رسالة الترحيب



ومــا كـنـت مـمـن يـدخـل العـشـق قلـبـه -
و لـكــن مـــن يـبـصـر جـفـونـك يـعـشــق
.




بحث هذه المدونة الإلكترونية

08‏/12‏/2011

فدوي طوقان



يا مصر ، حلم ساحر الألوان ، رافق كل عمري


كم داعبت روحي رؤاه فرفّ روحي خلف صدري

حلم كظل الواحة الخضراء في صحراء قفر

أن اجتلي هذا الحمى . . . واضمه قلباً وعين. .

واليوم ، في حلم أنا ، أم يقظةٍ ، أم بين بين !؟

صدحت بقلبي إذ وطئت ثراك أنغامٌ سواحر

فكأنما في قلبي المأخوذ غنّى الف طائر

وغرقت في أمواج إحساسٍ بعيد الغور فائر

أأنا هنا ؟ في مصر ، في الوادي النبيل ؟!


أأنا هنا في النيل ، في الأهرام ، في ظل النخيل ؟!

وتلفتت عيناي في دهشٍ ، وفي لهف غريب . .

ماذا ؟ هنا الدنيا الخلوب تثير أهواء القلوب . .

ماذا ؟ هنا نار الحياة تؤجّ صارخة اللهيب . .

في كل مجلىً فتنةٌ رقصت ، وسحرٌ مدّ ظلّه

ماذا ؟ أمصرٌ أم رؤى أسطورةٍ من ألف ليله!؟

كيف اتجهت تجاوبٌ وصدىً لموسيقى الوجود

في النيل يعزف لحنة الأبدي للشط السعيد

في وشوشات النسمة المعطار ، في النخل الميود

حتى النجوم هنا أحسّ لهنّ الحاناً شجيّه

حتى السحاب أخاله تحدوه موسيقى خفيّه

يا مصر ، بي عطش الى فرح الحياة . . الى الصفاء . .

يا مصر ، نحن هناك أمواتٌ بمقبرة الشقاء

لا يطمئن بنا قرارٌ . . . لا يعانقنا رجاء . . .

لا شيء إلا ضحكة الهزء المرير على المباسم !

كالضحكة الخرساء قد يبست على فك الجماجم!!

نفسي مصدّعة . . فضميني لأنسى فيك نفسي

قست الحياة وأترعت بمرارة الآلام كأسي

والظلمة السوداء مطبقة على روحي وحسي

فاحني عليّ وزوّديني من مفاتنك الجميله . . .

هي نهزة لم أدر كيف سخت بها الدنيا البخيله !

يا ليتني يا مصر نجم في سمائك يخفق

يا ليتني في نيلك الأزليّ موجٌ يدفق

يا ليتني لغزٌ ، أبو الهول احتواه ، مغلق . . .

تهوى وتنسق الدهور مواكباً ، وأنا هنا

بعض خفيٌ من كيانك لست أدرك ما أنا !!

يا مصر حلم ساحر الألوان رافق كل عمري

كم داعبت روحي رؤاه ، فرف روحي خاف صدري

حلم كظل الواحة الخضراء في صحراء قفر

أن أجتلي هذا الحمى وأضمّه قلباً وعين

واليوم في حلم أنا ؟ أم يقظة ؟ أم بين بين ؟!



.........................

تسأل : أين الوفاء ؟

أما من وفاء ؟ !

و أضحك في وجهك المتجهم

اسأل مثلك :

أين الوفاء ؟

و ماذا عن الأوفياء

و أين هواك القديم ،

و أين النساء . . .

