رسالة الترحيب



ومــا كـنـت مـمـن يـدخـل العـشـق قلـبـه -
و لـكــن مـــن يـبـصـر جـفـونـك يـعـشــق
.




بحث هذه المدونة الإلكترونية

09‏/12‏/2011

شريفة السيد



وبعضُ النِّسـاء

إذا ما رمَيْنَ الشِّـبَاكَ وقَعَنْ

وبعضُ النِّسـاء

إذا ما رمينَ الشِّـبَاكَ سكَنّْ

ولكِنْ

حصـادي: شـرودٌ

وخـوفٌ

وضـربٌ مِنَ الشَّـوقِ ضَنْ

يضِلُّ اقتداري علَى الصَّـيد ليـلاً

ففِي الَّلـيل

حِينَ يصبُّ اللُجَيْنُ شـذاهُ

على أُمسـياتي

أَذوبُ.. أَكـاد أُجَـنْ..!!

فراشـاتُ صَـمْتي

تداعبُ كلَّ حواسـي

وحتَّى الحـواس التي لا نـراهـا

بطرفَـةِ عـينْ

وتلثُـمُ كلَّ الجُزيْـئات فِيَّ

يوشْـوِشُـنِي الوَجْـدُ

أُصْـبِحُ حُـوريةَ اللـيل تُرخِي الضَّـفائرَ

تنْسـجُ عِطـرَ هَـواهَـا

على العاشـقينْ

غِلالاتِ حُسـنْ

......

تجـيءُ الجَـوارِي

ومِنْ كلِّ فَـجٍ عميـقٍ أتَينْ

يُفجـِّرْنَ بعضًا مِنَ الحُسـنِ والتَّيـهِ

في الصَّـهوةِ القابعـةْ

كَأنَّ جميعَ النِّسـاءِ تعلَّمِنَ مِنْ رابعـةْ

وحَوْلـِي يَطـُفـْنَ

بكلِّ دلالٍ علَيَّ يَمِلْنْ

نسـاءٌ...

نسـاءُ...

نسـاءْ...

تفيضُ الأُنوثـةُ مِنْ بينَ أعْطـافهِـنْ

مِنَ الـزَّهـو

- والوقتُ غافٍ - خُلِقْـنْ

سـكارَى

كَأنَّ الحَمـائِمَ فـوق النُّهـودِ سـكَنّْ

بلهـوِ الصِّغارِ يُقَبِّـلْنَ خـدَّ الحَمَـامْ

ويُرْسـِلْنَ آهـاتِ فجـرٍ تفتـَّقَ

يبْحَـثْنَ عن مرفـأٍ تحْـتهُنْ

يلوِّحنَ لليل: مهلاً

وللفجـْرِ: صَـبرًا جَميـلاً

ويسـتُرنَ بعضَ البياضِ بأجسـادهِنْ

نسـاءٌ...

نسـاءٌ...

نسـاءٌ...

عُيونُ المَهـا تخـتَفِي بيْنَ أجفانِهِنْ

غَرَسـنَ الورودَ النديَّـةَ

في عمق مَرْمَرِهِـنْ

تجمَّعْنَ حـولي

بدائرةٍ مِنْ لهيبِ التَّـوهُّـجِ.. دُرْنْ

حـَملْنَ الكُـؤوس

وأفرَغْنَ فيها حنينـًا

وشـوقـًا

ووجـدًا... يئِـنْ

مَزَجْـنَ الرَّحيقَ بأفـْواهِهِنْ

ضَحِكْـنَ

جَرَرْنَ الثِّـيابَ الطَّـويلةَ

أصْـدَرْنَ بَوْحـًا رقيقـًا .. شَـهَـقـْنْ

فعبَّـرَ شـوقُ الحِكايـةِ

عن جنَّـةٍ لا تُضاهَى بأعْـيُنهِنْ

تـآمَـرْنَ

كَسـَّرْنَ حاجِـزَ صَـمْتي

أخذْنَ الفـؤادَ أسـيرَ أصـابِعهـِنْ

وأنشـدْنَ لحْنـًا شَجِيّـًا

أَغَـنْ

وكادتْ دوائـرُ بحـرِ النسـائمِ

تبلَعُهُـنْ

فـلا يسـتطيعُ الفـؤادُ انْفِلاتـًا

فهـُنَّ امْتَـلكْـنَ

- بدربِ الغُوايـةِ - سـرَّ غُـوايتِهـِنْ

ولكنَّنِـي؛؛؛

حِينَ أرْمِي شِـباكِي

يَضِـلُّ اقتداري علَى الصَّـيدِ ليـلاً

ويبقَى حَصـادي شـرودًا

وخوفـًا

وضربـًا مِنْ الشَّـوقِ ضَنْ

فـفي اللـيلِ

حِينَ يصُـبُّ اللُجَـيْنُ شـذاهُ

على أُمْسـياتِي

أذوبُ...

