلغلُ في بحرِ شعرِها وإن تعبتُ حاكَت لي الرجاء
تمارسُ الحبَّ بثورةٍ كأنها ليلةُ الشتاء


أُباغتها لأقطفَ من شفتيها زهرَ الرُمان
تُشعلني جمراً بمفاتنها أنهمرُ عليها كالطــُّوفان
سفينةٌ هي وأنا الراكب والرُبّان


على متنها تعلمتُ العشق جبتُ الخلجان
تُصارعني كالموج بقوةٍ وعنفوان
تبادلني الحب وتصدني في ذاتِ الأوان


حالكٌ شعرُها و ثغرُها بلونِ الأرجوان
من اقتربَ منه لسعته النيران

وأنا وحدي أعشقُ لهيبَ الثغر و جمرَ النيران
أضيعُ معها بين الصد والقبول وقضم الأسنان
كيف أراضيها وهي المد والجزر، الوصل والبعاد


أحبُّها مشاكسةً تهوى العِناد
أحبُّها ملاكاً بين العباد
تتقنُ دورَ الأسير ودور الجلاد


هذه حبيبتي بكلِّ ما فيها من طهرٍ وإلحاد
ترمي الطعم بعينيها وتنتظر الصياد
صوتها الأجشُّ يُشعِلُني رَغَبات

ويزدادُ اللهيبُ حين أسمعُ تلكَ الآهات
و تهمِسُني: اقترب أكثر في جوفِ المتاهات
لا تكترِث بصوتِ التنهدات
فالعشقُ أمدٌ
وأنتَ ...
في البدايات

ردينة الفيلالي



ردينة الفيلالي



















صورة لقصيدة " راهبات الشرق "










قصيدة – بطاقتي الشخصية – لردينة الفيلالي

ردينة الفيلالي شاعرة ليبية اشتهرت منذ صدور ديوانها الاول انتشر صداه في كامل ارجاء الوطن العربي شاركت في العديد من المهرجانات العربية والعالمية في باريس ولندن في بيروت والقاهرة في دبي وعمان ويكفي ان ديوانها قد اعيد طبعه خمس مرات في خلال سنة واحدة فقط وذلك لزيادة الطلب عليه ونفاده من الاسواق

ولدت الشاعرة ردينة مصطفى الفيلالي في طرابلس في 26 9 1981 نالت جائزة في الادب الانجليزي وبكالوريس في العلوم السياسية تنقلت من بلد الى بلد مع والدها مصطفى الفيلالي الذي شغل مناصب دبلوماسية على مدى 53 عاما والدتها لمعان احمد بن بيه ابنة الشيخ احمد بن بيه احد رموز الثورة الثقافية في مدينة طرابلس

بطاقتي الشخصية

بقلم : ردينة الفيلالي

انتزع مني بطاقتي الشخصية

ليتأكد أني عربية

وبدأ يفتش حقيبتي وكأني أحمل

قنبلة ذرية

وقف يتأملني بصمت سمراء وملامحي ثورية

فتعجبت لمطلبه وسؤاله عن الهوية

كيف لم يعرف من عيوني أني عربيه

أم أنه فضل أن أكون أعجمية

لأدخل بلاده دون إبراز الهوية

وطال انتظاري وكأني لست في بلاد عربية

أخبرته أن عروبتي لا تحتاج لبطاقة شخصية

فلم انتظر على هذه الحدود الوهمية

وتذكرت مديح جدي لأيام الجاهلية

عندما كان العربي يجوب المدن العربية

لا يحمل معه سوى زاده ولغته العربية

وبدأ يسألني عن أسمي جنسيتي

وسر زيارتي الفجائية

فأجبته أن اسمي وحدة

جنسيتي عربية سر زيارتي تاريخية

سألني عن مهنتي وإن كان لي سوابق جنائية

فأجبته أني إنسانة عادية

لكني كنت شاهدا على اغتيال القومية

سأل عن يوم ميلادي وفي أي سنة هجرية

فأجبته أني ولدت يوم ولدت البشرية

سألني إن كنت أحمل أي أمراض وبائية

فأجبته أني أصبت بذبحة صدرية

عندما سألني ابني عن معنى الوحدة العربية

فسألني أي ديانة أتبع الإسلام أم المسيحية

فأجبته بأني أعبد ربي بكل الأديان السماوية

فأعاد لي أوراقي حقيبتي وبطاقتي الشخصية

وقال عودي من حيث أتيت

فبلادي لا تستقبل الحرية

04‏/05‏/2011



إذ أمطَرَتْ
أرْوَت مواتَ الروح في قلبي
فقامت نخلتان
تتقاسمان الجرحَ ميمنةً وميسرةً
على حدِّ الضجر
وسقت نشيداً