مئات النساء اللــّواتي حببْت

وكلّ امرأه

تظنك ملك يديها

وتحسب حبـّك وقفا عليها

تظنّ غرامك أبقى من الشمس

أرسخ من راسيات الجبال

وتأبى تصدّق ان الوفاء

يظلّ خرافه

يظلّ خيالاً ووهْما

وإسماً لغير مسمّى

وشيئاً محال

نريد من الآخرين الوفاء

نصفــّدهم نحن ، تربطهم بالرجاءْ

بحبل سراب كذوب

ببرق خلوب

و نمضي لنشرب كأساً جديد

و نمضي لنطعم لوناً جديد

لنحيا غراماً جديداً

لنعيد وجهاً جديد

و نرجع نسأل :

أين الوفاء ؟ ؟

* *

نريد من الآخرين البقاء

على عاطفة

ذوت و تلاشت

بأعماقنا و استحالت

إلى صورة زائفة

أنانية يا رفيقي تعشش فينا

تسير رغباتنا في الخفاء

و تحجبها بنقاب كثيف

نسمّيه نحن

وفاء !!

* *

بلى يا رفيقي

بلى ، قد يطل

هنالك ظلّ

لبعض رفات

رفات غرام تلاشى ومات

يطلّ و نجهل كيف يطلّ

فنوقد شمعه

لديه و نحضن ذكراه فتره

و نرجع من بعد نؤويه قبره

و ندفنه من جديد

و ما في المحاجر دمعه

و لا في الجوانح لوعه

و نمضي نلي النداء القوي

و كلّ اتجاه

و ننسى القديم

و نحيا الجديد

و نرجع نسأل :

أين الوفاء ؟ !

أما من وفاء ؟؟!




.................................



(( ... و سألها : اتحبينني ؟

و رنت اليه و لم تجب ))

لا ،لا تسلني ، لن أبوح به

سيظلّ حبك سرّ أغواري

أعطيه من ذاتي ، و امنحه

ما عشت عاطفتي و إيثاري

أسقيه من عطري ، أوّسده

صدري ، أناغيه بأشعاريٍٍٍٍٍٍٍٍ

لهواك كل مواسمي امتلأت

و سخت بفيض جنىً و أزهار

لهواك آفاقي مرصعّة

يزهو السّنا في صدرها العاري

لهواك هذا الليل أسهره

نشوى ، أبيح الليل أسراري

أمضي مع الذكرى فتحملني

بجناحها للّدرب ، للدار

و اضمّ أجفاني على حلم

متوهج الأنفاس ، معطار

ها أنت ، في عينيك عاصفة

تجتاحني ، و هبوب إعصار

ها أنت بحرٌ راح يأخذني

في موجتيه أخذ جبار

ها أنت ، ها أنا ،

قصة بدأت

مكتوبة في سفر أقداري

. . . . . .

لا ، لا تسلني ، لن أبوح به

سيظلّ حبك سرّ أسراري




.....................................

نشيد :

حريتي !

حريتي !

حريتي !

صوتٌ أردده بملء فم الغضب

تحت الرصاص وفي اللهب

وأظل رغم القيد أعدو خلفها

وأظل رغم الليل أقفو خطوها

وأظل محمولاً على مدّ الغضب

وأنا أناضل داعياً حريتي !

حريتي !

حريتي !

ويردد النهر المقدس والجسور

حريتي !

والضفتان ترددان : حريتي !

ومعابر الريح الغضوب

والرعد والإعصار والأمطار في وطني

ترددها معي :

حريتي ! حريتي ! حريتي !

* * *

سأظل أحفر اسمها وأنا أناضل

في الأرض في الجدران في الأبواب في شرف المنازل

في هيكل العذراء في المحراب في طرق المزارع

في كل مرتفعٍ ومنحدر ومنعطف وشارع

في سجن في زنزانة التعذيب في عود المشانق

رغم السلاسل رغم نسف الدور رغم لظى الحرائق

سأظل أحفر اسمها حتى أراه

يمتد في وطني ويكبر

ويظل يكبر

ويظل يكبر

حتى يغطي كل شبر في ثراه

حتى أرى الحرية الحمراء تفتح كل باب

والليل يهرب والضياء يدك أعمدة الضباب

حريتي !

حريتي

ويردد النر المقدس والجسور :

حريتي !

والضفتان ترددان : حريتي !

ومعابر الريح الغضوب

والرعد والإعصار والأمطار في وطني

ترددها معي :

حريتي حريتي حريتي

........................

























ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التعليق