أكـادُ... أُجَـنْ...




.............................



سيجيءُ في الغدِ

هكذا قد قال لي

فأضأتُ أرضَ بكارتي

تِلكَ التي

ظلتْ سنينًا مُطْفأة...

***

ودعوْتُ بي

عَرَقَ الأنوثةِ

كيْ يباغتَـهُ

ويرتّقَ الأحلامَ

إذْ كَانَتْ بدربِ البين مُهترِئَةْ...

***

تعبُ الفراقِ أُزيلُهُ

سأفيضُ نهرَ عُذوبةٍ

وشقاوةٍ

نجماتِ ليلٍ في السما متلألِئَةْ...

***

سأُعطِّرُ الدُّنيا

أُغرِّدُ مثلما

عُصفورةٍ فِضيَّةِ الألوان تعبرُ مَرفأَهْ...

***

سأكونُ مشرقةَ الحواس

لطيفةً

وأدوس أيَّام الذبول المُضْنياتِ

أكونُ في قطفِ النخيلِ البادئةْ..

***

سألقِّنُ الجسدَ الخجولَ

بلاغَتي

وسأرتدي الوهجَ الذي

هو في الحنايا.. خبَّأهْ...

***

شَعري الذي أهملْتُه زمِنْا

أُصفّفهُ

ليعودَ بسمةَ راهبٍ... متوضّئةْ..



وأحرِّضُ الأشواقَ

كيْ أبدو لهُ

كأسا.. رضابًا

بانتشاءِ الفجرِ مُمتلئةْ...

***

وسأكتبُ الأشعارَ فيهِ

ترنُّمًا

وأخطُّ قافيةً لَعُوبًا

فوقَ صدرِ البَوْحِ مُتَّكِئَةْ...

***

هي تارةً

طوعًا تجيءُ

وتارةً

ألفيتُها

في عُرسها... متلكَئةْ..

***

سأقولُ: إني ها هُنا

بلباقَتي

بوداعتي

بأنوثَتي... متهيِِّئةْ

للقاءِ

مِنْ زرعَ الحرائقَ

في دمي

فكَأنَني بلهيبِها.. مُستَدْفِئةْ..

***

كمْ كنتُ

أستجدي النحيبَ لفقدهِ

ودموعيَ العرجاءُ

خلف الهُدْبِ.. مختبئةْ..

***

لكنَّني

سأكفُّ عن عَطَشِي

وأُبْحِرُ عِندَهُ

وغدًا.. غدًا

سيبوح قلبي بالذي.. قد أرجأهْ

***
..................................................



ربيعُكَ حِينَ أتَى في خريفي
أفاض بعمري الذي غرَّدا
وراحَ يُقبّلُ وجْهي برفقٍ
يحطَّ على وجْنَتَيْهِ النَّدَى
فيرسمُ فوق الجبينِ غُصونًا
تعششُ فيها طيورُ الهُدَى
وشَعري تدلَّى يُراقصُ جِيدِي
وقيثارُ قلبي لِعُودي شدَا
ورهبانُ قدِّي إلى النبع طاروا
جياعًا وعطْشَى لماءٍ بدَا
***
فقد كُنتُ قبل ربيعكَ قفرًا
ضلالاً ووهمًا وصَمتًا رَدَى
وصرتُ بهمسكَ كالأقحوانِ
عبيري يُعطِّرُ هذا المَدَى
وأصبحتُ آخرَ نُقطةِ ضوءٍ
بغير وجودك لن تُوجَدا
وغبتُ عن الصَّرفِ عند النُّحاةِ
فلا خبرٌ لي ولا مُبتدا
فكيف استبحتَ لنفسكَ ذُلِّي
ولمْ أُنكر الفَضْلَ،،، والسَيِّدا
***
وكيف ارتضيتَ الشَقاءَ لقلبٍ
لغيركَ ليس يمدُّ اليدا
أنا الشوق يُزكَى صباحًا مساءً
لهيبًا تلظَّى.. ولن يبرُدا
تمِنَيتُ لو في هواك أكونُ
مليكةَ عرشٍ.... إليك اهتدَى
غزالاً رقيقًا.. بوادٍ وسيعٍ
تغارُ الغزالاتُ.... إن عرْبدا
فراشاتُ فردوسكَ السابحاتُ
تحطمِّ في خَصْريَ المِقْوَدا
وزهرُ البنفسجِ في راحتَيْكَ
يدثِّرُ قلبي.. الذي أُجْهِدَا
لِمَ الصَّدُ يا مِنْ أعادَ ارتوائي
وشَيَّدَ في النَّفس ما شيَّدا
***
وكيفَ إذا صاحَ فينا صباحٌ
فلا يجدُ الرَّوض والمَعْبَدا
وكيفَ إذا الليلُ نادَى علينا
تضيعُ النداءاتُ مِنْا سدَى
وإنْ ردَّد القَلْب يومًا لُغاكَ
فليس يعودُ بغير الصَّدَى
لو الريحُ تُفْلتُ مِنْي الزِّمامَ
فماذا تبقَّى لِعرْشِي غدًا
أنا صفحةُ الماءِ نارٌ ونورٌ
إذا غبْتَ عنه فلن يُنشدا
أنا نخلةُ التَّمْر فاصْعَدْ لِتَمْرِي
وليس لغيركَ أنْ يصْعدا