كاد من طول انتظارٍ ينكسر.
إذ أمطرت
نهضت جميع معازفي
غنَّت مع (السيَّاب) أغنية المطر
(مطرٌ.. مطر)
وأنا ارتطامُ السحب بالسحب
اشتياقُ الأرض..
عزفُ الريح
سرُّ العطر في رئة الزَّهَر!!.
إذ أمطرت
ناديتُ مدَّ مواجعي
لو تغسلين جراحنا مثل الشجر
لو تُنبتين الميتَ من أحلامنا
مثل الشجر
لو تُرجعين أحبةً رحلوا..
وأحباباً مضوا
مثل الشجر
لو تهطلين على جياع الأرض أغطيةً وبَرّ
لو تنزلين الآن عافيةً على المرضى
سقوفاً للأُلي يستدفئون بصبرهم
والكون قُرّ
لو تهطلين على الصغار حليبهم
في كوكب يغتال ضحكتهم
ويجلد صدقهم جهراً وسرّ
لو تهطلين على جميع الأرض يوماً بالسلام
لكتبت أغنيتي بأمْوَاهِ المطر!!.
إذ أمطرت
غنيت للحرية الزرقاء تأتي إذ تشاء
تختار أمكنة العطول بغير إملاءٍ
وتعبر كيفما كان الفضاء
ما همّها من هذه الأرض الغريبة لونها
لا أوقف الحراسُ قافلةً لها
لا فتَّشوا أوراقها
لا جاءت الطابور..
تطلبُ ختمَ أن تمضي إلى الأقصى
فتغسل عنه أدران الحياة
يا للمطر!!.
عدلٌ رحيلك في بلاد الله يا هذا النبيل
أوفيتَ إذ وعد الجميع وأخلفوا
إلاك تأتي وقتما انتظروك بالتعب الجميل
بسطاء حد تعقد الأسماء
هل تعني السعادة غير أن يأتي المطر؟!
تمضي إلى حيث اختيارك
(والرشيد) مهابة وثقتبأنك عائدٌ أبداً إليه
مهما عبرتَ من المَهَامِهِ والفجاج
سِرْ في فضاء الله واهطل حيثما قررت أنت
لك أن تكون أمير نفسك سيدي
وله الخراج!!
أنت الذي نظرَت عيونُك كل عورات الزمان
قل للذين تفرَّقوا في كل درب يبحثون
إني رأيت غريقكم في بطن حوت
قل للتي انتظرَت حبيباً لا يجيء
سنة ويكمل ألف عام
سيجيء إنْ حَطَّ الحمام على البيوت
نذر اقترابك ضجة الدنيا وجلجلة الفضاء
والرعد يكسر صمتها
والبرق يشعل صوتها
بالحب والخوف الجميل
وبالرجاء
هل لونك السحب التي حملتك أم لون السماء؟؟
هل أنت أخضر
أم مآلات احتجاجك يا نبيل على الجفاف؟؟
يا واهباً حد الكفاف
يا مانحاً حد العفاف
تحنو على كل الدُّنَى
حتى على البحر الكبير
مطر يجود على البحار
من منكما بدأ العطاء؟؟
سر في فضاء الله وافعل ما تشاء
يا سيدي.. أنت الحياة



ما فى الجبة الا الحب روضة الحاج

ونثرته

ملح العتاب المر ثانية على جرحى واعطيت الاشارة بالغناء
يا جوقة الصبر التى غنت مع البحارة الضاعوا
مع المشردين مع جراحات النساء
انا ها هنا
اعراف هذا الحب تدفع بى الى الجهة اليسار
وانا قبلت توسط الاقدار فى الدنيا وما عاتبتها الاك يا قدرى اريدك جنة بنمارق مبثوثة ما فى الصدور الا الصدور
تقابلا روحى على سرر وتجرى تحتنا الانهار
ولقد عرفتك اذ عرفتك
واحدا
ما فى الجميع شبيه وجهك
صادقا
مافى القلوب شبيه صدقك
شامخا سمحا وغفارا اذا زل الكلام
اغنيتنى شرح المتون وصحت بى هيا تبعتك
كنت اعرف ان خطوك اجمل الاقدار فى الدنيا وانك مانحى سور السلام وركضت خلفك
والجراح تنوشنى والناس والدنيا تخور قواى تهتف بى تجددنى
فاركض اسبق الايام احب جراحك الغارت بذاكرتى نديات جميلات
وصدقك سيد الاسين
حين تطير من عينيك اسراب الحمام البيض
تاخذنى
فاهتف باسمك المنسوج من عصبى وذاكرتى واحلامى وهل الاك يا عمرى هى الاحلام؟؟
احب ظلال هذا الوجه تسبح فى كرياتى تحاصرنى
تسد منافذ الرؤيا وتفتح للمدى روحى
فارقى قدر ما سمحت به عيناك
نحو مدارج عزت على الراقين بالاعوام
نعم اهواك مد الافق
عد الرمل
حد اللانهائيات
يا من يشترى ضجرى ويهدينى الحياة وسام
بحق كلومنا نزفت
بطول طريقنا عطرا وانساما
بحق جراحنا فى القلب ما زالت
تغنى كلما عام مضى مستخلفا عاما
بحق تشبث الصور التى عبرت ذواكرنا
بحق تهلل الطرق التى سهرت تسامرنا
بحق الشعر والكلمات والنجوى
غيوما فى دفاترنا
بحق اثيرنا السرى ضحاكا
يفتح صدره افقا
ليطوينا وينشرنا
بحق جميل ماضينا
بحق ربيع حاضرنا
ترفق اذ تعاتبنى
كمالى اننى اقترفت يداى خطيئة النسيان
وانى جئت ثانية
ادق عليك باب الحب والغفران
فهل تغفر؟؟
على كل
انا اهواك حد الموت
صادقة
وواثقة
وما فى جبتى الا الهوى والصدق والايمان

روضه الحاج




الي محبي روضه الحاج مجموعة قصائد


إني أخاف عليك من دربٍ طويل
كم قلت لكْ …
عنتُ مسافات الطريق وزادنا دوماً قليل
كم قلت لكْ …
إني أحاذر أن نحار إذا مضينا
ثم لا نجد الدليل
ومضيت رغمي يا فؤادي .. لم تعُد
وهتفت أسترجيك .. عُد
وهماً ظننت الماء ذياك السراب
ومضيت تصرخ فيّ
ما بيدي أسافر في اليباب
وأنا وراءك في القفار أهيم والأرض الخراب
قد كنت أخشى يا فؤاد عليك من طول السفر
قد كنت أخشى الليل حولك
والبروق وعاصفات الريح تزأر والمطر
قد كنت أخشى أن أقول لك ارعو
فيجيب منك الدمع كالمعتاد
ما بيدي … ولكن ذا القدر
وضللت قلبي في الطريق
نصبته في الحالكات سنا بريق
فرحاً تغني للحياة مع المساء
ومصبحاً تشدو كما الطير الطليق
عش للمساء وللنسائم والسحر
عش للعشيات المبللة الثياب من المطر
عش للقصيد يزور بيتك رائعاً
مثل القمر
ودع الترحل في دروب الشوق
درب الشوق يا قلبي وعر



................................................