.........................


في قيلولةِ عُمري

اغتالوا ذاكرتي

نزعوا مِنْ نافذتي..

عَظمي

كشفوا كلَّ خلايايَ

وبغليون الضابطِ

فقأوا جِسمي

لكنْ

عجزوا أن ينتزعوا

مِنْ ذاكرةِ العالمِ

رائحة اسمي..

***

ذا تاريخي

ما أبقاهُ الحاكمُ مِنْي

حِينَ أتيتُ علامةَ حَقٍ

في الوطن المذعورْ

فاكتبْ يا قلمي المبتورْ

اكْتُبْ لا تخشى القيد ولا المُحْضرْ:

إني آتيةٌ مِن بوَّابةِ ذاكَ النَّور

كيْ يتبعَني كلُّ المظلومينَ

وكلُّ المصلوبينْ

سأُعلِّمهمْ

أن الدائرةَ

على كل عدوٍ.. سوف تدورْ

***

يا وطني

يا جُزراً فقدتْ يابسَها

و.. طفتْ فوقَ الموجِ الحائرْ

إني عائدةٌ مِنْ توِّي

ثائرةً للجُرحِ الغائرْ

وملائكةُ الرَّحمةِ خلفي

عطرًا.. قنديلاً.. وستائرْ

سنَدقُّ الأوتادَ لأرضكَ

تستيقظ للحَقِّ ضمائرْ

سحقًا للجند بقوَّتهمْ

إن لمْ نَكُ في الأرضِ حرائرْ

إنْ لم نكُ في الأرض حرائرْ...

***


..........................



ماذا يفعل الربيع بالبنات



هِيَ البِنْتُ

تِلكَ التي منذ حِينٍ

أحَاطَتْ بكِلتا يدَيْها الحقِيبة

وحَنَّتْ ضَفائرُهَا

للنِّهُودِ

فَصَبَّتْ بهاءً

وَقَـارًا

وطِيبة..

بزيِّ التلاميذ كَانَتْ تَـرُوحُ

وتَغدُو مَلاكـًا

بِدُنيا رَحِيبَةْ..

وتُبْدِي حَياءً

وأُنسًا لَطِيفًا

يُبدِّدُ خَوفِي..

ويُطفِي لَهِيبَه...

ولَكِنَّ

فِعلُ الرَّبِيعِ أَتَاها

فَـفَاضَتْ جَمالاً..

ومَاستْ عذوبَة

ورقَّتْ

كَأنسامِ لَيلٍِ بَديعٍ

فَزِيدَتْ حنانًا

دَلالاً

خُصوبَةْ

وأَفضَى النَّهارُ

إلى وَجنتيْها

بأنوارِهِ الزاهِياتِ العَجِيبَة

ومَالتْ إلى السحْرِ

أَهْدابُها

فأضْحَتْ لأعطَافِها مُستَجيبَةْ

أَتَى الحُسنُ

يَهْمِس في أُذْنها

فصَارتْ بأحوالِ وَجْدٍ غَرِيبَة

لِمِرْآتِها

أفْصَحَتْ عَـنْ هَواهَا

فَمِرْآتُها

سرّها دُونَ رِيبَة

وَدَقَّتْ

على بابِ أَحلامِها

وَفَرَّتْ

لِلَحظَةِ عِشْقٍ رَطِيبَة...

***

رَأَتْها عَلى البُعْـدِ عَيْني

فَقُلْتُ:

ألا ليتني كُنتُ هَذِي الحَبيبَة..

ألا ليتَ لي مِثلَها

عين ظَبْيٍ

كَنَهرِ يفيضُ على أرض طِيبَة..