وفي موسم المد جزر جديد0000000
اليوم أوقن أنني لن احتمل
اليوم أوقن أن هذا القلب مثقوبٌ
ومجروحٌ ومهزومٌ وأن الصبر كلْ
وتلوح لجة حزني المقهور
تكشف سوقها كل الجراح وتستهل
هذا أوان البوح
يا كل الجراح تبرجي
ودعي البكاء يجيب كيف وما وهل
زمناً تجنبت التقاءك خيفة
فأتيت في زمن الوجل
خبأت نبض القلب
كم قاومت … كم كابرت
كم قررت
ثم نكصت عن عهدي … أجل
ومنعت وجهك في ربوع مدينتي
علقته وكتبت محظوراً
على كل المشارف والموانئ
والمطارات البعيدة كلها
لكنه رغمي اطل
في الدور لاح .. وفي الوجوه .. وفي الحضور
وفي الغياب ..
وبين إيماض المقل
حاصرتني
بملامح الوجه الطفولي الرجل
أجبرتني
حتى تخذتك معجماً
فتحولت كل القصائد
غير قولك فجة
لا تحتمل
صادرتني
حتى جعلتك معلماً
فبغيره لا أستدل
والآن يا كل الذين أحبهم
عمداً أراك تقودني
في القفر والطرق الخواء
وترصداً تغتالني
انظر لكفك ما جنت
وأمسح على ثوبي الدماء
أنا كم أخاف عليك من لون الدماء
لو كنت تعرف كيف ترهقني الجراحات
القديمة والجديدة
ربما أشفقت من هذا العناء
لو كنت تعرف أنني
من أوجه الغادين والآتين
أسترق التبسم
أستعيد توازني قسراً
وأضحك حينما ألقاك في زمن البكاء
لو كنت تعرف أنني
أحتال للأحزان أرجئها لديك
وأسكت الأشجان حين تجئ
أخنق عبرتي بيديّ
ما كلفتني هذا العناء
ولربما استحييت لو أدركت
كم أكبو على طول الطريق إليك
كم ألقى من الرهق المذل من العياء
ولربما … ولربما … ولربما
خطأي أنا
أني نسيت معالم الطرق
التي لا انتهي فيها إليك
خطأي أنا
أني لك استنفرت ما في القلب ما في الروح
منذ طفولتي
وجعلتها وقفاً عليك
خطأي أنا
أني على لا شيء قد وقعت لك
فكتبت أنت طفولتي
وأحبتي ومعارفي وقصائدي
وجميع أيامي لديك
واليوم دعنا نتفق
أنا قد تعبت
ولم يعد في العمر ما يكفي الجراح
أنفقت كل الصبر عندك
والتجلد والتجمل والسماح
أنا ما تركت لمقبل الأيام شيئاً
إذ ظننتك آخر التطواف في الدنيا
فسرحت المراكب كلها
وقصصت عن قلبي الجناح
أنا لم أعد أقوى
وموعدنا الذي قد كان راح
فاردد علي بضاعتي
بغي انصرافك لم يزل
يدمي جبين تكبري
زيفاً يجرعني النواح
اليوم دعنا نتفق
لا فرق عندك إن بقينا أو مضيت
لا فرق عندك إن ضحكنا هكذا كذباً
وإن وحدي بكيت
فأنا تركت أحبتي
ولديك أحباب وبيت
وأنا هجرت مدينتي
وإليك يا بعضي أتيت
وأنا اعتزلت الناس والطرقات والدنيا
فما أنفقت لي من أجل أن نبقى
وماذا قد جنيت
وأنا وهبتك مهجتي جهراً
فهل سراً نويت
اليوم دعنا نتفق
دعني أوقع عنك ميثاق الرحيل
مرني بشيء مستحيل
قل لي شروطك كلها
إلا التي فيها قضيت
إن قلت أو إن لم تقل
أنا قد مضيت …



....................................


في الساحل يعترف القلب
0000000
يزيد يقيني في كل يوم
بأني خلقت لأجلك أنت
وأني رأيت بعينيك هاتين
فاهك قال القصائد قبلي
وأني بغيرك يا رجلاً يعتريني كحمى السواحل
قاحلةٌ كالبلاد الخراب
وباهتةٌ كالجروف اليباب
ولا لون لي
ولا طعم لي
ورائحتي كالجروف التي لم يزرها المطر
يزيد يقيني في كل يوم
بأنك يا رجلاً من جميع المساحات جاء
ولوّن وجه الحياة لدي
بلون الحياة وطعم الحياة وشكل الحياة
غريب ٌ أطل على الكون يوماً مساء
فصحتُ أجارتنا ..
لم تجبني
ولكنني كنت أعرف
طوبى لنا إننا غرباء
يزيد يقيني في كل يوم
بأني كعود الثقاب الذي لن يضيء سوى مرة واحدة
فكن هذه المرة الواحدة
ودعني أضيء بحقلك ليلاً
فوحدك تملك سر الثقاب الذي قد يضيء
سنيناً طوالاً … وعمراً طويل
ووحدك من تمنح العمر
إكليل لون الحياة الجميل
ووحدك من يقنع القلب
هذا المشاكس والمتشكك في كل شيء
ليقلع عن عادة سيئة
تلازمه منذ عهد بعيد
تعاوده كل صبح جديد … تسمى الرحيل
يزيد يقيني في كل يوم وفي كل حين
بأني أكابر
حين أصر بأن حضورك ما كان أعظم زلزلةٍ
سجلتها مقاييس عمري
وأني أجانب كل الحقيقة
حين أسميك صاح
وأدعوك بعضي
ورمزاً صغيراً يزين شعري
وأني أمارس جبن النساء الجميل
فأنكر حتى على الصحب أمري
فتطلع صوتاً جديداً جميلاً
ووردة فل
تعطر كل حروف وقاري
فيفضحني الحرف يا أنت ويحي
ويبدو للناس عطري
يزيد يقيني في كل يوم
وأقوى الحصار حصار اليقين
فأين سأهرب مما اعتقدت
وهذي القناعات تمتد حولي
كسور من العشب والفل والياسمين
يزيد يقيني في كل يوم
فزدني بربك بعض اليقين


نشاز في همس السحر 00000000
وغداً تسافر كالمساء
وأظل وحدي للصقيع وللشتاء
أواه لو تدري صديق العمر كيف غداً أكون
والناس حولي يضحكون ويمرحون
وحدي مع الأشواق أبقى والشجون
قد كنت أعرف أن يوماً ما سيأتي
فيه تمضي للبعيد
أعددت زادك بسمتي وقصائدي
كيف ابتسامي إن رحلت
وبعد ظعنك ما القصيد ؟
أواه من زمن يعاندني ومن قلب عنيد
أواه منك غداً ستمضي معجلاً
وأظل اقتات الأسى
كيف احتباس الدمع بعدك
عندما يأتي المساء
كيف اصطبار القلب عنك وبالحنين قد اكتسى
بل كيف يبحر قارب
في اليم تاه وما رسى
تمضي غداً وأظل وحدي كالغريق
تتشابه الأشياء عندي والطريق
قل لي بربك سيدي
من لي إذا جاء المطر
من لي إذا عبس الشتاء
أو اكفهر
من لي إذا ما ضاقت الدنيا وعاندني القدر
قد كنت أحمل هم أيامي
وخوفي والعناء
وأجئ تسبقني خطاي إلى هنا
ولديك أترك يا صديق هواجسي ومخاوفي
أذر الشتاء
قل لي لمن آوي إذا زاد الهجير
أو تاه دربي في الزحام
وحرت بعدك في المسير
تمضي غداً وغداً يلوح
ويظل يخفق متعباً ذاك الجريح
أترى سيأتي الصبح يوماً
بعد وجهك ذا الصبيح
وغداً ستسألني القصائد عنك والليل الطويل
وغداً ستسألني المرائي عندما يأتي الأصيل
سأقول سافر كالمساء
وظللت وحدي للصقيع وللشتاء
خوفي صديق العمر إن طال السفر
خوفي إذا جاء المساء وما أتيت مع القمر
خوفي إذا عاد الخريف وما رجعت مع المطر
خوفي إذا ما الشوق عربد داخلي
وبرغم إخفائي ظهر
خوفي إذا ما رحت اسأل عنك ولهى
ذات يوم يا صديق
ولم أجد لك من أثر




مالي ادعيتك لي
0000000
مالي ادعيتك لي وأهلك ماثلون
ولمَ إليك يلح بي شجني
يصادرني التوقع والتهيؤ والجنون
ما رف طرفي
واعتقدت سوى قدومك أنت وحدك
دون كل العالمين
ما دق قلبي فجأة
إلا وكان توقع السفر الفجائي الجميل
إليك والرهق الحنين
عجباً
تخذتك محوراً
وتركت للأشياء حولك
أن تدور وأن تصيب وأن تضل
كيفما شاءت تكون
عجباً
حفظتك راتباً
ورفعت عن كل القصائد
والمقاطع
والروايات العتيقة
حظر أن تنسى
وألغيت المتون
هل جهات الحزن أربع
عامنا الرابع جاء
وكلانا متعب روحي
ومصلوب على باب الرجاء
أرهقتني هذه الحمى وأعياني الدواء
عامنا الرابع يا روحي أطل
وكلانا خجل من أمنيات
قضت الأعوام في دين مطل
كم رجوت الصبر صبراً
كم تغنيت طويلاً
إن يكن وابلكم قد عز يا عمري فطل !!
سمه ما شئت … لكن
أفقدتني هذه الأعوام شيئاً كان غالِ
وادعي ما شئت لكن
أنت من تضطرني كنت إلى ذل السؤال
كل ما آنسته في الأفق ماءً كان آل
أنت من تدفعني دفعاً إليها
كم تجنبتك يا هذي الظلال
عامنا الرابع لاح
وكلانا باسم في وجه من يهوى
ومذبوح مساءً بالجراح
مرهق جداً عنائي … واحتياجي وانكساري
واحتمالي فوق ما أقوى غدواً ورواح
كنت أخشى دائماً
ما نحن فيه
فكلانا لم يعد يستطع إنكاراً
دم المقتول في يدنا
ونحن القاتليه
يا حبيباً بسنى عينيّ طوعاً واختياراً أفتديه
عامنا الرابع آب
والذي جئنا نواريه سوياً
في المطارات البعيدات انكفأ حزناً
على باب العذاب
والزهيرات الدمشقيات في قلبي ذبلن
جئن طوعاً يوم جئنا
وأبين الآن إلا بالإياب
عامنا الرابع كم يقسو عليْ
ليته ما جاء حتى لا أرى
ذلك الجرح الذي عني توارى
يوم جئت يعود حي
أربع يقتلنني حزناً وخوفاً وانفعالا
أربع يخنقن قلباً
أنت في باحاته سحراً وعطراً وجمالا
أربع ينفقن صبري
أي صبر
والأماني والأغاني والتفاصيل الصغيرات
كسيحات أمامي
يتلفتن يميناً وشمالاً
عامنا الرابع يا عمري أتى
وكلانا قد تعدى ممكن الصبر طويلاً
لن تجبني إن أنا استفهمت
يا عمري متى ؟؟
حزني الآن مصاب بالذهول
فتسلل
قبل أن يفهم ما يجري
توارى خلف ما شئت
وحاذر أن تقول
وانسرب كالروح مني
قبل أن تفعل يا روحي نزولاً
عند رغبات الأفول