وكلُّ الطُّيورِ

على شَاطِئَيْهِ

تُحاولُ

-كي تَرتَوِي-

أنْ تجوبَهْ..

وقالَ الذي مَرَّ قُدَّامَها

ألا ليتَني

كُنتُ تِلكَ الحقيبة...!!

***




............................




الاسطورة الاولي


كأن َّ الله أطلقنِي

ترانيمًا

تسافِرُ عَـبْرَ أَوْرِدَةِ المَلايينِ

لتـُحفـَرََ تحتَ مِعْصَمِهِمْ

عَلى فَمَهِمْ

وفي زَيتون جَبَهاتي

أنا مَنْ صَار في الدُّنيا

حديثَ الوَقْتِ والآتي..

***

هُنا في مِصرَ

قَافِلَتي

ونافلتي..

وذاكِرَتي..

وقنْطرَتي وسينَائي..

***

وذا عِرضِي الذي صَانَتهُ أَبطَالٌ

وذا قَلَمِي الذي صَاغَ

ابْتِسامَتَهمْ، وبَسمَاتِي..

***

أنا تَغْريدة ٌ كبرَى

أ ُغنـَّى

كُلما غَنوا لنَهْرِ النيلِ

للحُورِ التي خَطَفَتْ قُلوبًا

للمَجَرَّاتِ

وأ ُسمَعُ

كُلما غَنى (علي الحَجّارُ) للبَحرِ

وللبِنتِ التي سحَرَتْهُ

خلفَ المَشرَبيَّاتِ

***

أنا الأُسطورة الأولَى

أنا عَبَق انتصارِ الفَجْرِ

إذ بانَتْ إضَاءاتِي..

أُرَصـِّعُ بالطباشِيرِ المُلَوَّنِ

لَوْحَةَ الفَصْلِ

فَيَرْسمُـنْي التلاميذُ:

مُصَفَّحة ً

وطَائرة ً

وأَوْسمة ً.. وراياتِ

وأَخْرُجُ مِنْ حَقائِبهِـمْ

كتابَ الحُبِّ

مُبْتَكِرًا

جَديدًا في حُقولِ القطنِ

في وَجَعِي.... ولذّاتي

***

أنا الليلُ الذي أرخى

حنينَ النَّورِ

في قَمَري.. ونَجْمَاتي

تُفاخِرُ بِي أَرَاجيحُ الطّفُولاتِ

وكُل ضَفيرةٍ طُرِحَتْ

على ظَهرِ الأُنوثاتِ

ومعْطَفُ مَنْ بدَا كَهلاً

بمِنْتَصَف الشِّتاءاتِ

***

أنا إذ جَاء أعدائي

رأيتُ الله قُدَّامي

فطوَّقني

وألهبني

وشدَّدَ في مُعاناتي

وأَطلَقَ مَارِدي مِنِّي

فَحَققتُ انتِصَاراتي...





............................................................................................................



ملامح اخري لامرآة عنيدة




أنا المشغولة ُ اعترفتْ
لأرضٍ تـَعشقُ الفـَأسَا
بأنَّ رداءها الممسوخ َ
في النســيان قد أمسى
تشاغبُها يدُ الأقـدار
حين تـُحيلـُها شمـسَا
تمدُّ خيوط َرونقها
فتُخـْمِد في المدى حِسَّـا
لترجعُ بعد رحلتها
غرامًا يُشـعِلُ اليأسـا
* * *
أنا أرجوحتي اعترفتْ
بأنَّ أنينها انسَكـَبا
وأنَّ الزورقَ المشطورَ
منْ ترحاله تـَعِبَا
تشاغبُها يدُ الأقدار
حين تحيلـُها عِنـَبَا
عناقيدًا إذا امتـُنِعَتْ
يُذِلُّ نبيذُهــا شَعْبَا
لترجعَ بعد رحلتها
وما أحدٌ له اقـْتربا
* * *
وسوسَنتى هنا اعترفتْ
بأنَّ ربيعها انطـَلـَقا
وأنَّ الصبح َ ينثرُهَا
نسيمًا هادئـًا، عَبـَقا
تـُشاغبها يدُ الأقدار
حين تـُحيلـُها ألـَقـَا
تـُحذ ِّرُ من أشعـَّتها
فمُدمِنُ ضوئها احترقـا
تقولُ بُعَيد رحلتها
بأنَّ جمادَها نطقـا
* * *
أنا المفتونة ُ اعترفتْ
بأن حنينَها نيلُ
تلجلجَ عند مـنبَعِهِ
و أعيَتـَهُ التراتيلُ
تشاغبُها يدُ الأقدار
تبكيها المناديلُ
بواديها الذي ما جفَّ
تختبئُ المحاصيلُ
لترجعَ بعد رحلتها
و كل الفعل ضِلِّيلُ
* * *
وقضبانٌ بها اعترفتْ
بأنَّ الحب َّ مكتوبُ
و أنَّ هناك منتصرٌ
وأنَّ هناك مغلوبُ
تشاغبُها يدُ الأقدار
حين يهزُّها كوب ُ
فتخطُفهُ على عجلٍ
وطرفُ العين معصوبُ
تـُفاجأ ُ بعد رحلتها
بأنَّ الكوبَ مسكوبُ
* * *
معاندةٌ أنا اعتـرفتْ
أخيرًا أنَّها امرأة ٌ
وأنَّ مضيقَ أطلـَسِها
ستسكنُ فيه لؤلؤة ٌ
تحلُّ رموزَ شفرته
وتشهدُ أنها رِئة ٌ
تـُنيرُ البيد في ثقةٍ
فإن البيد مطفأة ٌ
لتجلسَ عند شاطئها
وكأسُ النهر ظامئة ٌ
* * *
أنا الممسوسة ُابتدأتْ
قراءة َ آيةٍ كبرى
لتجلبَ مِن بلاد السِّنْدِ
( ديكَ الجن) منتحرا
وتـُتبُعها بشَعـوذةٍ
وتدفعُ نذْرها تبرا
وترقصُ ملء نشوتها
إلى أنْ ترتمي سَكْرى
يفـُك العشقُ عُقدتها
ليأتي ساجدًا شِعرا