الشاعرة روضه الحاج



خطئي انا



أنى نسيت معالم الطرق التي لا انتهى فيها إليك

خطئ أنا

أنى لك استنفرت ما في القلب ما في الروح منذ طفولتي

وجعلتها وقفا عليك ..

خطئ أنا

أنى على لا شئ قد دفعت لك .. فكتبت

أنت طفولتي .. ومعارفي .. وقصائدي

وجميع أيامي لديك


واليوم دعنا نتفق

أنا قد تعبت ..

ولم يعد في القلب ما يكفى الجراح

أنفقت كل الصبر عندك .. والتجلد والتجمل والسماح

أنا ما تركت لمقبل الأيام شيئا إذ ظننتك آخر التطواف في الدنيا

فسرحت المراكب كلها .. وقصصت عن قلبي الجناح

أنا لم اعد أقوى وموعدنا الذي قد كان راح

فاردد على بضاعتي ..

بغى انصرافك لم يزل يدمى جبين تكبري زيفا

يجرعني المرارة والنواح

اليوم دعنا نتفق

لا فرق عندك أن بقيت وان مضيت!

لا فرق عندك أن ضحكنا هكذا - كذبا -

وان وحدي بكيت!

فأنا تركت أحبتي ولديك أحباب وبيت

وأنا هجرت مدينتي واليك - يا بعضي - أتيت

وأنا اعتزلت الناس والطرق والدنيا

فما أنفقت لي من اجل أن نبقى؟!!

وماذا قد جنيت ؟؟!!

وأنا وهبتك مهجتي جهرا

فهل سرا نويت؟؟!!!

اليوم دعنا نتفق

دعني أوقع عنك ميثاق الرحيل

مرني بشيء مستحيل


قل شروطك كلها .. إلا التي فيها قضيت

أن قلت وان لم تقل

أنا قد مضيت … !!!


مدن المنافي







وأحتجتُ أن ألقاك
حين تربع الشوق المسافر وإستراح
وطفقتُ أبحث عنك
في مدن المنافي السافرات
بلا جناح
كان إحتياجي ..
أن تضمخ حوليَ الأرجاءَ
يا عطراً يزاور في الصباح
كان إحتياجي .. أن تجيءَ إليَّ مسبحة ً
تخفف وطأة الترحال ..
إن جاء الرواح
واحتجتُ صوتك كالنشيد
يهز أشجاني ..ويمنحني جواز الإرتياح
وعجبتُ كيف يكون ترحالي

لربعٍ بعد ربعك
في زمانٍ .. ياربيع العمر لاح !
كيف يا وجع القصائد في دمي
والصبر منذ الآن ..غادرني وراح
ويح التي باعت ببخسٍ صبرَها
فما ربحت تجارتها
وأعيتها الجراح

ويح التي تاهت خطاها
يوم لـُحتَ دليل ترحالٍ
فلونت الرؤي
وإخترت لون الإندياح
أحتاجك الفرح الذي ..
يغتال فيّ توجسي .. حزني
ويمنحني بريقاً ..
لونه .. لون الحياة
وطعمه ॥ طعم النجاح




...............................


بطاقة معايدة













أَدْرِي أَنّكَ ِفي البَعِيدْ
أَدْرِي أَنَّ المَسَافَةَ كالطَّودِ تَفْصِلُ بَينْنَا
وَمَهاَمِهُهاَ هَوَىً شَرِيدْ
أَدْرِي ِبأَنَّ الزَّاهِرَاتِ إِذَا انْتَشَتْ عِطْراً
عَلىَ الآفَاقِ ضَاعَت ْ َوالوُرودْ
مَا َلامَسَتْ كَفَّيكَ
َلا َلاحَتْ مَلامِحُكَ الوَضِيئَاتُ السِّمَاتِ لَهاَ.. فَأَعْيَاهَا القُعُودْ
أَدْرِي بِأَنَّ الشَّمْسَ حِيَن تُضِيئُ
َلْم تَرَىَ وَجْهَكَ المَسْكُونَ باِلسِّحْرِ الفَرِيدْ
أَدْرِي بِأَنَّ البَابَ حِيَن يَدُقُّ .. مَاَ أَنْتَ الذِي فِيهِ
وَلَكِنْ يَا سَنَىَ القَلْبِ العَمِيدْ
مَا دَقَّ بَابَاً طَارِقٌ
ِإَّلا وَدَقَّ تَوَجُّسَاً وَتَرَقُّباً وَتَوَتُّراً
وَأَناَ أُتَمْتِمُ .. يَا أَيُّهَا القَلْبُ اتَّئِدْ .. فَغَداً يَعُودْ
يَا مَنْ نَسِيتَ بِعُمْقِ أَعْمَاقِي مَحْيَاكَ الَحبِيبْ
وَصَوتُكَ المَشْجُونُ أَدْرَكَِني.. ذَلِكَ الصَّوتُ الوَدُودْ
أَنَا مَا عُدْتُ أَدْرِي غَيْرَ شَوْقٍ فَاضِحٍ
فَاقَ المَدَىَ حَدَّاً ، وَجَاوَزَها الحُدُودْ
أَنَا َلْم أَعُدْ غَيْرَ اضْطِرَابٍ وَاغِْتَراَبٍ وَانتحَابٍ
كُلَّمَا أَخْفَيْتَهُ أَنْبَا بِهِ عَِّني القَصِيدْ
يَتَرَقَّبُ النَّاسُ الِهلالَ تَطَلُّعاً
وأَنا ، وحَقِّكَ ، َلا أَرَىَ ِفي الأُفُقِ بَرِيقَ عِيدْ