***





***



.............................


...................................................




انا بغداد



أنا بغداد يا أعرابُ
فانتبهوا ... لآياتي
تسلـَّقتُ السماء الآنَ
ثمَّ رفعتُ راياتي
وأشعلتُ الجليد لكيْ
أحطـِّمَ فيه غاياتي
وعند الكبوةِ البلهاءِ
كنتُ كسرتُ نايـاتي
أنا بغداد فانتظروا
فيوضًا من كراماتي
أنا بغداد
أنا وطنٌ أبَى إلا
إلى الطوفان يُلقِى بي
مشيتُ إليه راضية ً
بدعواهم لتـَعذيبي
وعند غيابِ شمس الحق
قالوا : مثلها غيبي
كأنَّ عناق أبنائي
يقابلني بتأديبي
أنا بغداد
سأنجو من أظافرهمْ
إذا هـَمُّوا بتقبيلي
وأضحكُ حين تفضحهمْ
مرايايا، قناديلي
سأقفزُ مثل معجزة ٍ
تروِّعُهُمْ تآويلى
فأُطعمُهُمْ لمجمرتى
وأُطْلِعُهُمْ على نيلي
أنا بغداد
أنا ترنيمة ُ الفــنان
والترتيب والفوضَى
أنا تسبيحة ُالصلواتِ
سيفُ جرابيَ الأمضى
أشقُ صدورَمَنْ سرقوا
شموس الحب والوَمضا
أحذّرُ من صهيلي حين
يملأ هذه الأرضا
أنا بغداد
سأمضي كُلـَّما بعثوا
بغانيةٍ إلى التاريخْ
سيصرخُ حبر أقلامي
و لنْ يتوقفَ التوبيخ
وأكتبُ : لن يضلـِّلني
صعودهمو إلى المريخ
فغاية ُ منطق الجبناء
أنْ نبقى بلا تأريخ
أنا بغداد
تـُراني حين أخرج من
عباءته سيتركني
وهلْ في زحمة الأجساد
في الدنيا سيدركني..؟
لقد ظل الأسى الفرحان
في المأساة يشركني
وحين ظننتُ إفلاتـي
مضى جنبي يباركني
أنا بغداد
سأجمعُ كلَّ أسراري
إلى صندوقِيَ الخَشـبِيْ
وأقذفه لنهر النيل
يدفعهُ الفراتُ إلَيْ
تسير حضاراتي قـُدُمًا
رصيدًا من شذىً بَرِّىْ
أزفُّ نهايـة ً عطشى
على قلبٍ بوجه نبيْ
أنا بغداد
سأمضي ليس يمنعني
عذابٌ ما له آخـِرْ
ولو ضاقتْ بيَ الدنيا
سأسلكُ دَرْبَها السَّاخرْ
أ َرُدُّ عقوق بُرْدَتها
وأستـُرُ عُريها الماكرْ
أمُدُّ يديَّ في قلبي
أُضمِّدُ جُرحِىَ الغائرْ
أنا بغداد فانتظروا
مع الوقت انتصاراتي.
***



.............................................






































ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التعليق