روع القصائد للرائعة روضه الحاج
اليوم أوقن أنني لن احتمل !!
اليوم أوقن أنني لن احتمل !!
اليوم أوقن أن هذا القلب مثقوب ومجروح ومهزوم
وان الصبر كل …
وتحول لجة حزني المقهور .. تكشف سوقها كل الجراح وتستهل
هذا أوان البوح يا كل الجراح تبرجي
ودعي البكاء يجيب كيف وما وهل
زمنا تجنبت التقاءك خيفة .. فأتيت في زمن الوجل
خبأت نبض القلب
كم قاومت
كم كابرت
كم قررت
ثم نكصت عن عهدي .. أجل
ومنعت وجهك في ربوع مدينتي .. علقته
وكتبت محظورا على كل المشارف .. والموانئ .. والمطارات البعيدة كلها
لكنه رغمى اطل ..
في الدور لاح وفى الوجوه وفى الحضور وفى الغياب وبين إيماض المقل
حاصرتني بملامح الوجه الطفولى .. الرجل
أجبرتني حتى تخذتك معجما فتحولت كل القصائد غير قولك فجة
لا تحتمل ..
صادرتنى حتى جعلتك معلما فبغيره لا استدل
والآن يا كل الذين احبهم عمدا أراك تقودني في القفر والطرق الخواء
وترصدا تغتالني .. انظر لكفك ما جنت
وامسح على ثوبي الدماء
أنا كم أخاف عليك من لون الدماء !
...
لو كنت تعرف كيف ترهقني الجراحات القديمة والجديدة
ربما أشفقت من هذا العناء ..
لو كنت تعرف أنني من اوجه الغادين والآتين استرق التبسم
استعيد توازني قسرا ..
أضمك حينما ألقاك في زمن البكاء
لو كنت تعرف أنني احتال للأحزان … أرجئها لديك
واسكت الأشجان حيث تجئ .. اخنق عبرتي بيدي
ما كلفتني هذا الشقاء!!
ولربما استحييت لو أدركت كم أكبو على طول الطريق إليك
كم ألقى من الرهق المذل من العياء ..
ولربما .. ولربما .. ولربما
خطئ أنا
أنى نسيت معالم الطرق التي لا انتهى فيها إليك
خطئ أنا
أنى لك استنفرت ما في القلب ما في الروح منذ طفولتي
وجعلتها وقفا عليك ..
خطئ أنا
أنى على لا شئ قد وقعت لك .. فكتبت
أنت طفولتي .. ومعارفي .. وقصائدي
وجميع أيامي لديك
...
واليوم دعنا نتفق
أنا قد تعبت ..
ولم يعد في القلب ما يكفى الجراح
أنفقت كل الصبر عندك .. والتجلد والتجمل والسماح
أنا ما تركت لمقبل الأيام شيئا إذ ظننتك آخر التطواف في الدنيا
فسرحت المراكب كلها .. وقصصت عن قلبي الجناح
أنا لم اعد أقوى وموعدنا الذي قد كان راح
فاردد إليّ بضاعتي ..
بغي انصرافك لم يزل يدمى جبين تكبري زيفا
يجرعني المرارة والنواح
اليوم دعنا نتفق
لا فرق عندك أن بقيت وان مضيت!
لا فرق عندك أن ضحكنا هكذا - كذبا -
وان وحدي بكيت!
فأنا تركت أحبتي ولديك أحباب وبيت
وأنا هجرت مدينتي واليك - يا بعضي - أتيت
وأنا اعتزلت الناس والدنيا
فما أنفقت لي من اجل أن نبقى؟!!
وماذا قد جنيت ؟؟!!
وأنا وهبتك مهجتي جهرا
فهل سرا نويت؟؟!!!
اليوم دعنا نتفق
دعني أوقع عنك ميثاق الرحيل
مرني بشيء مستحيل
قل لي شروطك كلها .. إلا التي فيها قضيت
إن قلت أو إن لم تقل
أنا قد مضيت … !!!

الكل باطلْ شعر / عبد الله رمضان


الكل باطلْ

شعر / عبد الله رمضان

الكل باطلْ
والكل قاتلْ
والكل في بئر الخيانة والرذائلْ
في هوة الأقذار نازلْ
في ساحة البُعرانِ ماثلْ
أشغاله بين المزابلْ
الكل باطلْ
خطب الأماثل والأسافلْ
شجب العمائم في المحافلْ
صمت الجحافلْ
الكل قاتلْ
لا تنكري عَطَلَ الجيوش من القنابلْ
ما عاد في حسبانها تلك المسائلْ
لا تنكري جبن المقاتلْ
فالجبن قاتلْ
والقتل هائلْ
والهول حائلْ
والكل باطلْ
لا تسمعي قولا لعاهلْ
فدماؤهم ثلج ونخوتهم دخائلْ
وسلاحهم شجب وثورتهم تخاذلْ
لا تسمعي قولا لقائلْ
فالقول قاتلْ
يا قدس يا نبع الفضائلْ
يا زهرة الأوطان والأزمان يا روح المناضلْ
الليل راحلْ
والصبح داخلْ
بدم الشهيد يسيل ما بين المداخلْ
وبقلبه المحروق في لهب القنابلْ
وبصدره المخروق من رشاش سافلْ
الليل زائلْ
بدم الثكالى والأراملْ
من حفنة الأحجار تقذفها الأناملْ
يا قدس يا تاج الأوائلْ
هذا صلاح الدين من بوابة الأسباط داخلْ
وأبو عبيدة خلفه الآلاف في نابُلسَ نازلْ
هذا هو القسام تسبقه الزلازلْ
تتجسد الآمال في طفل مقاتلْ
تتعانق الأحلام في بنت تنازلْ
تتداخل الأيام في حجر مناضلْ
شدي يديك على الزناد فلم يعد في القوم فاعلْ
فالكل باطلْ
والكل قاتلْ

قصيدة فراشة بلا أجنحة الشاعرة شيماء محمد حسن

ليلى

قمر جنوبي_أحمد بخيت

قصيدة وثاق يغير لون الرؤي للشاعرة السكندرية شيماء حسن